عبد الله الدامون من الرباط:
تصاعد الجدل في إسبانيا بين الحزب الاشتراكي الحاكم والحزب الشعبي المعارض حول إنشاء لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث التي عرفتها البلاد عيد تفجيرات 11 آذار (مارس) الماضي.
وطالب ماريانو راخوي الأمين العام للحزب الشعبي المعارضي بمواجهة "وجها" لوجه مع رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو حوا ما أسماه "التأويلات المغرضة التي تلت تفجيرات 11 آذار والاتهامات التي طاولت الحزب الشعبي الحاكم آنذاك بمحاولة تزوير معطيات أمنية بهدف تجاوز الانتخابات التشريعية بأقل الخسائر.
وقال ماريانو راخوي خلال عرض ألقاه في إحدى جامعات مدريد بأنه متاكد أن ثاباتيرو سيقبل هذه المواجهة وأنه إذا لم يفعل فستكون مفاجأة كبيرة.
وأضاف راخوي أن "المطلوب الآن هو معرفة من الذي حاول تزوير الحقائق ومن الذي جمع بالصدفة آلاف الإسبان أمام مقر الحزب الشعبي عشية الانتخابات للاحتجاج على تزوير معلومات حول تفجيرات 11 آذار ومن الذي أطلق إشاعات حول اعتزام الحزب القيام بانقلاب وتأجيل الانتخابات بالقوة".
وكان رئيس الحكومة خوسي لويس ثاباتيرو طلب قبل أيام من الحزب الشعبي التوقف عن التصرف كحزب حاكم وقبول هزيمته في الانتخابات الماضية والتصرف كحزب في المعارضة.
ويجد الحزب الشعبي إلى الآن صعوبة كبيرة في هضم هزيمته المفاجئة في انتخابات 14 آذار الماضي التي جاءت يومان فقط على التفجيرات التي استهدفت قطارات مسافرين في العاصمة مدريد وراح ضحيتها قرابة مائتي شخص والتي اتهم بتدبيرها مهاجرون مغاربة وعرب مرتبطون من تنظيم "القاعدة" حسب روايات الشرطة الإسبانية.
وعلى الرغم من مرور أزيد من أربعة أشهر من هذه الأحداث إلا أن قياديي الحزب الشعبي مازالوا يرددون أنه لولا التفجيرات التي استهدفت العاصمة لما وصل الحزب الاشتراكي إلى السلطة.