جماعة مسلحة تهدد المصالح الاردنية في العراق
حركة سياسية تتهم المؤتمرالموسع بتكريس للاحتلال

أسامة مهدي من لندن: هددت جماعة عراقية مسلحة بقطع الطريق الدولي الرابط بين الاردن والعراق ومهاجمة سيارات النقل ورجال الاعمال الاردنيين ما لم يكف الاردن عن التعاون مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق في حين اتهمت حركة سياسية المؤتمرالوطني الموسع الذي تأجل الى السبت المقبل بمحاولة تكريس الاحتلال والاخلال بمصالح العراق وتهديد استقلاله ووحده أراضيه بينما اقر رئيس لجنته التحضيرية فؤاد معصوم بحصول مخالفات في انتخابات اعضائه.

واظهر شريط متلفز لمجموعة لم تكن معروفة من قبل تطلق على نفسها اسم جماعة الموت وهي تهدد فيه بقطع الطريق السريع في وجه الشاحنات الاردنية في ظرف ثلاثة ايام وهوالطريق السريع الذي يربط بين بغداد وعمان شريان والذي يعتبرحيويا للواردات والامدادات الى العراق .

وقال واحد من الرجال الاربعة الملثمين في الشريط وهو يقرأ بيانا فيما كان اخر يحمل قاذفا صاروخيا ان "المصالح والشركات ورجال الاعمال والافراد في الاردن يعتبرون اهدافا" وستعامل هذه الاهداف مثلها مثل الاهداف الامريكية . واضاف ان الطريق بين العراق والاردن سيغلق امام الشاحنات الاردنية التي تحمل بضائع الى العراق باستثناء سيارات النقل التي تحمل مواد غذائية وطبية. وحدد الملثم مهلة مدتها 72 ساعة ابتداء من الساعة الواحدة من بعد الظهر بتوقيت بغداد "التاسعة بتوقيت غرينتش " من اليوم الثلاثاء.

وفي وقت اعلن فؤاد معصوم رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الموسع الذي سيضم الف عضو تأجيله من الخميس الى السبت اتهمت حركة الكفاح الشعبي السياسية العراقية المؤتمر بتكريس الاحتلال وتهديد سيادة ووحدة العراق .

وقال معصوم في مؤتمرصحافي في بغداد اليوم ان المؤتمر الوطني الموسع سيبدأ اعماله في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي لمراقبة عمل الحكومة واقرارالموازنة بانتظار الانتخابات العامة التي ستجري قبل نهاية كانون الثاني (يناير) عام 2005.

واشار معصوم الى ان "الدعوة للمشاركة في المؤتمر تشمل حركة رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر برغم انها قاطعت الاحد الاجتماع الذي عقد في النجف لانتخاب مندوبيها في المؤتمر . واضاف معصوم "ان الامم المتحدة دعت الى ارجاء المؤتمر لتكون الاستعدادات افضل" وقال "اننا نولي اعتبارا كبيرا لدور الامم المتحدة لكننا وجدنا انفسنا في احراج ذي طبيعة قانونية لان القانون الانتقالي للبلاد ينص على ان المؤتمر يجب ان ينعقد في تموز(يوليو) الحالي ".

وسيكون للمؤتمر الوطني الذي يراد منه ان يكون ممثلا لجميع فئات العراقيين وسيجمع الف مندوب دور اساسي في اختيار"المجلس الوطني الانتقالي" الذي سيقوم مقام البرلمان ويضم مائة عضو ستكون من صلاحياته المصادقة على ميزانية العام المقبل 2005 وسيكون قادرا على معارضة القرارات الحكومية باغلبية الثلثين وان يسائل الوزراء ويقدم استشارات حول تنظيم الانتخابات العامة .

ونفى معصوم الاتهامات بان اخطاء كبيرة شابت عملية اختيار المندوبين في المحافظات الثمان عشرة وقال انه اذا وقعت مشاكل "فلا اعتقد انها مهمة الى حد الطعن في مصداقية العملية ".

وفي المقابل قاطعت احزاب قومية ودينية المؤتمر لرفضها رعاية الحكومة له في حين استثنت اللجنة التحضيرية له حوالي 50 حزبا من حضوره بحجة انها لاتملك قواعد شعبية تؤهلها للمشاركة .

وفي بيان لها ارسل الى " ايلاف " من بغداد اليوم اتهمت حركة الكفاح الشعبي المؤتمر بالسعي لتكريس الاحتلال وتهديد امن واستقلال ووحدة العراق .
وقالت ان هذا المؤتمر لا يمثل إلا خطوة فعلية في اتجاه تكريس واقع الاحتلال، وإضفاء شرعية عراقية على مخطط الإحتلال وبرامجه وعلى كل ما تمخض عنه من نتائج، وفرض هيكل سياسي معين منسجم مع استراتيجية الاحتلال، وفرض شخصيات متحالفة مع الإدارة الأمريكية وإناطة القرار السياسي العراقي بها. إن انعقاد المؤتمر وفي أفضل حالاته ليس إلا عملية شكلية ستنجم عن نموذج غير ديمقراطي مزيف وشاذ، وعن مؤسسات صورية تحركها الإدارة الأمريكية عبر سفارتها في بغداد.

وفيما يلي نص البيان :

بيان حركة الكفاح الشعبي
حول المؤتمر اللاوطني واللاشرعي الذي سيعقده الإحتلال وأعوانه

لقد سبق لحركتنا وأن أكدت في بيانها السياسي بأن الإحتلال الأنكلو أمريكي الصهيوني هو الأكثر خطورة على مصالح العراق وسيادته ومستقبل أجياله القادمة لكونه يهدف إلى تغيير هويته الوطنية والقومية وتغيير حدوده الإقليمية. وكشفت تجربة الإحتلال البغيض خلال الأشهر المنصرمة أهدافه الحقيقية المنصبة على تعزيز هيمنة الإحتكارات الأمريكية على منابع النفط العراقية بالإضافة إلى تأمين متطلبات الأمن الإسرائيلي وصولا إلى تحقيق أهداف المشروع الصهيوني في خلق إسرائيل الكبرى بحدودها التوراتية والذي يتطلب إنجازه على إخراج العراق من معادلة الصراع العربي الصهيوني والقضاء التام على دولة العراق الذي شكلت قدراته العسكرية والبشرية خطراً حقيقياً على الأطماع الصهيونية.

ولم يكن هدف تغيير الهوية الوطنية لشعب العراق كشرط أساس لتغيير الخارطة السياسية للمنطقة مجرد هدف نضري من أهداف الأجندة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية وبرامجها، وإنما هدفا مركزيا سعت الإدارة الأمريكية ومنذ الأيام الأولى لاستباحتها أرض العراق لتحقيقه من خلال تطبيق برنامج تغيير الهوية الوطنية وفرض مفردات وممارسات هجينة على الخارطة السياسية للعراق من خلال تسويقها للمعايير الطائفية والعرقية الشاذة التي انعكست وبشكل واضح في الأسس التي اتبعت في اختيار أعضاء مجلس الحكم الانتقالي وتشكيل حكومة علاوي المصطنعة المرفوضة من قبل شعب العراق وقواه الوطنية الحقيقية.

ولا يختلف الهدف من تنظيم ما يطلق عليه، زوراً، المؤتمر الوطني وما سيتمخض عنه من نتائج عن أهداف الاحتلال. فهذا المؤتمر لا يمثل إلا خطوة فعلية في اتجاه تكريس واقع الاحتلال، وإضفاء شرعية عراقية على مخطط الإحتلال وبرامجه وعلى كل ما تمخض عنه من نتائج، وفرض هيكل سياسي معين منسجم مع استراتيجية الاحتلال، وفرض شخصيات متحالفة مع الإدارة الأمريكية وإناطة القرار السياسي العراقي بها. إن انعقاد المؤتمر وفي أفضل حالاته ليس إلا عملية شكلية ستنجم عن نموذج غير ديمقراطي مزيف وشاذ، وعن مؤسسات صورية تحركها الإدارة الأمريكية عبر سفارتها في بغداد.

إن المؤتمر وبالرغم من المحاولات اليائسة لمنحه الشرعية الوطنية وتصويره مؤتمرا جامعا وشاملا لجميع القوى السياسية العراقية، إلا أن الحقيقة تبقى أن المؤتمر لا يملك أي مقوم من مقومات الشرعية الوطنية
وانه مجرد تجمع برتوكولي لقوى متحالفة مع سلطة الاحتلال وحركات سياسية وأحزاب محلية هامشية، إرتضت لنفسها أن تكون جزءً من اللعبة من أجل تحقيق مكاسب ذاتية على حساب مصلحة الشعب العراقي.
فالأحزاب والقوى الحقيقية ذات النهج الوطني والممثلة لشرائح الشعب قد رفضت بشكل قاطع المساهمة في مؤتمر تفتيت العراق.

إن حركة الكفاح الشعبي في الوقت الذي تدين انعقاد هذا المؤتمر، فإننا نحذر الإخوة العراقيين الواقعين تحت تأثيرات الحملة الإعلامية المروجة له من مغبة المشاركة فيه ودعمه وقبول نتائجه لكونه مؤتمرا مخلا بمصالح العراق ومهددا لاستقلاله ووحده أراضيه.

إن إيجاد الحلول للتحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهها شعبنا المحتل، وتحديد أطره السياسية ولا سيما تحديد نظام الدولة العراقية، لن يتم توفيرها وتحديدها من قبل مؤتمر ومؤتمرين يحضون بمباركة ودعم الإدارة الأمريكية وحريصين على تحقيق إنجاح مشروع احتلال العراق بزعامة قوى عميلة يرتبط مصيرها بديمومة الاحتلال وبقاء القوات الأجنبية في ارض العراق. كما أن مستقبل العراق لن يحدد سماته ومساره لجان يترأسها فؤاد معصوم وأمثاله المعروفين بارتمائهم في أحضان القوى المعادية للعراق وللأمة العربية، بل ستحددها الإرادة الجماعية لشعب العراق وقواه الوطنية الرافضة للاحتلال.

إننا إذ نذكر بالمنطلقات والثوابت المبدئية الواردة في البيان السياسي لحركتنا، فإننا نؤكد بان حل ألازمة العراقية لن يتحقق على حساب مصالح شعبنا، بل يتم من خلال تحقيق الأهداف المرحلية التالية:

1.الإنهاء الفوري واللامشروط للاحتلال وجلاء القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى المتواجدة على ارض العراق وإنهاء كافة الآثار السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة عنه.
2.تحميل الإدارة الأمريكية والقوى التي دخلت العراق على ظهر الدبابات الامريكية وكذلك العناصر المحلية المتحالفة معها المسؤولية السياسية والمادية والقانونية والأخلاقية للخسائر الناجمة عن الاحتلال، وكذلك متابعة وملاحقة المسئولين عنها والمطالبة بإقرار التعويضات عن كل ما لحق بالعراق وشعبه من خراب ودمار وتقتيل وأذى.
3.الإصرار على أن مسؤولية قرار تحديد مستقبل العراق تنحصر في أبناء شعبه والقوى الوطنية الحقيقة المنبثقة عنه، وأن صيغة الإطار السياسي للعراق يجب تحديدها عن طريق صناديق الاقتراع بعد اندحار الاحتلال البغيض وتصفية آثاره، ومن خلال المشاركة الشعبية التي تؤدي إلى قيام ديمقراطية حقيقية ترتكز على التعددية السياسية وتقوم على تعزيز روح المواطنة ورفض سياسات الإقصاء والإنتقام، وتتيح للعراقيين فرصة انتخاب حكومتهم ومنحها الشرعية الوطنية المطلوبة، وعلى نحو يتيح لها وحدها دون أية مؤثرات أو إملاءات خارجية، من الحفاظ على حقوق الشعب العراقي وبناء دولته الحرة المستقرة.

إن القوى السياسية الوطنية التي لم تتلوث أياديها بالتعاون مع قوى الاحتلال هي الوحيدة القادرة على تولي مسئولية إدارة العراق بالتعاون مع أبنائه الغيارى بمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم من اجل بناء عراق حر ديمقراطي موحد على أسس سليمة ووفق ثوابت وطنية وبعيدا عن قوى الاحتلال وقوى الشر والعمالة التي رهنت مصيرها بالقوى الأجنبية الطامعة بثروات العراق والراغبة في السيطرة عليه وعلى مقدراته لتحقيق غاياتهم ومصالحهم المتقاطعة مع مصالح شعب العراق.

إننا ندعو جماهير شعبنا إلى رفض هذا المؤتمر الهزيل ومقاطعته، وندعوها للالتفاف حول القوى السياسية المناهضة للاحتلال ونطالبها بتقديم كافة سبل الإسناد والدعم للمقاومة العراقية الباسلة، كما وندعوها إلى الاستمرار في التعبير عن رفضها القاطع لمشروع الاحتلال وللحكومة المصطنعة باستخدام كافة الوسائل المشروعة والمتاحة.

إن الشعب العراقي بكل فئاته وأطيافه وقواه الوطنية مطالبون بالتمسك بحقوقهم في رد هذه الجريمة، جريمة الغزو والاحتلال وكل ما نجم عنها بعد ثبوت زيف مبررات الحرب، والتمسك بتقديم مرتكبي الجريمة للعدالة والمطالبة بالتعويضات العادلة للعراق. كما وان على جميع الأحزاب والقوى السياسية والدينية والفكرية والإعلامية الخيرة في العراق والوطن العربي والعالم الإسلامي دعوة الهيئات الدولية والمجالس البرلمانية في كل أرجاء العالم من أجل دعم مطالب الشعب العراقي في الرحيل الفوري للقوات الأجنبية من العراق.

إضافة لذلك، فإننا نكرر دعوتنا لجميع القوة السياسية الوطنية وكل الهيئات العراقية المخلصة بالتحرك الفوري لتشكيل جبهة وطنية لمجابهة الاحتلال، وإن حركتنا على استعداد تام للعمل من جميع الشرفاء وكافة القوى الوطنية الرافضة للاحتلال من اجل تامين قيام الجبهة ودعم المقاومة الوطنية وتحرير شعبنا من قيود الاحتلال البغيض.

عاش العراق حرًا أبيًا موحدًا ووطناً لكل العراقيين والعرب الشرفاء.

حركة الكفاح الشعبي
الأمانة العامة – مكتب الإعلام
بغداد ـ أواخر تموز 2004

[email protected]