نصر المجالي من لندن: دعا كاتب وصحافي عربي سعودي معروف إلى هدم جميع أسوار البيروقراطية التي تحول دون أن تأخذ المجتمعات العربية والإسلامية دورها بكفاءة في عالم الاتصال الكوني القائم حاليا الذي تجاوز ما نعرفه من تقنيات هائلة عبر شبكة الانترنيت والهواتف المحمولة وغيرها من أدوات اتصال سريع.

وفي حديث لـ "إيلاف" قال جمال أحمد خاشقجي الكاتب والصحافي الذي يكتب في عدد من الصحف السعودية والعربية عمودا يوميا مثيرا، وكان قبل اكثر من عام رئيسا لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية التي تصدر في أبها عاصم إمارة عسير الجنوبية "المسألة ليست ثورة معلومات جميعنا يطلبها، وهي هدف الجميع، القضية تتلخص بضرورة محاربة البيروقراطية التي تعشعش في مختلف مؤسساتنا وهي خائفة من المستقبل لأنها لا تتعامل معه في شكل يضاهيه كما يتعامل مع آخرون غيرنا من شعوب الأرض".

وبعد عودته من الولايات المتحدة، حيث شارك هناك في مؤتمر عقد في مدينة أسبن الجبلية في ولاية كولورادو الأميركية، تحدثت "إيلاف" مع الخاشقجي الذي يقوم بمهمة المستشار الإعلامي للأمير تركي الفيصل سفير المملكة العربية السعودية لدى بريطانيا، حول المؤتمر الذي شارك فيه بهذه الصفة وكان عنوانه "العصف الفكري" والأهداف المبتغاة من وراء عقده، حيث مثل هكذا مؤتمر غير معروف على الساحة العربية الإعلامية.

وكان أول جواب للزميل الإعلامي والكاتب والمراسل المعروف من أيام معارك مجاهدي أفغانستان ضد قوات الغزو السوفياتي قوله "موقع إيلاف الجديد جميل ومختلف لكنه مزحوم الزوايا، ليتكم تعيدون صياغته وتصميمه، فهناك تصميمات حديثة ومرنة أكثر قبولا".

وقال خاشقجي أن منتدى "العصف الفكري" الذي شارك فيه، عقد برعاية مجلة "فورتشين" الأميركية، وهو يتوازن في طروحاته مع المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف باسم "منتدى دافوس" الذي يعقد جلساته سنويا بمشاركة سنوية عالمية كبيرا من نخبة ليست من الحكومات، وكان دافوس عقد آخر لقاءين له في منطقة البحر الميت الأردنية، مشيرا على أن جملة من الأميركيين يرون أنه يمكن أن يكون لهم منتداهم العالمي الخاص بمفاهيم أخرى.

وأضاف الإعلامي والكاتب والمستشار الزميل خاشقجي أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها في هذا المنتدى، حيث وجهت إليه الدعوة بصفته مستشارا إعلاميا للسفير السعودي لدى بلاد سانت جيمس الأمير تركي الفيصل، وقال أن مشاركة عربية ضئيلة كانت هناك، لكنه قال أن حضورا سعوديا تمثل في المنتدى، حيث شاركت فيه لبنى بنت سليمان العليان ونائل الجبير المسؤول الإعلامي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، يذكر أن نائل، هو شقيق عادل الجبير الذي تعود مشاهدو الفضائيات العربية والأميركية متابعة تصريحاته في قضايا كثيرة مدافعا عن دور المملكة العربية السعودية، وهو يقوم بمهمة المستشار الإعلامي لولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز خارجيا.

وقال إن مؤتمر "العصف الفكري" الذي عقد في أسبن الأميركية يوجه أكثر من رسالة إلى العالم العربي والإسلامي، فالرسالة الأولى هي أن على عالمنا أن يعترف بأن هنالك عالما مختلف تماما ويتمدد إلى الإمام وهو عالم ينمو "ولم نأخذ بالنا منه"، لكن خاشقجي استثنى هنا "الأردن ودبي"، وقال "الثورة التكنولوجية التي نراها أمامنا ليست هواتف جوالة وشبكة إنترنيت واتصالات ، بل هنالك عالم جديد، وللأسف لا زال تعاملنا مع كل ما يجري من تطورات هذه الثورة الهائلة التي تتسارع، على النمط الاستهلاكي الذي تعودناه".

وتابع خاشقجي القول "وعلينا في عالمنا العربي والإسلامي أن ندرك أن الثورة الجديدة التي تعدت ما نعرفه "كان لها تأثيرها بطريقة أو أخرى على طريقة الإدارة في الغرب وأنظمة الحكم والعلاقة بين الحاكم والمحكوم ، حيث أنها نسفت مفاهيم بيروقراطية قائمة كثيرة، إضافة إلى أن الثورة الجديدة صارت تتحكم في العلاقات ما بين الدول ذاتها".

وفي الحديث أشار المستشار الإعلامي للسفير السعودي لدى بريطانيا إلى أن هنالك جانبا آخر هو الجانب العسكري في عالم الاتصال الجديد المتقدم، مشيرا على أن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تحتكر نظام التقنية الجديدة وقال "حتى أوروبا الحليفة لا تزال خارجة عن هذا النظام وهي لن تسابق الولايات المتحدة في ما تم تطويره".

وأشار إلى أن النظام التقني المتطور الجديد الذي يوجد تفاعلا بين المسؤولين عن عالم الاتصالات وبين وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ذلك أنها اكبر مستهلك ومحفز لتطوير تقنياتهم، بل إن اكبر مشروع "معلوماتي" في السوق اليوم، يخص البنتاغون بميزانية تبلغ 19 بليون دولار يدعى "غيغ" عرضه علينا أحد القائمين عليه وتحدث عنه وكأنه مشروع لبناء مدينة ملاه، وهو في الحقيقة شبكة ربط فائقة السرعة لكل الدوائر الاستخباراتية، وحدات الجيش الأميركي، ومراكزه التي باتت منتشرة حول العالم.

وقال خاشقجي مازحا "ما شاهدناه في تقديم البرنامج الإلكتروني الاتصالي لم يره هارون الرشيد ومن قبله يوليوس قيصر، إنها شبكة ستجعل شبكة الإنترنت الحالية مجرد "لعب عيال"، كما أن قادة البنتاغون ينتقلون بسرعة عند تقاعدهم إلى مناصب الرؤساء التنفيذيين لكبرى شركات الاتصال والمعلومات، وينجحون في تقمص متطلبات مواقعهم الجديدة بين حمائم السلام".

وأضاف المستشار الإعلامي السعودي في لندن إلى أنه "مع الأنظمة الجديدة يمكن للولايات المتحدة من قادة سياسيين وجنرالات أن يقودوا أي حرب من مكاتبهم ، حتى من دون تحريك طيرانهم أو دروعهم إلى أرض المعركة؟"، وقال "حتى بريطانيا عازمة في خطة هيكلة قواتها الجديدة التي أعلنت أمس ذاهبة إلى ذلك البرنامج الجديد".

وحين سألت "إيلاف " المستشار خاشقجي عما إذاكان بالإمكان استضافة مؤتمر مجلة "فوربيس" حول "العصف الفكري" في العالم العربي قريبا، كما استضافت الأردن لمرتين والمغرب قبلها منتدى دافوس قال "أولا علينا تفهم ثقافة مثل هذه المنتديات ونقلها إلى مجتمعاتنا، وهنالك طريق طويل لإنجاز ذلك".

وردا على سؤال حول كيف الطريق على ذلك، قال جمال خاشقجي "هنا لا بد أن ندخل في صراع التعليم،، ومناهج التعليم في كل بلد عربي، علينا توجيه مناهجنا في اتجاه ما نواجه في حياتنا اليومية وبناء استراتيجياتنا على هذا النحو، فعلاقاتنا نحو الأمام لا تتعلق بالثوابت الدينية الجاهزة الجامدة، فهناك اقتصاديات سوق تتقدم وتتطور وعلينا أن نواجهها بما عندنا بكل مرونة وان نتفاعل معها بكل ما لدينا من تراث نستطيع تطويره إلى الأمام".

ورد جمال خاشقجي رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السابق والكاتب فيها حاليا غلى جانب كتاباته في صحف عربية أخرى على سؤال ما إذا كانت المناهج في المنطقة العربية وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص تشكل عقبة أمام التعامل من جانب مؤسسات التقنية الأميركية مع المنطقة، فقال "الأميركيون مهتمون بمشاكلهم الداخلية، مهتمون بتطورات السوق وجاذبيته والتنافس الحاصل، وهم منشغلون في تدبير ترتيبات المستقبل لمرحلة ما بعد الثروات السريعة والأرباح السريعة أيضا، وهم يخشون على روح التعاون السابقة في الداخل بين الشركات التي تتنافس في الداخل، كون هنالك منافسون كبار خارج الحدود".

وأشار الإعلامي خاشقجي في هذا الاتجاه إلى أنه "حين تتنافس أسواق الداخل في أي بلد فإن السوق المحلي قد يبدع، ولكن السوق الأميركية تخشى من منافسة آخرين كبارا مثل الصين واليابان في مجال الاستثمار، حتى أنها تخشى من سوق فيتنام التي خاضت حربا ضروسا فيها قبل ثلاثين عاما، حين دخلت هذه الأخيرة سوق الإلكترونيات، حيث صارت فيتنام مقرا لصناعة الإلكترونيات الغربية وغيرها من شركات غريبة لتكون مقرا رئيسا لإنتاجها".

وقال الكاتب والصحافي خاشقجي في حديثه مع "إيلاف" هنالك ثورة تحصل من حولنا ونحن نتأخر عنها، وهذه الثورة التقنية الكبيرة الهائلة المتسارعة إن لم نفهمها ونتقبلها ونتعاطى معها سيكون لها تأثيراتها المباشرة ليس في علاقات الحاكم والمحكوم في الوطن الواحد وحسبن بل في علاقات الدول مع بعضها البعض. وقال "نظام الحكومات الإلكترونية اصبح ملزما للجميع ، عن أردنا أنم نساير العالم الخارجي ونتفاهم معه".

وحين سئل مستشار السفير السعودي الإعلامي في لندن، عن مرئياته فيما قاله تقنيا وفي عالم الاتصال السريع بالنسبة لما يمكن تطبيقه في المملكة، قال "في المملكة اهتمام كبير لمثل هذا التوجه، فهناك مشروعان مهمان في هذا الاتجاه، أولهما مشروع وطني تبناه سمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز يهدف إلى ضرورة إدخال ثقافة تكنولوجيا العصر الحديث بمعلوماتها المتاحة على جميع مدارس ومعاهد المملكة، وآخر تعهده الأمير مقرن بن عبد العزيز وهو يهدف إلى جعل المدينة المنورة "إدارة إلكترونية"، وقال "هنالك أفكار كثيرة لدى القيادة السعودية، لكن هنالك جسما يخاف، وهذا الجسم هو الذي يمثل البيروقراطية إما خوفا على الوظيفة أو خوفا من الفشل أو عدم فهم الموضوع التقني بمجمله".

وفي الأخير، دعا جمال خاشقجي في حديثه الأجيال العربية والإسلامية المعاصرة على التفاهم مع الثقافات والسياسات الأخرى والانخراط في أي منتدى عالمي حتى يتحقق لهم وجودهم مستقبلا، متسائلا "كيف يحق لمسؤول عربي أن ينتقد عدوه مهما كان إسرائيليا أو أميركيا أو خلافه أن لم يكن يشاطرهما المشاركة في منتديات عالمية كهذه ليستطيع الطرفان عبر تفاهم أخلاقي وسلوكي ومنطقي الوصول إلى حلول تنفع الجميع".

نصر المجالي

oوكان جمال خاشقجي كتب المقال الآتي في جريدتي "الوطن " السعودية و"الراي العام" الكويتية، كما نشرته "إيلاف" في حينه أيضا، بعد أن عاد من منتدى أسبن الأميركي:

" كنت قبل أيام في أسبن في ولاية كولورادو الأميركية، ليس كسائح ثري بين عجائز أميركا وشباب العرب حتى لا يغضب علي من يرتاد تلك المدينة الجبلية الخضراء منهم ، وإنما مدعوا للمشاركة في ملتقى مجلة فورتشن "للعصف الفكري"، وهو لقاء بات يعقد سنويا على غرار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
حاولت بالفعل أن اعرض فكري لعملية عصف شديدة فاخترت موضوعا صعبا، لا اعرف الكثير عنه وإن كنت متحمسا له كمستهلك، وهو تقنية المعلومات، من بين عشرات الموضوعات المتاحة، كان عنوان جلسة الإفطار التي بدأت الساعة السابعة صباحا "التقنية الكونية ومخاطر النمو", موضوع لا يثير الحماسة كي استيقظ مبكرا من اجله ولكن الأميركيين في أسبن "فاضيين" ويستيقظون من قبل الفجر ليمارسوا رياضة الجري قبل آن يتوجهوا الى صالات المحاضرات.
وجدت أمامي عدداً من رؤساء وكبار مسؤولي الشركات اللامعة في هذا الحقل، وبالطبع كان بينهم غريبو الأطوار ممن عاشوا وصنعوا ثورة المعلومات التي ضربت الأرض شرقا وغربا في العقدين الأخيرين، وحولتها إلى قرية كونية، وهاهم يدخلون منتصف العمر، بدون أن يتخلوا عن شعرهم الطويل وقمصانهم الوردية، وقد استقرت السوق ومعها التقنية، وقلت الصرعات، ولم يعد كمبيوتر محمول وبحجم اليد يثير صيحات العجب، ولا برنامج جديد يبحث في أرشيف وزارة من الوزارات عن اسم ما خلال ثوان يستحق ملايين الدولارات.
اعترف أن كثيرا مما سمعت مر "فوق رأسي" بمعنى أنني لم افهم كل ما كان يرطن به هؤلاء، وما طيب خاطري سيدة أعمال سعودية ممن يرفع رأس الوطن في مثل هذه المحافل قالت لي "حتى أنا لم افهم بعض مما كانوا يتحدثون عنه لكن هذا علم وعالم لابد أن يكون لنا موقع مميز فيه",
ولكني خرجت من عندهم ومن جلسات أخرى حضرتها في الملتقى بالنقاط التالية، مما اعتقده حقائق يجب أن تغير نمط التفكير السائد في بلدنا.
إن "ثورة تقنية المعلومات" قد انتهت, ونعيش الآن استحقاقاتها، في عالم استقر أخيرا على مرحلة ما بعدها، بما أحدثته من انقلاب في مفاهيم الإدارة، والتعليم والتجارة بل حتى العلاقات الدولية.
ومثلما انتهت الثورة، انتهت معها "الثروة السريعة" من تقنية المعلومات، التي أصبحت "سلعة" يمكن المضاربة عليها حالها من حال الزنك أو النحاس بحكم أنها باتت متوافرة ومتاحة "كالرز"، ويكفي أن تتوجه إلى تايوان أو الصين الكبرى لتملأ حاويتك بما شئت من شرائح ذاكرة أو تشغيل، أو كيبلات ليفيه وعدسات دقيقة من قائمة لا تنتهي من تلك الأجزاء الصغيرة التي تصنع العالم من حولنا.
انهم في الصين وشرق آسيا وبنغلور في الهند، بل حتى إسرائيل، نعم إسرائيل، فأبناء العم هناك لن يضيعوا فرصة كهذه، قد اصبحوا بفضل مثابرتهم وتخطيطهم المبكر قادرين على المنافسة والمشاركة مع الكبار في قيادة السوق بما يقدمون من اختراعات وبرمجيات جديدة، وسريعة بالشكل الذي جعل الكبار يجدون صعوبة في التنافس معهم.
لقد باتت هناك "بيئة" عمل وشراكة وتعارف تمتد من سياتل إلى شنغهاي وتايبيه مرورا ببنغلور الهندية بين مديرين تنفيذيين شباب، ومطورين ومبرمجين، يعرفون بعضهم البعض، ويلتقون باستمرار في مثل لقاء أسبن وغيره، يتبادلون الرأي ويتنافسون ويسرقون العقول والأفكار من بعضهم البعض، وبعض هؤلاء سيكون يوما قادة أو في الصف الأول بين أصحاب القرار في بلادهم بما يتراكم عندهم من ثروة ومعرفة وعلاقات.
إن بيئة تقنية المعلومات غير عدوانية ( ربما ليس بعد ) بالمقارنة بالرسمية الغربية الكلاسيكية التي وصفت يوما بالمتوحشة، والتي اشتد عودها بعد الثورة الصناعية واختلطت دماؤها وأفكارها ونواياها بالامبريالية الغربية، انهم أولئك البارونات الذين امتلكوا الصناعات الثقيلة في شمال بريطانيا وشرق وشمال الولايات المتحدة، ولا ننسى صناع السلاح والموت، فأعطى هؤلاء للغرب وللرأسمالية سمعتهما السيئة فنالت غضب الشعوب المستضعفة تارة باسم اليسار الثوري واليوم باسم الإسلام، أما بيئة هؤلاء الذين يجتمعون في اسبن ودافوس السويسرية، فهي محبة للسلام، وللخضار نسبة إلى أحزاب الخضر الليبرالية المهتمة بالبيئة وارتفاع درجات الحرارة الكوني أو ما اتفق على تسميته "التغيير المناخي"، كما انهم يمدون أيديهم بحنو الى العالم الثالث، فيتبرع رموزهم ببلايين الدولارات للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لمحاربة الفقر والإيدز والمرض وغير ذلك من المواقف النبيلة، انهم قوم لا يحبون الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني، وشاهد معظمهم فيلم مايكل مور الأخير فهرنهايت 911.
إن بيننا وبينهم مساحة هائلة يجب أن نحرثها، وحبالا لا نقطعها، ففي ما يخصنا يرفضون الهيمنة الأميركية، وينتقدون الإدارة الحالية هناك على تفردها بالقرار في الشأن العراقي، فهم كونيون بطبعهم، وفي فلسطين يحنون للسلام هناك وإن كان الإسرائيليون نشيطين بينهم، يأتون بعيون مسبسبة تقطر سلاما أو هكذا يريدون ان يراهم إخوانهم في أسبن,
ول ، فكان اظرف ما سمعته من أحدهم وهو وليم اونز رئيس شركة "نورتل" العملاقة للاتصالات قوله انه نصح موظفي شركته أن يضموا بعضهم البعض بين آونة وأخرى كي يشيع بينهم روح الآلفة ويخففوا بعضا من الضغط النفسي عنهم، السيد اونز كان يوما الرجل الثاني في وزارة الدفاع وقائدا للأسطول السادس، تغير جميل !
هذه الملاحظات وغيرها تشير بوضوح إلى عالم آخر يصنع من حولنا ويجب أن نسال أين موقعنا فيه ؟ وتدعونا إلى ضرورة حسم الجدل العقيم حول الإصلاح التعليمي، فنحن بأمس الحاجة إلى نشر حداثة حقيقية في مناهجنا وصحفنا وفكرنا بل حتى مساجدنا".
(انتهى المقال)