اعتدال سلامه من برلين: ظلت دول حلف شمال الأطلسي لأشهر طويلة تتشاور فيما بينها من أجل رفع حجم قوات حفظ السلام الدولية في أفغانستان والعمل على حماية مجرى الانتخابات وقد تجري في شهر تشرين الأول( أكتوبر)، إلا أنه تقرر في النهاية إرسال 2000 جندي فقط وهذا أقل بكثير مما كان قد اتفق عليه في قمة إسطنبول الشهر الماضي.

فخلال القمة كانت هناك موافقة شبه مؤكدة بأن عدد القوات المرابطة في العاصمة كابول وأقاليم أخرى ستدعم بأكثر من 3500 جندي، لكن تردد بعض البلدان وإحجام أخرى دفعا بالحلف إلى إرسال كتيبتين تضم كل واحدة ما بين 600 وألف جندي. وحسب تصريح المتحدث الرسمي باسم الحلف الملازم لودغار تربروغن سيفرز إضافة إليهم 500 جندي للمساهمة في إعادة تعمير أفغانستان والعمل مع المنظمات الدولية المتواجدة حاليا في هناك. في الوقت نفسه لم يستبعد إمكانية إقناع دول عضو من أجل إرسال قوات لها.

وتصل القوات الإيطالية والإسبانية وتشكل العدد الأكبر في الكتيبتين إلى أفغانستان مطلع شهر أيلول( سبتمبر) القادم، ولن تبقى أسوة بالقوات الأخرى بل ستعود بعد شهرين عند انتهاء الانتخابات الرئاسية في التاسع من شهر تشرين الأول(أكتوبر). ورغم المساهمة الأطلسية الضعيفة وصفها الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر بأنها خطوة مهمة جدا وإشارة إلى مدى استعداد المجتمع الدولي للمساهمة في إعادة الحياة الطبيعية والأمن إلى أفغانستان. لكن عدد من الدول الأوروبية انتقد واشنطن وبعض البلدان الأطلسية لتراجعها عن ما التزمت به بعد الحرب الأفغانية منها تسديد العون للتعمير، فالصندوق الذي أنشأ بهدف مساعدة أفغانستان مازال يشكو من قلة السيولة وكانت ألمانيا قد تبرعت قبل أيام قليلة بمليوني يورو من أجل تغطية مصاريف إحصاء عدد الناخبين في أفغانستان وشراء صناديق اقتراح واستمارات للانتخاب.

ويصل عدد قوات حلف الأطلسي في أفغانستان حتى الآن إلى 6500 جندي، من بينهم 1900 جندي ألماني ويشكلون أكبر فرقة تلي ذلك كندا ولها 1500 جندي.