غزة: اندلعت ازمة لا سابق لها بين السلطة الفلسطينية والمبعوث الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن الذي اعلن شخصية غير مرغوب فيها في الاراضي المحتلة بعد ان وجه انتقادات حادة الى رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.
وعلى الفور اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان دعمه للارسن احد ابرز مهندسي اتفاقات الحكم الذاتي التي وقعت في 1993 بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
واكد السفير الفلسطيني في الامم المتحدة ناصر القدوة ليل الاربعاء الخميس ان اي قرار رسمي لم يتخذ ضد لارسن. وقال للصحافيين "نحن لا نبعد احدا (...) ولم يتخذ اي قرار في هذا الصدد".
وكان كبير مستشاري عرفات، نبيل ابو ردينة صرح ان تصريحات لارسن في مجلس الامن "منحازة ولا قيمة لها". واضاف ان لارسن بات "شخصا غير مرغوب فيه في الاراضي الفلسطينية".
ودعا ابو ردينة انان الى "التحقيق في تصرفات مندوبه والمطلوب من الامم المتحدة ارسال مندوبين محايدين".
من جهتها، اعلنت كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح منع المبعوث الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط من دخول الاراضي الفلسطينية اثر انتقاداته للرئيس ياسر عرفات ونعتته ب"المرتزق".
وقالت كتائب الاقصى في بيان ان "التقرير الظالم الذي عرضه المرتزق تيري رود لارسن (...) كان مجافيا لحركة التاريخ وحقائقه الساطعة في تحميل الفلسطينيين وعلى راسهم الرمز ابو عمار مسؤولية التدهور الحاصل".
واضافت ان لارسن "تجاوز حدود الحياد المقبول سياسيا واخلاقيا (...) ونحن نحظر عليه دخول المناطق الفلسطينية ايا كانت حاجته ومبرراته".
ودعا البيان الامين العام للامم المتحدة الى "اقالة هذا المرتزق المتآمر الذي يلتقي تقريره المشوه مع الاعلام الاسرائيلي وما تبثه بعض فئات الارتزاق الفلسطيني المتآمرة".
من جهته، عبر القدوة عن الامل في ان "يجد الامين العام حلا وسنناقش الامكانيات معه".
وجاء هذه الانتقادات ضد لارسن بعد ان رأى الثلاثاء في مجلس الامن الدولي ان الوضع في الاراضي الفلسطينية يتجه تدريجيا الى الفوضى متهما عرفات بانه لا يملك الارادة السياسية لاصلاح الحكومة.
وقال لارسن في تقريره الشهري الى مجلس الامن ان "شلل السلطة الفلسطينية اصبح ظاهرا بوضوح (...) وتدهور النظام في المناطق الفلسطينية يتفاقم تدريجيا".
واضاف ان "انهيار السلطة هذا لا يمكن ان يكون سببه فقط عمليات التوغل والعمليات الاسرائيلية في المدن الفلسطينية فالسلطة الفلسطينية تعاني من صعوبة حقيقية وهناك خطر حقيقي بانهيارها".
واكد لارسن ان عرفات لم يعط الا "دعما رمزيا وجزئيا" للجهود المصرية الهادفة الى اصلاح الاجهزة الامنية الفلسطينية" وفق ما تنص عليه "خارطة الطريق"، خطة السلام الدولية التي وضعتها اللجنة الرباعية لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وكان هذا التصريح اثار ردا عنيفا من المندوب الفلسطيني في الامم المتحدة بينما لقي ترحيب البعثة الاسرائيلية. واعترف القدوة الثلاثاء بان السلطة الفلسطينية تواجه "مشاكل جدية. الا انني اقول انها نتيجة مباشرة لسياسة اسرائيل واعمالها".
وعبر انان عن "ثقته" و"دعمه التام" للارسن. وقال في بيان ان رود لارسن "يتحدث باسمه بصفته المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط والممثل الشخصي للامين العام" للامم المتحدة.
واشار انان الى "اجماع في اللجنة الرباعية على ضرورة ان تبدأ السلطة الفلسطينية عملية اصلاحات بمنحها خصوصا سلطات كاملة الى رئيس الوزراء"، مؤكدا في الوقت نفسه انه "على الحكومة الاسرائيلية ازالة المستوطنات العشوائية وتجميد نشاطاتها الاستيطانية".
من جهة اخرى، اعلنت الامم المتحدة ان قافلة تابعة لها تحمل مساعدات انسانية الى بيت حانون شمال قطاع غزة حيث ينتشر الجيش الاسرائيلي، تعرضت لاطلاق نيران اسرائيلية دون سقوط جرحى.
وكان مدير وكالة الام المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بيتر هانسن في القافلة في المنطقة التي ينشط فيها الجيش الاسرائيلي منذ نهاية الشهر الماضي.
واوضح مسؤول في الامم المتحدة رفض الكشف عن هويته لوكالة فرنس برس ان "16 شاحنة تابعة لمنظمة الامم المتحدة تحمل 400 طن من المواد الاولية الى حوالى عشرين الف مواطن في بيت حانون تعرضت لاطلاق نار".
واضاف "لا نعرف ما اذا كنا هدف هذه الطلقات بسبب وجود فلسطينيين من بيت حانون في المنطقة، ولكننا اجبرنا على الاختباء في احد المنازل لمدة ساعة".
وفي اسرائيل، دعا رئيس الوزراء ارييل شارون الحزب المتشدد، الجبهة الموحدة للتوراة التي تشغل خمسة مقاعد (من اصل 120) في البرلمان الى الانضمام الى حكومته في اطار المناورات التي بدأها لضمان اغلبية في الكنيست من اجل خطته للانسحاب من غزة.
كما دعا شارون زعيم حزب العمل المعارض شيمون بيريز الى بدء مفاوضات الاحد لدخول هذا الحزب الى الحكومة.