روحي عازار من دبي : قالت المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير انها تلقت رسالة تفيد بأن " فرع التحقيق التابع لشعبة الأمن السياسي في وزارة الداخلية ، والكائن في منطقة الفيحاء في دمشق ، استدعى حسن( شقيق الدكتور المعتقل عارف دليله) وطلب منه ممارسة الضغط عليه لإقناعه بإجراء عملية جراحية لقلبه بسبب إصابته باضطراب ونقص تروية في القلب " . وأشارت الرسالة إلى " أن الدكتور دليلة رفض إجراء العمل الجراحي رفضا قاطعا إلا وهو مطلق السراح ، احتجاجا منه على استمرار اعتقاله وعزله عن العالم في زنزانة انفرادية منذ ثلاثة أعوام تقريبا ".

وكان قد اعتقل الباحث الاقتصادي عارف دليلة في إطار حملة اعتقالات نشطاء حركة " المجتمع المدني" ، التي طالت تسعة آخرين من أبرز رموزها . وقد حكمت عليه محكمة أمن الدولة شبه العسكرية بالسجن عشر سنوات بسبب محاضرة ألقاها في 2 أيلول / سبتمبر نهاية صيف ذلك العام تحت عنوان " الاقتصاد السوري ـ المشكلات والحلول " تناول فيها الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وعملية سرقة وتهريب الأموال العامة إلى الخارج ، والتي قدرها بأكثر من ثمانين مليار دولار ، ودور الشفافية والديمقراطية في مكافحة طاعون الفساد الذي يفتك بالدولة السورية ومؤسساتها.

وتذكر المنظمة ان " البروفيسور عارف دليلة واحدا من ألمع الباحثين الاقتصاديين العرب ، وبشكل خاص تاريخ الفكر الاقتصادي والنظريات الاقتصادية . وله العديد من المؤلفات الهامة في هذا المجال ، فضلا عن مئات الدراسات والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات العربية المتخصصة . وكانت جمعية الدراسات الشرق أوسطية في أميركا الشمالية (MESA ) قد منحته جائزتها للعام 2002 تقديرا منها لأبحاثه ودراساته وتسخيره فكره لخدمة مجتمعه وحاجاته".

وعن وضع الدكتور دليلة في السجن تقول المنظمة انه معزول عن العالم ، منذ اعتقاله ، في زنزانة انفرادية بجناح شعبة الأمن السياسي في سجن عدرا (40 كيلو مترا شمال شرق دمشق ) تحت ظروف تعبر عن قاسية للغاية .وتكشف المنظمة ان النظام السوري رفض نهاية العام الماضي تدخلا من أحد المفكرين العرب للسماح للدكتور دليلة بتلقي العلاج في المشفى، وبسبب رفض النظام السوري هذا التدخل ، تدهور الوضع الصحي للبروفسور دليلة إلى الوضع الكارثي الذي بلغه اليوم – حسب بيان المنظمة . وعارف دليلة من مواليد قرية " بسنادا " في ريف اللاذقية العام 1943 .