عبدالله زقوت من غزة: تتواصل معاناة الآلاف من الفلسطينيين القابعين عند نقطة معبر رفح الحدودي المنفذ الوحيد الذي يفصل الأراضي الفلسطينية والمصرية، لليوم الحادي عشر على التوالي ، حيث يقبع أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني على الجانب المصري من المعبر بعد إغلاق إسرائيل المعبر منذ أكثر من عشرة أيام .

و اعتبر مسؤول أمني فلسطيني، أن هذا الإجراء الذي تتخذه إسرائيل يأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي الذي تتخذه إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، مشيراً إلى أن هذا الإغلاق عادة ما يتكرر تحت حجج و ذرائع إسرائيلية مشتركة .
و يتبع المعبر الحدودي الذي يعد المنفذ الوحيد للفلسطينيين في قطاع غزة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي بصورة كاملة .

و في ساحة منفذ رفح الحدودي على الجانب المصري يتجمع الآلاف من الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل بعد عودتهم من السفر إلى مصر أو غيرها من الدول الأخرى ، ومنهم الأطفال ، و الشيوخ ، و النساء ، و المرضى الذين كانوا في طريق عودتهم من رحلة العلاج خارج فلسطين ، أو الفلسطينيين المغتربين العائدين إلى قطاع غزة لزيارة ذويهم في العطلة الصيفية .

و لهذا الغرض أقامت جمعية الهلال الأحمر المصري خيام جماعية للالاف من الفلسطينيين الذين يتواجدون هناك ، لكنها لا تفي بحاجة هؤلاء الذين يتزايد عددهم ووضع المأساوي من يوم لآخر .

وتحدثت فاتن من داخل منفذ رفح ، قائلة " أن الأوضاع في المعبر مزرية جداً ، والأطفال ، والنساء و الشيوخ في حالة يرثى لها " ، أوضحت فاتن التي تقبع على المنفذ الحدودي منذ خمسة أيام برفقة والدتها و شقيقتها بعد عودتهم من رحلة علاج ، في اتصال هاتفي مع "إيلاف"، أن هناك حالات مرضية كثيرة عادت من الخارج بعد علاجها ، و تواجه أوضاعا مأساوية للغاية .
وطالب محمد من غزة، كافة المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة التدخل من أجل إعادة فتح منفذ رفح الحدودي حتى يتمكن الناس من العودة إلى ذويهم ، وأشار لـ " إيلاف " أن عائلته التي عادت من إحدى الدول الخليجية لقضاء العطلة الصيفية في غزة ما زالت موجودة هناك منذ أسبوع .

وتزعم إسرائيل أن إغلاقها للمعبر الحدودي منذ الثامن عشر من يوليو (تموز) الحالي، يأتي رداً على سلسلة من التحذيرات الأمنية التي وصلت إلى الأجهزة الاستخبارية في إسرائيل ، بنية تنظيمات فلسطينية تنفيذ هجمات فدائية ضد الجيش الاسرائيلي الموجود هناك، غير أن مصادر أمنية فلسطينية تنفي مثل هذه الادعاءات التي من شأنها أن تفاقم أزمة الفلسطينيين الموجودين في المعبر .

وكانت إسرائيل قد تقدمت باقتراح للجانب الفلسطيني يقضي بالسماح للفلسطينيين بدخول الأراضي الفلسطينية من ناحية معبر نيساتا القريب من منطقة كيسوفيم جنوب قطاع غزة ، غير أن الجانب الفلسطيني رفض معللاً أن الجيش الاسرائيلي اشترط بعودة 200 فلسطيني يومياً، وطالب إسرائيل بعودة جميع المسافرين ، وليس عدد منهم ، كون هناك الكثير من الفلسطينيين المرضى.

و لم يتوقف هذا الحد من المعاناة ، بل تعداه منع الفلسطينيين في الفئة العمرية من 15-35 من السفر خارج قطاع غزة عبر معبر رفح ، مما حرم الكثير من المرضى من الحصول على فرصة لعلاجهم في الخارج ، وكذلك مع الطلاب الذين يتلقوا تعليمهم العالي في الجامعات المصرية والأجنبية من استكمال تعليمهم الجامعي .