اعتدال سلامه من برلين: تزامن إصدار مركزين مهمين في ألمانيا لدراستين عن اللاسامية والإسلام مع زيادة الإجراءات أمنية وحملات المداهمة والتفتيش للمراكز الإسلامية، فأشارت دراسة وضعتها مؤسسة هاينريش بول التابعة لحزب الخضر الحاكم بالتعاون مع اللجنة اليهودية الأميركية تحت عنوان "اللاسامية القديمة الجديدة" إلى وجود ميول لاسامية في صفوف المعارضين للعولمة والمهاجرين خاصة المسلمين لا يجب غض النظر عنها حتى ولو كانت خلفيتها سوء الفهم أو قلة الوعي. وتكمن داخل الشبان المهاجرين دائما نفسية المعتدي تأثرا بالدعاية اللاسامية التي تبثها الفضائيات العربية. لذا طالبت ديدري برجر مديرة إدارة اللجنة اليهودية الأميركية الحكومة الألمانية إنشاء مراكز تربوية في المدارس التي فيها نسبة كبيرة من المهاجرين.
وحذرت الدراسة من وضع ضحايا معسكرات التعذيب النازية على مستوي واحد مع ضحايا الحرب الألمانية المدنيين أو اللذين نزحوا فيما بعد. فعند مناقشة هذا الموضوع لا يتم التفريق بين السبب والانعكاسات. وإنشاء مركز للنازحين الألمان كما تطالب رابطتهم قد ينعكس سلبا على النصب التذكاري لضحايا النازية الذي يبنى حاليا في برلين أمام مبنى البرلمان.
ونوهت الدراسة إلى تنامي التيارات المعادية للسامية بأشكال مختلفة في ألمانيا وأوروبا وهذا تطور يدعو إلى القلق لأنه ممتد إلى معظم الطبقات الاجتماعية ، مع استثناء وصف علماء لإسرائيل بالدولة العنصرية أو المعسكر الإمبريالية في الشرق الأوسط.
بينما أشارت الدراسة التي وضعها مركز الدراسات التركية المعروف في مدينة أسن، بناء على استقراء للرأي ومسح للمئات من المؤسسات التركية والإسلامية إلى تزايد عدد الملتزمين بالدين الإسلامي غير متطرفين أو لهم ميول أصولي، ومقارنة مع عام 2000 زادت هذا العام نسبة المسلمين اللذين يقومون بالفرائض الدينية حوالي 14 في المائة، بينما ارتفعت نسبة المتدينين جدا بينهم من 8 إلى 20 في المائة، لكن حسب رأي مدير المركز التركي فاروق شين فان ذلك ليس إشارة على تزايد التطرف الإسلامي في ألمانيا.
ودلت الدراسة أيضا على أن عدد المنتسبين الأتراك إلى مراكز إسلامية تراجع بشكل طفيف ، وتوجه العديد من المتدينين إلى المراكز التي لها صبغة تركية أكثر منها إسلامية والسبب في ذلك عائد إلى نفور الألمان من الإسلام.