اعتدال سلامه من برلين: لا تريد برلين التعليق على اعتراض الحكومة السودانية الشديد حيال موقف ألمانيا وبريطانيا من الوضع في إقليم دارفورواستدعائها لهذا الغرض القائمين بأعمال سفارتي البلدين في الخرطوم ومطالبة نجيب الخير عبد الوهاب وزير الدولة للشؤون الخارجية برلين التخفيف من موقفها العدائي من بلاده ، فحكومة الخرطوم تبذل الجهد من أجل نشر الأمن والاستقرار في الإقليم. واتهم عبد الوهاب ألمانيا بأنها "تسمح لمتمردين من درفور ممارسة أنشطة عدائية فوق الأراضي الألمانية".

وكما قال مسؤول في وزارة الخارجية اليوم لـ"إيلاف": "تبقى ألمانيا على موقفها من وجوب التزام حكومة الرئيس عمر حسن البشير بما أقر وهو تجريد مليشيات جنجويد من سلاحها والتزامها بواجباتها حيال سكان الإقليم، وهذا ما أكده أمس وزير الخارجية يوشكا فيشر في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل".

وعلمت إيلاف أن الوزير فيشر مر في طريق عودته إلى لندن وأجرى في هذا الصدد محادثات مع المسؤولين البريطانيين، خاصة ما يتعلق بعزم واشنطن تقديم مسودة عقوبات ضد السودان حتى نهاية هذا الأسبوع مع منحه مهلة ثلاثين يوما إبداء من صدوره للتنفيذ ما يملى عليه، بعدها يبدأ مفعول الحظر الاقتصادي وله عدة أوجه مثل تقييد حركة السياسيين السودانيين وتجميد أرصدة للسودان في المصارف الخارجية.

وكان سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة غونتر بلوغر قد أكد على وجوب إظهار الخرطوم حسن النية وتوفير براهين لذلك وإيقاف الغارات الجوية التي تشنها وإنهاء مساندة مليشيات جنجدويد. وكما قال" إذا أرادت فعلا القيام بخطوة فلماذا لا توقف غاراتها، فهذا أمر سهل جدا؟ وكما يبدو لا تريد القيام بشيء لذا علينا مع الأميركيين اتخاذ إجراءات تشعرها بالألم".

وبغض النظر عن الضغوطات الدولية أبرمت حكومة السودان عقودا مع شركات وطنية وأجنبية لاستخدام النفط من حقول في وسط وجنوب السودان بقيمة1.7 مليار دولار، فحسب معلومات سودانية وقع اتحاد شركات Petrodar عقودا مع شركات من فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وماليزيا والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى شركات سودانية لبناء خطوط نفط طولها 1460 كلم وميناء تصدير على البحر الأحمر.