واشنطن: "بوش، انت مطرود"، و"الفرنسيون كانوا على حق"، و"جنبوا اميركا الهارا-كيري" - نسبة الى وسيلة الانتحار اليابانية هاراكيري - عبارات تحملها ملصقات واسعة الانتشار ازدهر مبيعها في بلاد تمارس حرية التعبير بلا تعقيدات قبل مئة يوم على الانتخابات الرئاسية الاميركية حتى انه جرى تنظيم مسابقات في هذا المجال.

اخيرا، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" لائحة بافضل العبارات اللاذعة على الملصقات التي تزين واقيات الصدمات على السيارات.

ومن بين الجمل الرابحة "60 مليون فرنسي يمكن ان يخطئوا"، او "هناك قرية في تكساس تنتظر عودة احمقها".
ويتخذ فريق عمل كل مرشح هذه الجمل على محمل الجد، ما حدا في احدى المرات بالديمقراطيين الى التنديد بملصق كتب عليه "كيري هو رجل بن لادن"، لدى بدء توزيعه على اعتبار انه تخطى الحد المسموح به، فيما اعجبت العبارة الفريق الجمهوري المنافس بحسب ما اوردته صحيفة "كينتاكي دوت كوم" الالكترونية.

وتقدم هذه الملصقات مؤشرات شبيهة باستطلاعات الرأي وفق تواتر عرضها لمصلحة هذا المرشح او ذاك.
واجرى موقع "بامبر ارت" المتخصص على شبكة الانترنت دراسة خلص فيها الى ان مبيعات الفريقين المؤيدين للرئيس الاميركي جورج بوش من جهة، ولمنافسه جون كيري من جهة اخرى تكاد تتوازى.

وتدعم هذه النتيجة استطلاعات الرأي الاخيرة التي اظهرت ان المرشحين يسيران جنبا الى جنب في السباق الى البيت الابيض.

ويمكن اعتبار هذه الملصقات ايضا مقياسا لحالة الناخبين الذهنية. اذ اظهرت الدراسة ان 49% من الرسائل "المناوئة لبوش" قاسية وشديدة اللهجة، في حين ان تلك "المعادية لكيري" اقل حدة.

"عندما كذب كلينتون لم يمت احد"، "الولد سر ابيه: عهد واحد لبوش"، "اعيدوا انتخاب بوش تنالوا اربع حروب جديدة"، هي مثال عما يمكن ان تصل اليه قسوة العبارات، لتنقل صورة عن الواقع حيث يعبر المرشحان عن ارائهما بصراحة مطلقة.

ويهاجم كيري على اساس طبعه، فيصور على انه متقلب، كما يؤخذ عليه تعهده بزيادة الضرائب وثرائه العائد الى اقترانه بوريثة امبراطورية كاتشب "هاينز": "اذا اردتم كاتشب مجانيا صوتوا لكيري".وجاء في عبارة اخرى:"اذا اردتم راتبا اضعف، صوتوا لكيري".

ويشكل الاعلان عن الانتماء الديني او السياسي في الولايات المتحدة هواية وطنية عند الاميركيين، على عكس غالبية البلدان الاوروبية التي يغلب عليها التكتم في المسائل الانتخابية.

وكل شيء يصلح للاعلان عن الخيار الشخصي، حتى كرة الملاكمة على صورة المرشح، وهي طريقة لعرض الافكار وللتنفيس عن الغضب.