دبي: حذر الخبير النووي الاسرائيلي السابق موردخاي فعنونو من مخاطر "تشرنوبيل ثانية" في الشرق الاوسط بسبب حالة مفاعل ديمونا القديمة وذلك في تصريحات نشرتها اليوم الاحد صحيفة "الحياة" العربية.

ولم يستبعد فعنونو الذي كشف الاسرار النووية للدولة العبرية، من جهة اخرى ان تكون اسرائيل متورطة في اغتيال الرئيس الاميركي جون كينيدي. وحذر فعنونو، الموظف السابق في ديمونا الذي افرج عنه في نيسان/ابريل بعد 18 عاما من السجن، من "خطر حدوث هزة أرضية تصدّع المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونا الذي تجاوز عمره خمسين عاما وتتسبب بتسرب اشعاعات نووية تهدد الملايين في البلدان العربية المجاورة" في ما وصفه ب"تشرنوبيل ثانية".

وكان يشير الى الكارثة التي نجمت عن انفجار محطة تشرنوبيل النووية في اوكرانيا عام 1986 والذي اوقع اكثر من ثلاثة ملايين ضحية حسب سلطات هذا البلد. وقال فعنونو انه "على الأردن اجراء فحوص طبية لسكانه المقيمين في المناطق القريبة من الحدود مع اسرائيل لمعرفة مدى تأثرهم بالاشعاعات وتوزيع الأدوية الضرورية عليهم".

وقد منعت السلطات الاسرائيلية فعنونو من الحديث مع وسائل الاعلام الاجنبية والخروج من البلاد وعليه ان يبلغ الشرطة مسبقا بتنقلاته وذلك منذ خروجه من السجن. وفي تصريحاته التي نشرتها الحياة وهي مقتطفات من حديث مع مجلة "الوسط" تنشره في عددها الذي يوزع مع الصحيفة غدا الاثنين، تحدث فعنونو عن احتمال تورط الدولة العبرية في اغتيال كينيدي عام 1963 لكن بدون اعطاء توضيحات.

وقال ان "التقديرات شبه الاكيدة" تفيد بأن اغتيال الرئيس الاميركي جون كينيدي "تمّ بسبب ضغوط مارسها على رئيس الحكومة الاسرائيلي آنذاك ديفيد بن غوريون للكشف عن حقيقة مفاعل ديمونا".

من جهة اخرى اكد أن ما كشفه حول القدرات النووية الاسرائيلية "يكفي لوحده لاعتبار اسرائيل خطراً حقيقياً يهدد الشرق الاوسط بأكمله". وانتقد فعنونو زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى اسرائيل في مطلع تموز/يوليو. وقال انه "جعل نفسه أضحوكة عندما زار اسرائيل وتحدث في السياسة مع رئيس الوزراء ارييل شارون بدلاً من ان تكون مهمته في اسرائيل شبيهة بمهمته في العراق". واضاف انه "كان يجب عليه رفض زيارة اسرائيل اذا لم يزر المفاعل النووي وان يعلن بكل صراحة أن زيارته الى اسرائيل مشروطة بهذه الزيارة المهمة ومن ثم اعداد تقرير تقني عنها (..) ليساهم مساهمة فعالة في نشر دعايتها العالمية الكاذبة".

وحكم على فعنونو بالسجن 18 عاما في 1986 بتهمة "الخيانة" و"التجسس" لنقله معلومات الى صحيفة "صنداي تايمز" عن مفاعل ديمونا النووي (جنوب اسرائيل) حيث كان يعمل. ولم تعترف اسرائيل مطلقا بامتلاكها ترسانة نووية، الا ان عددا من الخبراء العسكريين الاجانب يعتقدون ان لديها ما بين 100 و200 رأس نووية وذلك خصوصا استنادا الى معلومات نقلها فعنونو.