نهى الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ جامع الأزهر عن مصادقة كل من يسئ إلى ديننا وإلى أوطاننا أو أخواننا فى فلسطين أو فى العراق أو أى من البلاد الإسلامية لأن من يسئ إليهم فكأنه يسئ إلينا ومن يسئ إلينا مطالبون أن نرد له العدوان مشيرا إلى الاعتداء من الولايات المتحدة وإسرائيل على العراق وفلسطين، جاء ذلك فى لقاء شيخ الأزهر بطلاب مدينة البعوث الإسلامية أمس بالإسكندرية ويعد هذا النهى من مفاجآت شيخ الأزهر فى لقاءه هذا لأنه نهى واضح لعلاقة مصر بإسرائيل وأمريكا فهم من الدول الصديقة ومعتدين على إخواننا فى فلسطين والعراق، مؤكدا أنه إذا ما اعتدى علينا معتد وعلى أرضنا وعلى حريتنا وعلى أوطاننا وعلى ديننا ففى هذه الحالة أذن الله تعالى لنا أن نرد له العدوان لأن الإسلام دين العزة والكرامة الإنسانية يحمى كرامة الإنسان وحياته من أى عدوان عليها، وكان المعروف عن شيخ الأزهر تفاديه دائما للخوض فى هذه الموضوعات من قريب أو بعيد لأنها تمط بصلة رئيسية إلى السياسة وكان يتركها لأهل السياسة.
وقد جاءت باقى محاضرة شيخ الأزهر عن أهمية التسلح بالعلم وبالتكنولوجيا وضرورة فهم الإسلام فهماً صحيحاً سليما بعيدا عن التعصب والإنغلاق الفكرى مؤكداً أن الأمم فى هذا العصر لا تتنافس باتساع أراضيها ولا بكثرة عدد سكانها وإنما بالتقدم العلمى فى كل مجال من مجالات الحياة فنجد أمة عدد سكانها 10مليون ولكن بها نسبة كبيرة من العلماء وبها زيادة فى الإنتاج وكل فرد فيها لديه حب العطاء أكثر مما يأخذ، فهذه الأمة أفضل من أمة بها 100 مليون 90 مليون منهم يريدون أن يأخذوا فقط ولا يريدون أن يعطوا، فيريدون النجاح بدون تعب الثمار بدون أن يقدموا العمل الذى يأتى بالثمار وهذا ضد طبائع الأشياء، مضيفا أنه يجب أن نعلم أن التقدم العلمى إذا لم يكن مصحوبا بالأمانة وبالطهارة وبالعفاف والنقاء وبنظافة اليد والعقل وبحسن الصلة بالله وبالمحافظة على فرائضه من زكاة وصلاة وصيام كان نكبة على صاحبه وعلى أمته لأن العلم سلاح ذو حدين إذا استعمل فى الخير نفع وأفاد وإذا استعمل فى الشر أهلك وأباد.