نبيل شـرف الدين من القاهرة: في بيان له تلقت "إيلاف" نسخة منه، طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، أكبر شبكات الإذاعة الأميركية وهي شبكة وستوود وان بالاعتذار على تصريحات معادية للإسلام أدلى بها مقدم أحد البرامج الحوارية بالشبكة ويدعى جاكي مايسون وصف فيها "الدين الإسلامي كله" بأنه "منظمة قاتلة" تعلم "الكراهية والإرهاب والقتل".

كما طالب المجلس مالكوم هونلين مدير مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى بالاستقالة من منصبه، حيث يدير منظمة تضم في عضويتها أكبر 52 منظمة يهودية أميركية، وذلك بعد إدلائه بتصريحات معادية لمسلمي أميركا لصحيفة معاريف الإسرائيلية، وصفت بأنها "تعطي انطباعا بأنه ينظر لنمو المسلمين في أميركا على أنه تهديد"، وفق ما أفاد به بيان المجلس، إذ ذكر هونلين لمعاريف "أوروبا هي أرض معركة المسلمين الحالية، ولكن أميركا هي هدفهم النهائي. هناك بالفعل 10 مدارس مسلمة في نيويورك واشعر أنه بالرغم من زيادة الوعي بعد 11/9 إلا أنه مازالت توجد درجة من السذاجة لدى الأميركيين. أنا حذرت من نمو المسلمين في أميركا منذ عشر سنوات، ولكن لم يفهمني أحد في ذلك الوقت، هناك تقديرات تشير إلى وجود حوالي عشرة ملايين مسلم في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية، والسلطات تجد صعوبة بالغة في العثور عليهم، أنها مثل لعبة القط والفأر".

أما مايسون فقد أدلى بتصريحاته بالغة الإساءة خلال مشاركته مؤخرا كمقدم ضيف لأحد برامج الشبكة الحوارية المعروفة، وهو برنامج المذيع جيم بوهانون الحواري، وأثناء حلقة البرنامج هاجم المحامي راؤول فيلدر شخصية الرسول، قائلاً إن "هذا الإسلام دين كراهية، هذا دين قتل"، ورد عليه مايسون بتأييد وتضخيم اتهاماته العنصرية الإسلام قائلا ما يلي:

"هذه معلومات مثيرة لا يعرفها أحد تقريبا ... الجميع يعتقدون أن (الإسلام) دين مشروع ينادي بالحب والأخوة. الحقيقة هي أن "الإرهابيين" يعكسون دينهم ويتبعون دينهم. إنهم يتبعون أوامر الدين مباشرة من القرآن. بالإنجليزية الصريحة، كل الدين الإسلامي يدعو إلى ويعلم الكراهية والإرهاب والقتل ولا أحد يعلم ذلك، وقد حان الوقت لأن يعلموا ذلك عن (الإسلام). القرآن يعبر بخمسين أسلوب عن الكراهية والحقد والعداء والقتل، (القرآن) موهوب للإرهاب. أنا لا أعلم كيف يمكن أن نسمي (الإسلام) دينا بالمعني التقليدي للكلمة. يجب أن نسميه منظمة قاتلة معنية بقتل الناس".

وفي خطاب لشبكة وستوود وان طالبت كير الشبكة بالاعتذار للمسلمين وبإعطاء المسلمين فرصة للرد على تصريحات مايسون المعادية للإسلام، وقالت كير في خطابها "هذا هو نفس نوع الدعاية المليئة بالكراهية التي استخدمها النازيون كتبرير لاضطهادهم لليهود".

كما أرسلت كير شكوى إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) – وهي وكالة فيدرالية معنية بإصدار وسحب تراخيص وسائل الإعلام في الولايات المتحدة.

وكانت كير قد أطلقت في شهر نيسان -أبريل الماضي حملة في أوساط مسلمي وعرب الولايات المتحدة لمواجهة برامج الإذاعات الأميركية التي تروج لخطاب كراهية الإسلام والمسلمين، وأطلقت كير على حملتها عنوان "الكراهية تضر بأميركا"، وتقوم الحملة على مبدأ يرى أن هجوم مقدمي البرامج الإذاعية اليمينية المتزايد على الإسلام والمسلمين لا يسيء للمسلمين وحدهم وإنما يعمق دوامة من الشك والعداء بين أبناء الأديان المختلفة.

وقامت كير ضمن حملتها بتزويد المسلمين الأميركيين بإرشادات حول سبل مراقبة الإذاعات المحلية، وكتابة تقارير عما تتضمنه من عبارات تدعو للكراهية، وسبل الإبلاغ عنها للهيئات الفيدرالية المختصة والاتصال بالشركات التي تنشر إعلانات خلال البرامج المسيئة.

كما انتقدت كير في نيسان الماضي المذيع مايكل جرام وهو مقدم برامج براديو (WMAL) المعروف بمنطقة العاصمة الأميركية واشنطن، والذي قال في الأول من شهر أبريل الحالي "أنا لا أريد أن أقول أنه ينبغي علينا قتلهم جميعا (المسلمين)، ولكن إذا لم يكن هناك إصلاح (داخل المجتمعات الإسلامية)، فلا يوجد لدينا عدد كافي من الحلول الأخرى التي يمكن أن قد تؤتي مفعولا في كفاحنا - على أرض الواقع - للبقاء".

وفي شهر آذار (مارس) الماضي أجبرت حملة نظمتها كير إذاعة بولاية كاليفورنيا على الاعتذار على لغتها العنصرية بعد أن وصفت المسلمين في فقرة ساخرة بأنهم "يمارسون الجنس مع حيواناتهم"، و"يتجنبون الاستحمام"، و"مغرمين بقتل اليهود".