محمد الخامري من صنعاء: من المعروف والمسلم به في الأوساط اليمنية ان الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر شيخ مشائخ قبائل حاشد، ووجيه اليمن، ورئيس مجلس النواب وزعيم الحزب الإسلامي في اليمن "الإخوان المسلمين"، يعتبر صاحب رأي سديد وصانع الرؤساء كما يطلق عليه في الأوساط الشعبية، وهو شخصية تحظى باحترام الجميع، وله وزنه الثقيل في الساحة السياسية والاجتماعية وغيرها، ويتمتع بالعديد من السجايا المحمودة كالصدق ودماثة الخلق والصراحة والبساطة المتناهية في التعامل حتى انه سئل عن مكاسبه من الثورة اليمنية فقال البيوت العظيمة والسيارات الفاخرة.

ولا يخلو الأمر من مناكفات حزبية او شخصية من قبل بعض الأشخاص الذين يحاولون النيل من الشيخ عبد الله الاحمر، إذ تعرض كثيرا للهجوم تارة من قبل الخصوم السياسيين عن طريق المقالات الصحافية مثلا وتارة من قبل بعض المنافسين القبليين في إطار القبيلة واعرافها فقط. وضمن هذه المناكفات ما صرح به رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال في وقت سابق في معرض دفاعه عن موقف اليمن من الولايات المتحدة وعما إذا كانت مواقف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وتصريحاته تجاه الولايات المتحدة تشكل تناقضاً في العلاقات الرسمية بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة إذ قال في تصريحه لقناة NTV : "إن الشيخ الأحمر يتحدث باسم حزبه وليس ممثلاً عن مجلس النواب بأكمله، والمعروف ان الشيخ الأحمر رئيسا لمجلس النواب اليمني".

وتستمر الحملة ضد الشيخ الأحمر الذي يقيم حاليا في العاصمة السعودية الرياض بعد الحادث الذي تعرض له في العاصمة السنغالية داكار بعد مشاركته في أعمال المؤتمر الثالث لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي خلال الفترة من 7-10مارس 2004م.

لا تزال الحملة مستمرة من قبل أطراف كثيرة أهمها منافسوه السياسيون على الساحة إذ ظهر مؤخرا على واجهة الموقع الرسمي للحزب الحاكم مقال طويل لرئيس تحرير الموقع ، يبدي فيه ملاحظات عدة على حوار أجرته صحيفة محلية مع نجل الشيخ الأحمر، وفيه بعض الغمزات التي لا تخلو من إشارات سياسية كقوله تعليقا على بعض ماجاء في الحوار ان نجل الشيخ الاحمر بدا كقاطرة تتدحرج من مرتفع لا مقود فيها ولا كابح، اصطدمت بعدة مناطق، حتى الجندي لم يسلم من قذفه بعبارات من قبيل "العسكري في اليمن لم يحظ بالتربية" ثم "عسكري الدولة لم يربى التربية الصالحة" ، وهي الكلمات التي اعتبرها الحزب الحاكم باعتباره المسئول عن النظام والدولة انها موجهة إليه بالدرجة الأولى.

ويقال إن من ضمن المحاولات المستمرة لإحراق الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر هو تغاضي الخصوم عن الأفعال التي يقوم بها أبناء الشيخ حتى يتمادوا ليكونوا وقودا تحرق أباهم وسمعته، وهنا لابد من الإشارة الى ماورد في المقال المذكور الذي اعتبره بعض المتابعين بداية طلاق "بيّن" بين الحزبين المتحالفين،المؤتمر الحاكم والإصلاح الإسلامي، وقيادتيهما المتحالفة منذ تولي الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في اليمن 17/7/1978م ، إذ اورد كاتب المقال قصة حقيقية بداها بتذكير نجل الشيخ بأنه "ابن الأكرمين" تشبيها له بابن عمرو بن العاص الذي صفع القبطي في مصر إذ يقول : "أذكره بحادثة جولة سبأ عندما تطاولت سيارة إسعاف متعدية موكبه المهيب المقدس، وكان رد الفعل الهجوم من قبله، ومرافقيه على سيارة الإسعاف والاعتداء على من فيها وكسرت يد السائق من قبل مرافقيه الأشاوس ، حتى ذلك المريض المسكين الذي كان يعاني سكرات الموت على محفة سيارة الإسعاف لم يسلم من ضرب مرافقي (ابن الأكرمين)".

ويضيف قائلا: "وهناك العديد من وقائع الاعتداء على جنود الأمن ورجال المرور ، والسبب كما أفصح الشيخ حميد الأحمر يكمن في أن (العسكري لم يتربى)، وبالتالي فإن من حق الشيخ حميد وإخوانه إن يربوا هذا العسكري لكي يكون مطيعاً لهم". ولاشك أن العبارة السابقة تفصح عن معاني كثيرة خصوصا عندما يذكره بانه (ابن الاكرمين) ويذكر إخوانه دائما، وبهذا لايصبح الموضوع ردا على مقابلة الشيخ حميد فقط بل محاكمة لأفعال "أبناء الشيخ" كما يتضح من المقال.

ويواصل الكاتب، القيادي في الحزب الحاكم، هجومه على "أبناء الشيخ" في صورة محاكمة لوالدهم إذ يقول : "إن اصطفاف البرلماني الثري(يقصد نجل الشيخ) إلى طابور الذين ترتعد فرائصهم من شبح التوريث غير مبرر بالمرّة، ليس بسبب الحساسية التي توقع حدوثها، وليس لأن موضوع التوريث _أصلاً- مجرد زعم كيدي وحسب ، بل من حيث الأساس والمبدأ لا ينطبق على طرف لا يزال يعتقد أنه وأسرته ورثوا الثورة والجمهورية وكل شيء في البلاد (يقصد الشيخ وأبنائه) أن يرفع مع الرافعين تصنع القلق من التوريث".

ليصل الى نقطة خلافية ومنعطف خطير ليتساءل، "لماذا قطع الإمام رأسي عمه وجده (والد الشيخ عبدالله وأخوه) ولأي سبب؟"، معتبرا ان افتخار نجل الشيخ الأحمر بتضحيات جده وعمه وأبيه في سبيل الثورة تضج بروائح المن ، موضحا ان هذا المن يراد منه المزيد من استثمار الدماء الزكية لشهيدين قدما روحيهما ضمن كوكبة من أبطال الثورة سبيلاً لانعتاق هذا الشعب من الفقر والتخلف وليس من أجل أن يثري أحفادهما على حساب المبادئ والمثل والقضايا العظيمة التي ناضلا من أجلها ، مشيرا الى إنه ببساطه لم يقدم شيئاً وما يزال يأخذ حتى أصبح أحد الأثرياء القلائل، سواء بوجه حق أو بغيره، بينما لا يزال في مقتبل العمر، اعتماداً على ميراثه من تضحيات عمه وجده ومن غير الإنصاف لتاريخ الشيخين أن تحال دمائهما الزكية إلى فاتورة، يجب أن يسددها الشعب عبر أجيالها المتعاقبة لكي تكون هناك لحميد إمبراطوريته المالية التي تثار الكثير من التساؤلات حول مشروعية قيامها.

وكانت إحدى الصحف المحلية قد أجرت حوارا مطولا مع نجل الشيخ الاحمر، حميد، رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عمران، وعضو مجلس النواب، ورئيس مجلس إدارة مجموعة الأحمر التجارية، تطرقت فيه الى العديد من العناوين البارزة على الساحة كالقبيلة والتوريث واسلمة الاقتصاد، وقانون السلاح، وما يثار حوله وإخوانه من قضايا كبيرة تستفز الشارع وتجعله ينقم عليهم وعلى والدهم، وغيرها من القضايا التي ناقشها في ذلك الحوار الذي اوجد المبرر لدى العديد من الكتاب والسياسيين لتوجيه سهامهم ضده وضد والده ، رغم اعتذاره في العدد اللاحق عن بعض ماجاء في حديثه الذي قال فيه ان من لا ينتمي إلى قبيلة قليل فهو أصل وهي كلمة كبيرة في المجتمع اليمني، الامر الذي اعتبر إساءة لأبناء المحافظات المدنية التي لا تنتشر فيها القبيلة والأعراف القبلية وسكان هذه المحافظات يعدون الغالبية العظمى من سكان اليمن ، إذ جاء في اعتذار حميد الأحمر "يبدو أن الحديث حول الأصول القبلية قد أثار بعض اللغط نظرا لان ما ورد خلال المقابلة لم يعبر بشكل دقيق عن رأيي، ورأيي هو أن كل أبناء اليمن قبائل وعلى الأقل فهذا هو فهمي للأمر وإذا كان في فهمي هذا قصور او يتعارض مع فهم آخرين فإنني أقدم اعتذاري".

والجدير ذكره ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يعتبر الشيخ الأحمر والد الجميع وقد صرح بهذا أكثر من مرة ، وما يقال هنا او هناك عن وجود خلافات او انشقاقات بين الشيخ والرئيس ماهي الا محض افتراءات وإشاعات لا اساس لها من الصحة ولا ترقى إلى درجة الموضوعية من خلال المعطيات المتوافرة على الساحة.