بشار دراغمه من الضفة الغربية: كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن ان مجندات يعملن على حاجز قلنديا العسكري القريب من مدينة رام الله شمال الضفة الغربية، اقمن علاقات عاطفية مع شباب فلسطينيين كما سربن معلومات عسكرية.
وأشارت الصحيفة الى ان هؤلاء المجندات يقفن على الحاجز ويفتشن الفلسطينيين الذين يدخلون الى اسرائيل، ويطلعن على وثائقهم ويجرين تفتيشاً جسدياً لهم ويسمحن لبعضهم بالدخول الى اسرائيل، لكن بعض هؤلاء المجندات اللواتي خدمن على الحواجز قررن تعميق العلاقات اليومية مع الفلسطينيين واقمن معهم علاقات عاطفية.
كما أكدت "معاريف" أن المجندات الاسرائيليات يقمن يسلمن الشبان الفلسطينيين معلومات سرية.
وكشف النقاب عن علاقات حميمة اقيمت على حاجز قلنديا جنوب رام الله، وحسب اقوال الجنود اقامت بعض المجندات علاقات صداقة مع رجال فلسطينيين وادخلنهم الى اسرائيل، واقمن معهم في بعض الاحيان علاقات «حميمة» فعلاً.
وأضافت الصحيفة :"وعلى سبيل المثال كان هناك صديق فلسطيني لاحدى المجندات عرفته على الحاجز دأب هذا الصديق على ارسال هدايا لها بصورة دائمة وكان الاثنان يتحدثان مطولاً هاتفياً".
وتشير معاريف إلى أن الأمر لم يقتصر على الحب بين الطرفين، اذ يقول جنود ان المجندات سلمن اصدقاءهن الفلسطينيين معلومات سرية هددت حياتهن وحياة الجنود في الموقع، وخلال الاحاديث التي كانت تجريها احدى المجندات مع صديقها الفلسطيني سلمته معلومات وتفاصيل حول الموقع العسكري على الحاجز وابلغته بساعات استبدال الحراس، وبموعد تسلمها مهمة الحراسة، وتوجه الجنود الذين سمعوا هذه الاحاديث الى قائد الحاجز وابلغوه بتخوفهم من احتمالات استخدام الفلسطينيين لهذه المعلومات، الامر الذي قد يهدد حياتهم.
وحسب اقوالهم حاول قائد الحاجز استيضاح الامر مع المجندة التي نفت ذلك كلياً، واختار القائد تصديق روايتها وتخلى عن الموضوع، وظلت المجندة على علاقة بصديقها الفلسطيني.
وتضيف معاريف أن احد الجنود قال : «لقد كان ذلك مرعباً، اذ عرف كل شيء: اين يتواجد الحارس واين موقع المراقبة ومتى يتم استبدال الحراسة، ببساطة عرف كل شىء».
ووصف الجنود المعرفة الوثيقة بين بعض المجندات وفلسطينيين والمكالمات الهاتفية الطويلة، وقالوا: «كانوا يبحثون عنهن عندما يصلون الى الحاجز وقال بعضهم إنهم اصدقاء للمجندات ويخرجون معهن عندما لا يخدمن في الجيش».
ووفقاً لاقوالهم، اعترفت مجندات باقامة علاقات مع فلسطينيين وقلن على سبيل المثال: «قررت احدى المجندات قطع علاقاتها مع احد هؤلاء الرجال واوضحت انها شعرت بالاضطراب لدى ادراكها مدى خطورته».
وتحدث جنود عن شائعات راجت في القاعدة، لكن لم يتم التأكد من صحتها، تقول ان احدى المجندات اختلت بفلسطيني في خيمة «المطر»-عبارة عن خيمة صغيرة تقام في فصل الشتاء بمنطقة الحاجز من اجل تمكين الجنود من تنظيم انفسهم واستبدال الواقيات من الرصاص، قبل صعودهم الى مواقع الحراسة وبسبب طابع استخدام الخيمة يتوجه اليها الجنود فقط لدى استبدال طواقم الحراسة وتبقى خالية معظم الوقت وحسب اقوال الجنود، رغم تكرار هذه الحوادث لم يتوجهوا ثانية الى القائدة.
وقال احدهم: «لم يكترث القائد بأقوالنا في المرة الاولى ولهذا اعتقدنا بانه لا يوجد سبب يدعونا للتوجه اليه ثانيا»، وحسب اقواله: «عندما تتواجد هناك لا تستطيع وبصورة دائمة مشاهدة هذه الامور، انهن صديقاتك، وتعيش معهن، لكن فقط في مرحلة لاحقة ادركنا مدى خطورة الامور التي كانت تجري في القاعدة».
وتشير معاريف الى أن ضابطا كبير قال امس الاول: «وفقاً للاعراف العسكرية يحظر على الجنود اقامة علاقات مع السكان المحليين خلال خدمتهم، وباستثناء عمليات التفتيش الامني، لا يجب اقامة اي علاقة صداقة واذا اقيمت مثل هذه العلاقة يجب على القائد نقل المجندة من اجل عدم وقوع عمليات، ومع ذلك يجب بحث كل قضية على حدة»، واضاف الضابط، بانه ليست كل علاقة مع فلسطيني جنحة جنائية الا في حال تسليمه معلومات امنية.
وعقب الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي على هذا التقرير قائلا بان مسألة العلاقات العاطفية بحثت خلال التحقيق، لكن لم يعثر على اثباتات تضفي مصداقية على اتخاذ خطوات قضائية.
ومن الجدير بالذكر ان هذه ليست المرة الاولى التي تعرض فيها الصحف اموراً متعلقة بجنود سرية الشرطة العسكرية التي عملت في حاجز قلنديا، اذ اعتقل في شهر شباط الماضي ثمانية جنود ومجندات من السرية بعد سماحهم لفلسطينيين بالمرور عبر الحاجز مقابل رشاوى وامتيازات.
واتهم الجنود في حينه «بتهديد امن الدولة» وبأخذ رشاوى والابتزاز وبالتهديد والسرقة، وادين بعضهم وفرضت عليهم عقوبات بالسجن، واتهم الجنود بالحصول على هواتف خلوية وسجائر واموال.
وفي بعض الحالات اجبر الجنود فلسطينيين على دفع اموال لهم وهددوهم بعدم المرور اذا لم يدفعوا لهم، ووجه القائد العسكري للمنطقة الوسطى تعليمات في اعقاب ذلك بحل السرية وتنحية قائدها عن منصبه
التعليقات