كريستوف دو روكفوي من واشنطن: يقوم وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال الاسبوع الجاري بجولة في الشرق الاوسط واوروبا تشمل المجر ومصر والسعودية والكويت وبولندا وتتمحور حول الوضع في العراق والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
وسيغادر باول واشنطن صباح اليوم الاثنين ليصل مساء الى بودابست، المحطة الاولى من الجولة التي تنتهي في نهاية الاسبوع المقبل بزيارة الى وارسو. ومن المقرر ان يتوجه بول بين هاتين المحطتين، الى مصر والسعودية والكويت، وهي ابرز دول الحليفة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
ولاسباب امنية، لم تحدد واشنطن موعد هذه الزيارات. وقد اشارت وزارة الخارجية الاميركية الى احتمال اضافة محطات اخرى الى هذه الجولة من دون ان توضحها.
وسيحتل العراق مركز الصدارة في محادثات باول، ليس فقط في الشرق الاوسط بل في المجر وبولندا ايضا. وهما من ابرز حلفاء واشنطن في التحالف العسكري الذي يواجه حاليا صعوبات جمة بسبب موجة عمليات احتجاز الرهائن واستمرار العنف في هذا البلد.
وتواجه مصر مع انها خارج التحالف العسكري، عملية احتجاز احد دبلوماسييها في بغداد على ايدي مجموعة متطرفة تريد منع القاهرة من مساعدة الحكم العراقي الجديد في المجال الامني.
وكانت الولايات المتحدة طلبت من الاسرة الدولية ان ترد بحزم على عمليات الخطف وانتقدت بشدة الفيليبين التي سحبت قوتها الصغيرة من العراق للحصول على اطلاق سراح احد رعاياها، خشية ان يدفع هذا الانسحاب بلدانا اخرى الى الرحيل.
وسيركز وزير الخارجية الاميركي ايضا على النزاع الاسرائيلي الفلسطيني في محادثاته مع المسؤولين المصريين والسعوديين.
ويرغب باول خصوصا في الحصول على اكبر دعم ممكن لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حول الانسحاب من قطاع غزة واخلاء عدد من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية.
وصرح ريتشارد باوتشر المتحدث باسم باول ان "الفرص التي يتيحها الانسحاب الاسرائيلي من غزة ومن بعض المستوطنات في الضفة الغربية مجال اخر نتعاون فيه بشكل وثيق مع اصدقائنا في المنطقة مثل مصر".
ولكن هذه الجهود تتعقد بسبب الوضع الغامض المتوتر السائد في الشارع الفلسطيني وبين الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزرائه احمد قريع حول مسالة السيطرة على الاجهزة الامنية.
ورغم ان واشنطن تدعو باستمرار الى اقصاء عرفات، امتنع باول عن التدخل علنا في النزاع الفلسطيني. وقال الخميس الماضي "لا يجوز لاحد من الخارج ان يقول للشعب الفلسطيني كيف يجب ان يحكم".
وينوي باول ايضا ان يدفع قدما المشاريع الاميركية الداعمة للاصلاحات الديموقراطية والاجتماعية في الشرق الاوسط والتي تعتقد واشنطن انها ستنجح بفضلها في مكافحة جذور الارهاب وتحسين صورة الولايات المتحدة التي تراجعت الى ادنى مستوى لها في المنطقة.
واظهر استطلاع للرأي نشر معهد زغبي الاميركي نتائجه الجمعة، تراجعا جديدا لصورة الولايات المحدة في العالم العربي وخصوصا في مصر حيث 98% من الاشخاص اعلنوا ان لديهم صورة سيئة عن الولايات المتحدة مقابل 76% في نيسان/ابريل 2002.
واضافة الى محادثاته مع القادة المجريين، سيلقي باول الثلاثاء كلمة في بودابست امام مؤتمر لسفراء هذا البلد.
وتهدف زيارته الى وارسو ايضا الى المشاركة في الاحتفالات التي ستقام بمناسبة احياء الذكرى الستين للحركة التمرد الثانية التي حدثت في صيف 1944 في العاصمة البولندية.
- آخر تحديث :
التعليقات