لندن: اعتبر وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل اليوم ان تدخلا عسكريا دوليا في دارفور ليس ضروريا لان حكومته "تبذل ما في وسعها لتجريد الميليسشيات من الاسلحة".

وتساءل اسماعيل في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" "لم الاستعجال وبحث التدخل العسكري فيما الوضع يتحسن" في دارفور. وتابع يقول "حكومتي تبذل ما في وسعها لتجريد الميليشيات من الاسلحة".

وراى اسماعيل "نحتاج الى دعم الاسرة الدولية. وقعنا اتفاقا مع (الامين العام للامم المتحدة) كوفي انان منذ ثلاثة اسابيع وبدأنا تطبيقه

حركة سودانية متمردة تطالب بارسال قوات دولية الى دارفور
في هذه الأثناء تتفاقم الأزمة الانسانية التي يعاني منها اللاجؤؤون يوما بعد يوم، إذ دعت حركة تحرير السودان الاسرة الدولية الى ارسال قوات الى دارفور (غرب) لضمان نقل المساعدات الغذائية كما اعلن متحدث باسم هذه الحركة المتمردة اليوم.

وقال عبد الواحد محمد نور "نطالب الولايات المتحدة والامين العام للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي بارسال قوات بشكل طارىء لضمان نقل المساعدات الغذائية الى ملايين اللاجئين وبالتالي تجنب كارثة انسانية في الايام المقبلة". واضاف ان "الجنجويد تمنع وصول المساعدات الغذائية الى النازحين وتواصل انتهاك وقف اطلاق النار".

وقد اعلنت بريطانيا واستراليا استعدادهما لارسال قوات الى دارفور حيث قضى اكثر من 50 الف شخص ونزح اكثر من مليون، حسب مسؤول في الامم المتحدة، منذ شباط/فبراير 2003 حين اندلع النزاع بين الخرطوم والجنجويد من جهة وجماعتين متمردتين، حركة العدالة والمساواة وحركة تحرير السودان، من جهة اخرى.

واعلنت الخرطوم انها تمكنت من تامين مخزون 46 الف طن من المواد الغذائية ومخزون من الادوية بقيمة 10 ملايين دولار يلبي احتياجات نازحي دارفور حتى نهاية ايلول/سبتمبر. وحسب السودان، فان حوالى 90 الف نازح عادوا الى قراهم الاسبوع الماضي.

قتيلان خلال مواجهات في مخيم للاجئين السودانيين في تشاد
على صعيد آخر افادت مصادر من منظمات انسانية اليوم ان لاجئين سودانيين في مخيم فورشانا التشادي قتلا خلال مواجهات مع قوى الامن التشادية التي تدخلت اثر اعمال عنف طالت عاملين في منظمات انسانية.

واعلن المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ابيشه (شرق تشاد) انه تم العثور ايضا على مخابئ للاسلحة دون ان يحدد نوع الاسلحة المصادرة. واشار المتحدث ادواردو كيي الى اعتقال 19 شخصا بينهم 16 لاجئا سودانيا من دارفور وتشاديان وسعودي كان يدعو الى الجهاد داخل المخيم. واضاف انه في 13 تموز/يوليو، اعتدى لاجئون من مخيم فورشانا (70 كلم غرب ابيشه) على اعضاء من منظمة غير حكومية ومن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، مما دفع المنظمات الانسانية الى مغادرة المخيم.

وتابع كيي قائلا ان المنظمة التي استهدفت كانت اتت لتزرع اشجارا في المخيم، مما اثار غضب اللاجئين على ما يبدو، اذ انهم "رأوا في ذلك دلالة على ان بقائهم في المخيم سيستمر لفترة طويلة". واضاف ان المخيم يستقبل 11800 شخص، واغلبيتهم من الجماعات "شبه البدوية التي قد تكون شعرت بالاهانة".

فيشر يجري محادثات حول دارفور مع رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي وكولن باول
برلين: ذكرت وزارة الخارجية الالمانية اليوم ان وزير الخارجية يوشكا فيشر اجرى السبت محادثات تتعلق بالسودان مع رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري ووزير الخارجية الاميركي كولن باول.

وقال البيان ان فيشر اكد لكوناري ان برلين والاتحاد الاوروبي يقدمان "دعمهما الكامل" للجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي بشأن الازمة في دارفور، الاقليم الواقع غرب السودان ويشهد ازمة انسانية خطرة. واكد فيشر ان مجرد لعب الاتحاد الافريقي (يضم عددا من الدول الاسلامية) دورا اساسيا في الجهود المبذولة لتسوية الازمة امر "يرتدي اهمية كبرى". واضاف ان هذا يؤكد ان لا اساس للانتقادات التي وجهها السودان اخيرا معتبرا ان جهود الاسرة الدولية تستهدف "الاسلام في السودان".

وكان الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير اتهم المجتمع الدولي باستهداف الاسلام في بلاده. واكد فيشر وكوناري ضرورة نزع اسلحة ميليشيا الجنجويد التي تنشط في دارفور وضمان وصول المنظمات الانسانية بسرعة وبشكل كامل الى اللاجئين.

من جهة اخرى، اتفق فيشر وباول في اتصال هاتفي على ضرورة مواصلة الاسرة الدولية ضغوطها على السودان. واكد باول وفيشر ان فرض "عقوبات" سيكون "حتميا" اذا لم تنفذ حكومة الخرطوم تعهداتها.