نبيل شـرف الدين من القاهرة: في خطاب ألقاه بمناسبة الاحتفالات الرسمية بمرور اثنين وخمسين عاماً على حركة الجيش يوم الثالث والعشرين من تموز (يوليو) 1952، تحدث الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الجمعة في أول كلمة له منذ عودته إلى مصر بعد ان إجراء عملية جراحية في ألمانيا الشهر الماضي، تعهد فيها بمشاركة شعبية أكبر في السياسة واتخاذ مزيد من الخطوات نحو اقتصاد السوق، وأشاد بسلفيه الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.

وقال مبارك إن مصر "تعيش ‏مرحلة جديدة من مراحل التحول الوطني تستهدف تعميق وتفعيل المشاركة الشعبية في ‏العمل السياسي والحزبي والتنفيذي"، واضاف في كلمة وجهها عبر التلفزيون إن "هذه المرحلة تتضمن استكمال التحول نحو اقتصاد السوق وتحقيق ‏استفادة من الاصلاح الاقتصادى وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حصول كل فئات ‏الشعب لاسيما محدودى الدخل على نصيبهم العادل من ثمار التنمية".

وتأتي هذه الاحتفالات التي تبث خلالها مختلف محطات الاذاعة المصرية والتلفزة المصرية الموسيقى والأناشيد الوطنية ‏والأغنيات التي ارتبطت بحقبة الخمسينات والستينات، وهي الاحتفالات التي تأتي بعد أيام قلائل من إعلان حركة تغييرات سياسية بتشكيل حكومة ‏جديدة وتعيين محافظين جدد في عدد من الأقاليم المصرية وصولا الى اصلاحات سياسية ينتظر اعلانها خلال اجتماعات الحزب الوطني (الحاكم) في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.

واستمرت خطبة الرئيس المصري المسجلة نحو عشر دقائق، وقد بدا معافى تماما من جراحة علاج الانزلاق الغضروفي التي كانت قد أجريت له يوم 26 حزيران (يونيو)، غير أن الرئيس المصري لم يشر في خطابه إلى حالته الصحية، التي تجاوزها حالياً الخطاب الرسمي عموماً، بينما قال مبارك انه في المرحلة الجديدة التي بدأت منذ أيام في اشارة فيما يبدو لتعيين حكومة جديدة يوم 13 تموز (يوليو) تتضمن الأهداف تعميق المشاركة الشعبية في الأنشطة السياسية والحزبية والتنفيذية.

ومضى مبارك إلى القول إننا "بدأنا منذ أيام مرحلة جديدة من مراحل عملنا الوطني تهدف أول ما تهدف إلى تحقيق آمال وطموحات جموع الشعب في حياة أفضل نسعى فيها لتعميق وتفعيل المشاركة الشعبية في العمل السياسي والحزبي والتنفيذي"، وأضاف قائلاً إننا "نعمل على استكمال التحول نحو اقتصاديات السوق وعلى تحقيق اقصى استفادة من الخطى الثابتة التي قطعناها في الأصلاح الاقتصادي في اطر تراعي تحقيق العدالة الاجتماعية وتضمن حصول كافة فئات الشعب وخاصة محدودي الدخل على نصيبهم العادل من ثمار التنمية".
و
في الشأن الخارجي قال مبارك ان مصر ستعمل من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط على أساس الشرعية الدولية والمساواة والمصالح المشتركة، وأضاف إن "يقيني اننا سننحاز جميعا مهما اختلفت الرؤى وتعددت الاجتهادات إلى جوهر المباديء الصحيحة التي قامت عليها ثورة يوليو وطورتها التجارب المستمرة على مر السنين دعما لجهود التنمية الشاملة المتواصلة وتعزيزا لاستقلال القرار الوطني وانحيازا لسلام عادل وشامل في منطقة الشرق الاوسط وما عداها يقوم على أسس من الشرعية الدولية والمساواة وتحقيق المصالح المشتركة"، على حد تعبير الرئيس المصري.