أميمة أحمد من الجزائر: تسببت قضية الصحراء الغربية في أزمة دبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا في ختام زيارة رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيز ثباترو للجزائر، إذ أوضح موقف بلاده لحل النزاع في الصحراء الغربية باتفاق الأطراف المعنية بالنزاع ، تضفي عليه الأمم المتحدة الشرعية، وهو نقيض موقف الجزائر الذي أكده وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم بقوله إن حل النزاع في الصحراء الغربية يبقى داخل الأمم المتحدة فقط .

فلم يكن متوقعا حدوث أزمة دبلوماسية بين الجزائر وأسبانيا، خاصة وأنه من المعروف أن محور الجزائر- مدريد كان مساندا لجبهة البوليساريو في نزاعها مع المغرب على الصحراء الغربية ، يقابله محور باريس – الرباط المساند المغرب . لكن الظروف الدولية تغيرت، واتفق قطبا التحالف، فرنسا وأسبانيا على فتح حوار مباشر بين الجزائر والمغرب لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية، وهذا ما ترفضه الجزائر ، على أساس أنها لا تعتبر نفسها طرفا في النزاع القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو، وأنها ليست بحاجة لوسطاء للحوار مع المغرب، فالعلاقات وطيدة ، وهناك تبادل مرتقب للزيارات بين مسؤولي البلدين الجزائر والمغرب.

لكن ما أثـار حفيظة الجزائر، هي تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغز ثباتيرو في مؤتمر صحافي ، عقده في ختام زيارته للجزائر،التي قال فيها إن إسبانيا تدعـم ما وصفه بـ"مخطط الاتفاق" ويعني أن تتفق الأطراف المعنية بقضية الصحراء الغربية، وحددها بالشعب الصحراوي دون ذكر جبهة البوليساريو، والمغرب، وفرنسا، وإسبانيا، والجزائر إن قبلت لبلورة حل معقول ونهائي، تباركه الأمم المتحدة بإضفاء الشرعية الدولية عليه.

وفي أعقاب انتهاء المؤتمر الصحافي لثباتيرو، عقد وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم مؤتمرا صحافيا ، أكد فيه رفض الجزائر المشاركة في قمة رباعية حول الصحراء الغربية، و"إنما نشارك إذا كان الأمر يتعلق بعلاقات الجوار، وإذا تم بحث قضية الصحراء الغربية سنترك مقعدنا لجبهة البوليساريو، فلسنا أوصياء عليهم، وقدر كررنا لإسبانيا ما قلناه لفرنسا.

وردا على المقترحات الإسبانية، القريبة من الفرنسية ، قال بلخادم: "إنني لا أعلق على مواقف الدول الأخرى، إن مسار الأمم المتحدة نحن متفقون على أن يبقى مسار القضية الصحراوية، في الأمم المتحدة لا غير ، أي ألا ينتقل لا إلى الحوار الأوروبي المتوسطي ، ولا إلى المغرب العربي، ولا إلى الجامعة العربية، ولا إلى منظمة الدول الإسلامية، وأن يبقى مسار القضية الصحراوية في الأمم المتحدة فقط".

ويرى المحللون السياسيون أن تقارب الموقفين الإسباني والفرنسي يأتي في سياق ضغوط تمارس على الجزائر لتتراجع عن موقفها إزاء الصحراء الغربية التي ترى حلها وفق الشرعية الدولية .

ويذكر أن قضية الصحراء الغربية تسببت في توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، وانعكس الأمر على اتحاد المغرب العربي، إذ جمد المغرب عضويته فيه ، وفشل قادة الاتحاد في عقد اجتماع منذ قمة تونس عام 1994 .