سلطان القحطاني من الرياض: "أنا مسيحي أعمل في السعودية منذ العام 1986 وعملت في أكثر من مجال وأكثر من منطقة في المملكة ولم اسمع على الإطلاق عن أية مخالفة أو تمييز أو اضطهاد ضد العمال الأجانب. وأنا كمسيحي أعيش في مجتمع مسلم لم اشعر ولو مرة واحدة بالإهانة بل في كل أماكن عملي عوملت بكل احترام. فأنا اعتقد أن المنظمة الحقوقية هذه قد خرجت بهذا التقرير لأهداف سياسية دولية. أنا أتحدث بصدق وأدعو أي مسيحي يريد أن يعيش بأمن وسلام واستقرار واحترام وحب عليه أن يتوجه إلى المملكة لأن تعامل المسلمين هنا هو في قمة الأدب وحسن الخلق" .

كانت تلك الكلمات لجورج تلحمي أحد العاملين الأجانب في السعودية . ينظر الكثير من الأجانب إلى تقرير منظمة " هيومان رايتس " لحقوق الأنسان، الذي انتقد أوضاع العمال الأجانب في السعودية، بأنه جزء من مؤامرة سياسية لاعلاقة لها بحقوق الإنسان، وعبر الكثيرون عن سخطهم لكن البعض الآخر إعتبر التقرير صحيحاً. إنها سلال متراصة من الآراء المختلفة وجدت متنفسا لها في موقع البي بي سي الذي يبث بأكثر من لغة، واحتوى استفتاء يتعلق بتقرير المنظمة. الجميع تحدث وتكلم، كانت الكفة تميل راجحة لطرف تارة، وتارة لطرف آخر، ولكنها كانت بمثابة الـ " هايد بارك " الإيلكتروني.

هالة إعلامية و ربما مؤامرة
يقول حازم الزايدي من السعودية : " لا يخلو الأمر من بعض المشكلات ولكن هل يستحق كل هذه الهالة الإعلامية؟ ثم لماذا لا تذكر مساوئ العمال ومخالفاتهم؟ أما إذ ثبت أن هناك بعض المشكلات فنقول: كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه". ويضيف أيضاً : "وأظن أن من العدل الموازنة بين ما تقدمه السعودية من فرص عمل للأجانب وبين ما يدعى من مضايقات فلا تنسى الحسنات وإن كانت هناك مشاكل فهي حالات شاذة ونادرة والشاذ لا حكم له "

أما عبدالله من اليمن فيتحدث عن وجود مؤامرة أو شئ يحاك في الخفاء : " الإنصاف مطلوب فالمنظمة مشبوهة ولا أثق في تقاريرها وأتساءل لماذا فقط في هذا الوقت أعلنت المنظمة هذا التقرير؟ نعم هناك مخالفات من بعض الكفلاء وهي كذلك من بعض المكفولين. الأصل في القضية أن يأخذ كل ذي حق حقه وحق السعودية البلد الذي يقتات منه ملايين الأفواه من البشر، حقها أن تشكر على أصالة شعبها وكرم ونبل أمرائها وحق العاملين فيها أن يشكروا أيضاً على جهودهم في تنمية البلد والمساهمة في إعماره، والعدل مطلوب من الجميع والاحتكام للشريعة هو المخرج الصحيح لأي خلاف ينشأ سواء كان المخالف فيه الكفيل أو المكفول واعتقد أن المملكة بصدد إعادة النظر في نظام الكفالة وهذا سيخفف كثيراً من المشاكل التي تظهر هنا وهناك. وأحب أن أؤكد على أصالة الشعب العربي السعودي وكرمه وإذا وجد شواذ فلكل مجتمع شواذ.

هشام من الإسكندرية يميل الى اعتبار التقرير حقيقة واضحة فيقول: "رأيي الشخصي أن الموضوع مثار من زمان ولكن نتيجة سرعة تداول المعلومات ونقل كل الأخبار وأيضا السعودية أصبحت مادة دسمة للأخبار، من تجربتي في السعودية: السعودية بلد يحتوي على كل المتناقضات وتحكمه عقدة أن الجميع يأتي إليهم من أجل المال فقط والجميع في المقابل يعتقد أنهم في مرتبة أعلى من السعوديين (بالذات الغربيين) في المقابل يتصرف بعض السعوديون بمنتهى التعالي بل والاحتقار مع مختلف الجنسيات المسلمة وغير الغربية ولكن مع الأجنبي الغربي لا يستطيع أن يتكلم"
ويقول أبو عبدالعزيز وهو قطري : "أعتقد أن التقرير المشار إليه من منظمة هيومان رايتس مبالغ فيه جداًً، وهو يستخدم من اجل الضغط على السعودية ليس إلا، كما أن اغلب العمال يأتون للعمل دائما بعقود، فإذا كان رب العمل مقصرا في شيء ما، فيمكن للعامل أن يشكوه للمحاكم المدنية أو غيرها مثل السلطات المختصة."

ويتحدث أحمد العباسي من مصر على احتمال ان تكون هذه الورقة ورقة ظغط على الحكومة السعودية للحصول على تنازلات معينة : " ترى ما الذي جعل هذه المؤسسة تظهره الآن؟! أخشى أن تكون هذه إحدى أوراق الضغط على الحكومة السعودية"

مرتضى أحمد من سوريا يطرح استفهاما مباشراً : "غريبة؟؟؟ ولماذا يبقى في السعودية 6 ملايين أجنبي إذا كانوا يعاملون بعنصرية؟!! يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها.

ويتفق عبدالعزيز المدني من السعودية على ان التقرير جزء من مؤامرة للضغط على الحكومة السعودية : " تقرير كاذب في إطار الحملة الإعلامية على السعودية. وماذا عن حقوق الاخوة المسلمين في بلد التقرير أمريكا؟ "

ويقول ماجد من السعودية : " رأيي أن هذا التقرير يعتبر ظالما ومجحفا بحق السعودية وليس له أساس من الصحة، والدليل على ذلك وجود 8 ملايين عامل، ومعظم الأجانب هنا يمكثون بالسعودية لسنوات كبيرة وطويلة جدا، مما يدل على ارتياحهم لمعاملتهم واخذ حقوقهم وطلبهم للرزق، ولكن هذه المنظمة لها مقاصد أخرى بطرحها لهذه التقارير الزائفة والتي لا مكان لها بالواقع. أدام الله عز المملكة العربية السعودية على الإسلام والمسلمين والعرب أجمعين" .

والصادق العطا من السودان يسهب في تبيان المخططات الخبيئة : "السعودية هي آخر ثغور الاسلام وهو النظام الاسلامي الوحيد الذي لم يتمكن أعداء الاسلام من اختراقه. المسألة أكبر من حقوق عمال. متى تعي الامة هذا المخطط الكبير لضرب الإسلام؟ إلى متى نجري وراء "صغائر الامور ونتعامى عما يدور حولنا؟ معروف عن القضاء ودوائر العدل السعودية النزاهة التامة بشهادة اخوتنا المغتربين. نعم هناك بعض التجاوزات لا تذكر مقارنة بهذا العدد الهائل، وسببها أمية بعض أصحاب العمل وجهلهم. وهذه الحالات في المدن النائية وفي البادية. أما الشعب السعودي المتعلم الواعي -وهم اغلبية- فيحترمون إخوتهم في العروبة والإسلام. أرجو أن ينتبه المسلمون لمثل هذا المخطط الصهيوني المشبوه وما وجده العمال في المملكة يجده غيرهم في أمريكا. "

سعوديون وعمال أجانب في خانة الدفاع
يعتبر عبدالله الخالدي من القصيم بان العمال الأجانب يعيشون حياة هانئة في السعودية، يقول عبدالله :"لم يسبق أن دخلت مسجد في رمضان إلا وفيه ما لذ وطاب من الطعام، ومعظم من فيه هم من الأجانب. فهل الإطعام بالمجان ومن جيوب المواطنين انتهاك لحقوق الانسان؟ وبالنسبة للكنيسة، هل يسمح المسيحيون لنا ببناء مسجد في الفاتيكان؟بالطبع لا، لأنه موطن المسيحية. وبالقياس، السعودية كذلك هي موطن الاسلام".

ويقول آخر وهو ابو عبيدالله من مكة : " السعودية بلد إسلامي تهوى له الأفئدة الإسلامية على وجه الخصوص وهو بلد متمكن اقتصادياً نلجأ اليه نحن من نسمى بالوافدين لإشباع رغباتنا الدينية والدينوية إن صح التعبير. وهو بلد كغيره من بلدان العالم له قوانينه الخاصة ولكن هنالك بعض المآخذ التي تؤخذ على بعض الأفراد وليس للحكومة أي ذنب فيه. وهناك سلبيات نتمنى أن تزول كنظام الكفيل الشخصي بحيث تكون الدولة هي التي تكفل".

ويقول صلاح محمد هلال من السودان: " مررت بتجربة شخصية في السعودية لا ألوم الحكومة فيها ولكني ألوم بعض اصحاب العمل، حيث عملت مع احد الكفلاء مدة سنة لم أتقاض فيها سوى بضعة ريالات على أمل أن يقوم بتعويضي عند نزولي الإجازة حسب وعده ويعطيني كافة مستحقاتي، إلا أنه لم يعطني سوى 200 ريال فقط من حقي الذي يبلغ اكثر من 24 ألف ريال حيث قام بخداعي وابتزازي وجعلني أوقع على ورقة تفيد بأنني استلمت كل حقوقي وذلك نظير منحي نقل كفالة للعمل مع غيره أو يقوم بعمل خروج نهائي من المملكة. مثل هذه النماذج يقع فيها اللوم على مواطني الدولة وليس الدولة. يجب على الدولة سن القوانين التي تساعد على القضاء على مثل هذه الظواهر السلبية التي تؤثر على السمعة العامة للدولة. "

هل تعلم منظمة حقوق الإنسان كم من العمال من مختلف الجنسيات غير مهيئين للعمل وللتعامل مع المجتمع بما يفرضه من قوانين وأنظمة تحافظ على ترابطه وأمنه؟ معظم العماله التي تواجهه المشاكل والتي تجبر على تقديم تنازلات هي العمالة الغير نظامية والعمالة صاحبة الممارسات الإجرامية، حيث يتضح لكل متابع للجريمة المنظمة في المملكة أنهم يقفون خلف غالبية هذه الجرائم. والحكومة السعودية والشعب يوفرون المأوى والمأكل والمشرب لهؤلاء من باب التعطاف والرحمه لحد إنتهاء مشاكل الإقامه الغير نظامية. اما عبدالعزيز ابراهيم من الرياض يعتبر مايقال من بعض العاملين هو جحود ونكران لما تم تقديمة لهم : "

بالنسبة لنظام العمل والعمال في المملكة، فهناك مكتب العمل للشكاوى وقضايا العمال حيث ينظر فيها لأحقية الطرف بدون النظر إلى جنسيته. الموضوع لا يحتاج لتعليق، فالصورة واضحة أمام الجميع وخاصة العمالة المقيمة لدينا التي لم تلقى إلا كل إحترام وتقدير وتوفير لكثير من الخدمات المجانية لها بدون ذكرها في كل محفل رسمي. وطبعا من يستطيع قراءة ما بين السطور في بعض التعليقات يتبين له مدى الجحود من بعض الإخوان الذين عاشوا معنا و يرى العرفان بالجميل بالنسبة للبعض الذين نعتبرهم ضيوفنا و أخواننا. كما لا يخفى على الكثير من الناس الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المملكة حكومةً و شعباً من مصادر تستغل بعض المنظمات التي تسمى بالإنسانية للوصول إلى هدفها. أين هذه المنظمات من إخواننا في العراق؟ أين هي من التعذيب في سجن أبو غريب ومعاملة الأسرى في غوانتانامو؟ أترك الإجابة للعقلاء. "

ويدافع محمد من السودان عن وضع العمالة في السعودية : " عشت في السعودية 12 سنة لم ألمس خلالها أي معاملة غير كريمة، بل بالعكس كان هنالك اخوة كرماء أعتز بمعرفتهم إلى الآن. "

ويتفق معه مقيم آخر هو سعد خليفة من الرياض : "أقيم بالمملكة منذ أكثر من عشرين عاما ولا نحن ولا هم ملائكة نمشي في الأرض. فقد اختلفت مع جهات سعودية ثلاث مرات وعرضنا الأمر على جهات الاختصاص ويشهد الله أني أخذت حقي كاملا. العلة في جهل العاملين بما لهم وما عليهم وكيفية الحصول على ما لهم إن حدث إختلاف. "


ويقول أحمد محمد الزيلعي من السعودية : " إن العمالة في المملكة العربية السعودية تعيش في أمن وأمان وإن حدث تنازل من قبل العاملين في السعودية فهذا يعود الى الراحة والعدل التي يلتمسها العامل في هذا البلد الطيب المبارك. أما الاحكام التي تتطبق على العامل فهي نابعة من الكتاب والسنة التي هي العدل المنصف لجميع أمور الحياة. أي شيء يختلف فيه يرد الى الله والرسول في هذا البلد. إن الله قدير أن ينصر السعودية وأهلها من كل حاسد ناقم على هذا البلد. "

ويقول مصطفى محمد فارح من القاهرة : "في الحقيقه أنا ضد التعدي على الشعب السعودي بهذا الشكل. هناك بعض الأخطاء الموجودة وهناك تعديات على بعض الاجانب وهناك سوء معاملة لبعض الاجانب وخاصة العمالة المنزلية ولكن هذ يأتي من بعض الناس الذين لا يحتكمون الى العقل وهم فئه قليلة. لذلك من وجهة نظري إن هذا التجني على السعوديه والشعب السعودي فيه الكثير من الاجحاف على هذ البلد الذي يتمتع الكثير من أهله بالصدق والطيبة والكرم. وأنا من الذين قضوا اكثر من 20 عاما في السعودية وكنا نتمتع بحقوقنا كاملة ودرسنا من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية العامة بمدارس حكومية بالمجان وارتبطت مع الكثير من السعوديين بعلاقات أخوية صادقة. أريد أن أقول إنه يوجد في جميع دول العالم تعديات على حقوق الآخرين. "
اما محمد الدوسري من السعودية فيتحدث بما يشبة الحسرة : " لنقل إن هناك تجاوزات، نحن لسنا ملائكة، ولكن هذا جزاء المعروف؟ "
ويقول هيثم رواشدة من الأردن : " أنا عشت قي أمريكا وبريطانيا والسعودية، لم المس في الخمس السنوات التي عشتها في السعودية إلا كل الحب والاحترام. وتمتاز الحياة بالترابط الأخوي. والواقع أن السعودية حكومة وشعباً لم يألوا جهداً قي مساعدة الآخرين. "

وآخرون في خانة الهجوم
محمود الصمادي وهم مقيم في الرياض : "للأسف تقرير منظمة حقوق الانسان صحيح وهذا ما نشاهده. فهناك بعض السعوديين يعتقدون أن غير السعودي أقل منهم ويعاملوه معاملة السيد للعبد، كما يعتقد هؤلاء أن كل شخص غير سعودي (حتى لو كان مسلم) جاء إلى السعودية ليسرقهم أو يأخذ أموالهم "

مريم سلامة المنصورة : "إن ما يقوله التقرير ليس دقيقا. فالعمال الأجانب نوعان. النوع الاول هو الذي يعامل معاملة السيد وهو الاوربي او الامريكي؛ أما غيرهم ولاسيما العرب فحدث ولا حرج.. "

عادل من الخرطوم : " البلدان الضعيفة لا تستطيع حماية رعاياها فى السعودية. الأجور غير متساوية لنفس الأعمال. نظام العمل في السعودية عبارة عن رق والعمال هم الرقيق. إذا كانت السلطات ترى أن المعدلات لا تمثل ظاهرة، فعليها بالسماح للجهات الاكاديمية العربية على الاقل بإجراء دراسة حقيقية. وأتمنى أن يكون أحد الاسئلة هو (هل تشعر بانك عبد؟). "
محمد بن عبيد مبارك : " ان السلطة السعودية أقنعت بعض الشعب بأنه أي عامل أجنبي في بلدك هو عبد لديك، وليس لهوا أي حقوق. وان جاء شاكي لن تكون هناك آذان صاغية. "

رامز نجار من لبنان : "باعتقادي إن هناك مشكلة في سلوك المجتمع بشكل عام، فهناك طفرة اقتصادية ولدت تقدم اقتصادي أدت إلى استقدام عمالة بشكل كبير دون إن يكون هناك تقدم فكري واجتماعي وأخلاقي. ولقد سمعت من أصدقاء لي، سوء المعاملة وهضم الحقوق. الإنسان بحاجه إلى تنمية بشرية هناك. "

مقتطفات
•أصدرت منظمة " هيومان رايتش " تقريراً اعتبرت فيه أن أو أوضاع العمال الأجانب في السعودية أوضاع بالغة السوء .
•اعتبر وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي أن التقرير يركز على الجوانب السلبية فقط.
• توجد في السعودية لجان متخصصة في قضايا العمال الأجانب وبحثت هذه اللجان وبتت في أكثر من 7000 قضية تلقتها في عام 1424ه- معظمها قضايا مرفوعة من عمالة وافدة ووصل عدد القضايا التي تم بحثها حتى الآن خلال العالم الجاري 1425ه- أكثر من 3500 قضية .
•يتحفظ الكثير من العاملين الأجانب على نظام " الكفيل " الموجود في غالب الدول الخليجية والذي لايسمح للعامل الأجنبي بالتنقل إلا بموافقة خطية من الكفيل المواطن .
• ترى الدول الخليجية أن نظام الكفيل هو لتنظيم حركة العمالة الأجنبية وبدونه تسير الأمور نحو الفوضى .