نبيل شـرف الدين من القاهرة: فجر قيام الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) بإلقاء القبض على مهندس ورجل أعمال مصري بارز يدعى ممدوح حمزة، قضية جديدة مرشحة للتصاعد خلال الأيام المقبلة وذلك على خلفية شبكة علاقات مزعومة قيل أنها تربط المهندس الشهير الموقوف في لندن مع شخصيات مهمة في مصر، وأنباء عن تصريحات نسبت إلى وزير الإسكان المصري اتهم فيها المهندس المشار إليه بالترتيب لمحاولة اغتياله من خلال استقدام مجرمين محترفين من بريطانيا لهذا الغرض خصيصاً، وهو الأمر الذي رصدته (سكوتلاند يارد) من خلال تسجيل عدة محادثات هاتفية له، ومن ثم قامت بإلقاء القبض عليه وواجهته بالمحادثات المسجلة التي أجراها.
ونسبت إحدى الصحف المصرية الحكومية إلى الدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان المصري، اتهامه للمهندس ممدوح حمزة بالتخطيط بالفعل لاغتياله، قائلاً إنه توجه إلى بريطانيا لاستقدام بعض العناصر الإجرامية لتنفيذ العملية، أو انه كان يخطط لتنفيذ العملية أثناء زيارة الوزير إلى لندن، مشيرا إلى أنه يرجح أن السبب ربما يرجع إلى رفض وزارة الاسكان التعامل مع مكتبه، بل وحتى منعه من دخول مقر الوزارة وأيضاً مختلف الهيئات والمؤسسات التابعة لها، غير أن صحيفة "الوفد" المصرية أشارت الاثنين إلى أن مكتب وزير الإسكان نفى أي صلة له بالمهندس الموقوف.
من جانبه قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري اليوم إنه كلف السفير إسماعيل خيرت، القائم باعمال السفير المصري في لندن بمتابعة قضية المهندس ممدوح حمزة، للتعرف على حقيقة وطبيعة الاتهامات الموجهة إليه من قبل السلطات البريطانية، موضحاً أن الأمر لا يزال غير معروف لدى القاهرة حتى الان جوانب الادعاء ضده، نافياً أن تكون الاتهامات الموجهة للمواطن المذكور قد جاءت من مصادر مصرية, وقال أبو الغيط إن الجانب البريطاني يتكتم على تفاصيل القضية.
وتعليقاً على الأنباء التي نشرت بشأن اتهامات للمواطن ممدوح حمزة بالتخطيط لاغتيال شخصيات مصرية بارزة (في إشارة إلى وزير الإسكان) قال وزير الخارجية المصري إنه لايستطيع الجزم بحقيقة هذا الامر من عدمه لانه امر معروض على القضاء البريطاني حالياً، وأن الامر الاكثر اهمية في هذه المسألة هو تركها للجانب البريطاني الذي توجد المسألة على أرضه مع حماية حقوقه كمواطن مصري"، على حد تعبير وزير الخارجية المصري
وحمزة الذي يرأس "مجموعة حمزة" الاستشارية الهندسية الكبيرة، كان قد أشرف على إعداد التصميم الهندسي والاشراف علي تنفيذ مشروع مكتبة الاسكندرية الضخم في مصر، ونفى مصدر أمني في القاهرة أن تكون لأجهزة الأمن أي علاقة لها بالقبض علي ممدوح حمزة في لندن، موضحاً أن الأمر يتعلق باتصالات هاتفية كان قد أجراها عقب وصوله إلى العاصمة البريطانية وأدت إلى إلقاء القبض عليه هناك، وعندما سئل في التحقيقات عن بعض الوقائع التي وردت في تسجيلات المحادثات الهاتفية اعترف أنه كان يقوم بإجراء بحث عن سكوتلانديارد.
من ناحية أخرى نفى كل من د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب (لبرلمان) المصري، ود. زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية. وكمال الشاذلي وزير شئون مجلس الشعب وجود أي علاقة لهم بالمهندس ممدوح حمزة ولا تربطهم به أي صلة من أي نوع.