خمسة الآف جندي إلى دارفور والخرطوم تحذر من عراق آخر
بريطانيا تعود إلى السودان بعد نصف قرن

لندن: أكدت مصادر عسكرية بريطانية اليوم (السبت) ان استعدادات تجري على قدم وساق لإرسال حوالي خمسة آلاف جندي بريطاني على نحو عاجل في إطار تعهد بريطانيا في خطة إنقاذ إقليم دارفور الذي تمزقه حرب أهلية في غرب السودان، وقالت المصادر إن إرسال القوات لا يعني خوض حرب جديدة "بقدر ما هو تسهيل وصول إمدادات الإغاثة إلى تلك المنطقة المنكوبة".

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش البريطاني الجنرال السير مايكل جاكسون، أعلن أمس عن الاستعداد لإرسال هذا العدد من القوات إلى دارفور في السودان "رغم المهمات الصعبة التي يقوم بها الجيش البريطاني في العراق وأفغانستان ومنطقة البلقان ومناطق إفريقية في مهمات حفظ السلام".

ورغم رفض حكومة الخرطوم لأي تدخل عسكري من جانب الولايات المتحدة في الشؤون السودانية، حسب تصريحات وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل ، فإن المصادر البريطانية قالت إن قواتنا "جاهزة للتحرك إلى تلك المنطقة التي تواجه كارثة إنسانية من بعد اكتمال تقرير لجنة تقصي الحقائق الأوروبية التي تزور المنطقة حاليا".

وقالت المصادر العسكرية البريطانية إنه "ربما يتم تحويل بعض العسكريين البريطانيين العاملين في قوة حفظ السلام في منطقة البلقان راهنا، للذهاب إلى دارفور للقيام بالمهمة الجديدة".

يشار إلى أن خطة أعلنها وزير الدفاع البريطاني جيف هون يوم الأربعاء الماضي تقضي بإعادة هيكلة القوات المسلحة البريطانية للسنوات الخمس المقبلة، برا وبحرا وجوا، وهذا يعني خفض لمهمات تلك القوات في مناطق الصراع الساخنة وكذلك الدور البريطاني في المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية، لكن الجنرال جاكسون قال "نحن جاهزون حاليا للقيام في المهمة في دارفور، على أسرع ما يمكن".

و تؤكد جميع المصادر البريطانية، على هذا الصعيد، ما كان صرح به رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الخميس الماضي حين قال إن "إرسال قوات إلى دارفور لا يعني تدخلا عسكريا من جانب بريطانيا في شؤون السودان الداخلية، حيث مهماتنا إنسانية، من أجل وقف الحرب الأهلية أولا، والإغاثة ثانيا، ولا يمكن تنفيذ هذا إلا من خلال قوات عسكرية التي لن تكون قوة احتلال".

يشار إلى ان بريطانيا كانت تحتل السودان منذ عام 1900 ونالت البلاد استقلالها في اول كانون الثاني (يناير) 1956 ، لكنها لم تنعم بالاستقرار منذ الاستقلال إذ تعاقبت عليها عدة إنقلابات عسكرية كما عرف جنوب البلاد حرباً أهلية استمرت عقوداً .

واعلنت الخرطوم في وقت سابق إن تخلاً غربياً في السودان سيعني تحويله إلى عراق آخر .