شهدت دمشق اليوم حركة قل نظيرها وتصريحات لم يسمعها أحد منذ عقود . يجلس رئيس الحكومة السورية إلى جانب رئيس الحكومة السورية في غرفة احتشد الصحافيون فيها ليسمعوا تصريحات إياد علاوي وناجي عطري عن مستقبل العلاقات السورية – العراقية وإعادة بناء ما كان نظام صدام حسين قد حطمه.

وربما يجدر القول ان التعاون والتنسيق والكلام الطيب والدبلوماسي الذي جاء على ألسنة المسؤولين من الجانبين أنذر بأن صفحة الماضي قد طويت ، وقد فتح البلدان صفحة جديدة في كتاب علاقات لن تظهر على غلافه صورة صدام حسين. وقع الجانبان اتفاقيات عديدة أهمها كان في مجالي النفط وضبط الحدود. وينص الاتفاق النفطي بين الجانبين على قيام مكتب تسويق النفط السوري بتزويد الشركة العراقية بالمنتجات النفطية كالبنزين والكيروسين وزيت الكاز والغاز ويقوم الجانب العراقي بتزويد سورية بالنفط العراقي الخام .

وفي ما يتعلق بالجانب الأمني اجتمع وزير الداخلية السوري علي حمود مع وزير ‏ ‏الداخلية العراقي فلاح النقيب ، ‏ وقال حمود ان "ما يقلق العراق وشعبه يقلق سوريا وشعبها وان سوريا مستعدة لكل ‏ ‏تعاون بناء ومثمر على أسس واضحة ومتينة" مشيرا الى ان هذا التعاون يصب في النهاية‏في مصلحة البلدين.‏ ‏ يذكر ان العراق وسوريا شكلا لجنة أمنية مهمتها ضبط الحدود الرسمية بين البلدين ‏ ‏ومنع حالات التسلل من كلا الاتجاهين.‏ فيما أكد الوزير العراقي عمق الروابط الأخوية التي تربط الشعبين في سورية ‏ ‏والعراق ، منوها بدور سوريا وحرصها على وحدة العراق وقال "لقد جئنا اليوم لإعادة ‏ ‏بناء علاقات متميزة مع سوريا وعلى أسس قوية واستراتيجية على كافة الصعد". وقبل اجتماع الوزيرين كان أكد رئيس الحكومة العراقية إياد علاوي ونظيره السوري ناجي عطري ان الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة أمنية مشتركة لضبط الحدود بين البلدين. وذكر ناجي عطري ان بلاده تعارض أي تسلل الى العراق كما تعارض في الوقت نفسه أي تسلل عراقي الى سورية.
إلا ان علاوي ، الصديق الدائم لدمشق ، واجه اعتراضا على زيارته من قبل مثقفين سوريين وزعوا بيانا ، حصلت " إيلاف " على نسخة منه ، عبروا فيه "عن استيائهم من زيارة المدعو إياد علاوي رئيس وزراء حكومة الاحتلال الأمريكي للعراق وعدم ترحيبهم بشخصه".إضافة إلى ذلك ، أصدر رجاء الناصر أمين سر لجان تجمع نصرة العراق في سورية بيانا باسم "لجنة نصرة العراق" تحت عنوان "إياد علاوي أنت غير مرغوب بك".

وفيما كان عدد المثقفين الذي نددوا علنا بزيارة علاوي ضئيلا ، أعربت شرائح مختلفة في الشارع السوري عن سعادتها بعودة الصداقة والأخوة بين بغداد ودمشق بعد سنوات طويلة من الخصام ، وتفاءل الكثيرون بإمكانية أن تقوم حكومة علاوي والقيادة السورية ببناء جدار العلاقات الدمشقية - البغدادية الذي حطمه النظام العراقي السابق.