"ايلاف" من الحدود السعودية اليمنية: تسلمت السلطات اليمنية صباح اليوم عدة مراكز عسكرية أخرى تابعة لحرس الحدود من الجانب السعودي وفقا لما نصت عليه اتفاقية جدة التاريخية الموقعة بين البلدين في 12حزيران (يوليو) 2004 التي أنهت الأزمة الحدودية بين البلدين على مدى 60 عاما مضت. وتسلمت السلطات اليمنية 8 مواقع كانت مقرا لحرس الحدود السعودي قبل الاتفاقية وهي مبنى قيادة حرس الحدود بالخرخير الذي لم يستكمل بناؤه ومركز الخرخير إضافة إلى مطار البديع بمحافظة الخرخير بمنطقة نجران( جنوب السعودية) ومحطة الكهرباء وموقع قوة الواجب(موقع للجيش السعودي) ومبنى الاتصالات ومبنى مركز امارة سرداب وتم تسليم المواقع ميدانيا وفق بروتوكول رسمي يتم خلاله إنزال العلم السعودي ورفع العلم اليمني في كل موقع يتم تسليمه.
وكانت لجنة فرقة العمل السعودية اليمنية المشتركة رقم 3 قد باشرت منذ أمس الأول مهام التسليم والاستلام لهذه المواقع وضبط المحاضر النهائية على مدى الأيام الثلاثة الماضية وأقفلت لجنة العمل 3، محضر المرحلة النهائية خلال الاجتماع المشترك الذي عقد بعد ظهر اليوم بين الجانبين في مقر مجمع حرس الحدود بالودية بمحافظة شرورة.وترأس الجانب السعودي قائد قوة شرورة اللواء ركن عبد الله صالح العمري بحضور عضو اللجنة قائد قطاع حرس الحدود في شرورة العقيد مسيفر بن مسفر الجعيد وترأس الجانب اليمني العقيد ركن علي محمد الخبشني. وتضمن المحضر النهائي توقيع المحاضر وقوائم الجرد النهائي للمباني ومحتوياتها لكل من مبنى حرس الحدود بمحافظة خرخير ومركز الخرخير ونقطة الحرجة ونقطة البديع ومهبط سرداب وأم مغارب ومركز أم مغارب ومركز المعاطيف ومركز الاخاشيم وقرية الاخاشيم. وقد تم تسليم المواقع للجانب اليمني بكامل محتوياتها من الأثاث المكتبي وأجهزة التكييف وكامل مستلزماتها وفقا لتوجيهات عليا من السلطات السعودية.
وفي الوقت الذي سادت فيه روح التفاهم والتعاون بين الجانبين فان ما يوجب التوقف عنده خلال مرحلة تسليم المواقع هو إخلاء قرية الاخاشيم من الأهالي السعوديين الذين كانوا يقطنونها في السابق والتنازل عن منازلهم التي يمتلكونها في تلك القرية التي أصبحت داخل نطاق الحدود اليمنية وكل مرافقها من مدارس وآبار مياه وخلافه. ويعد ذلك تضحية من المواطنين لدعم جهود قيادة البلدين في إغلاق الملف الحدودي بين السعودية واليمن، ونصبوا لهم خياما داخل الحدود السعودية في انتظار تعويضهم بأراض بديلة في شقة المطار(الأخاشيم الجديدة) التي خصص كمنطقة بديلة للأخاشيم وذلك بتوجيهات ومتابعة من الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز حاكم منطقة نجران عوضا عن الاخاشيم القديمة التي أصبحت منطقة يمنية.
من جانب آخر أوضح قائد قطاع حرس الحدود في محافظة شرورة(منطقة نجران) انه سيجري في المستقبل القريب تبادل المعلومات والعمل الميداني المشترك بين الدوريات على خط الحدود بين الجانبين(السعودي واليمني) واستحداث أبراج مراقبة وكاميرات حرارية لكشف المهربين والمتسللين عبر الحدود، مؤكدا أن ذلك سيعزز من جهود البلدين للحد من عمليات التهريب عبر الحدود التي تعد أطول حدود للسعودية ويبلغ طولها نحو 1300 كلم، كما أن هذا التعاون القائم والتفاهم الايجابي بين اللجان المشتركة هو ثمرة اتفاقية جدة التاريخية كما يوطد العلاقات الأخوية وأواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين.