نصر المجالي من لندن: احتفلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية الزميلة "بترا" بذكرى إنشائها الخامسة والثلاثين اليوم، تزامنا مع صدور قرار من مجلس الوزراء لنظام الوكالة للعام 2004 الذي يعتبر نقلة نوعية في تاريخها مبشرة بمرحلة جديدة من الاستقلالية المهنية والإدارية.

وفي السنوات الماضية استطاعت الوكالة التي انطلقت من غرفة واحدة في دائرة المطبوعات والنشر في العام 1969 أن تحقق الكثير وفقا للرؤية الملكية التي ارادت للأردن إعلاما حرا ومسؤولا ومستقلا سقفه السماء، عبر أخبار وتحليلات ومتابعات وتحقيقات محلية وخارجية وخدمة مصورة سريعة.

وقال الزميل فيصل الشبول المدير العام لوكالة الأنباء الأردنية أن الوكالة كانت ومنذ صدور الارادة الملكية بتأسيسها في السادس عشر من تموز من عام 1969 وما زالت مصدرا للخبر الذي تثق به جميع وسائل الإعلام المحلية المرئية والمقروءة والمسموعة لما يتمتع به من دقة تعنى بالرأي والرأي الآخر بكل أمانة وموضوعية لتنقل الصورة الحقيقية للرأي العام.

وأضاف الشبول أن بترا من خلال نهجها المهني المتخصص تشرفت بحمل المسوءولية في الميدان وعلى طاولة التحرير من خلال الخبر الصادق والتقرير والتحقيق الجريء شاملة بتغطيتها الإخبارية كامل الوطن من خلال 133 صحفيا، إضافة إلى 21 مراسلا يعملون في عدد من العواصم العربية والعالمية وبتعاون وتنسيق وفق احدث التقنيات بانجاز ملحوظ سماته السرعة والدقة والشمولية.

وقال الزميل الشبول انه ووفقا للنظام الجديد فان الوكالة ستدار ولأول مرة من قبل مجلس الوكالة الذي يتألف من رئيس وستة أعضاء يتم تعيينهم من قبل مجلس الوزراء بناء على تنسيب من رئيس الوزراء ويكون المدير العام نائبا للرئيس، موضحا أن الوكالة تضم حاليا سبع مديريات هي الأخبار والتحرير والتحقيقات الصحافية والشؤون الاقتصادية والإنترنت والمعلومات والشؤون الفنية ومديرية الشؤون المالية والإدارية.

وبموجب النظام الجديد للوكالة سيصبح عدد المديريات تسع مديريات إضافة غلى مكتب قانوني لمواكبة التطور الجديد في تقاضي بدل أنواع محددة من الخدمات التي تقدمها الوكالة حيث أتاح النظام الجديد للوكالة بيع خدماتها للغير مثل مخزونها من المعلومات أو الصور أو الوحدة التلفزيونية وسينفق 50 بالمائة من الريع المتحقق من هذه الخدمات على تدريب وتأهيل وتطوير كادر الوكالة لتبقى قادرة على مواكبة التطورات الإعلامية ومؤهلة للقيام بدورها كإعلام للوطن بأكمله.

وقال الشبول أن عدد العاملين في الوكالة يبلغ 236 موظفا تبلغ نسبة الإناث منهم 15 بالمائة، ورفدت " بترا" طاقم المصورين بأول مصورة صحافية انطلاقا من الإيمان بقدرة المرأة على العمل في المجالات كافة. وأضاف أن بترا، عمدت إلى استخدام احدث الأساليب وأكثرها دقة في زمن القرية الكونية وذلك من خلال القدرة الكبيرة على التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة والاعتماد على شبكة الإنترنت حيث وصل عدد زوار موقع الوكالة الإلكتروني خلال السنتين الماضيتين إلى مليوني زائر شهريا.

يذكر أن وكالة الأنباء الأردنية الرسمية التي شكلت ذراعا مهما للإعلام الرسمي الأردني، حملت اسمها المختصر (بترا) اسم تلك المدينة التاريخية الوردية المحفورة بالصخر في جنوبي الأردن وكانت عاصمة الأنباط في عهد وزير الإعلام الأسبق الدكتور سعيد التل، ملغيا اسمها المختصر السابق (و أ أ) في نهاية السبعينيات الفائتة.

وتعاقب على قيادة بترا عديد من المسؤولين والإعلاميين الأردنيين المخضرمين الذين قادوا في وقت لاحق مؤسسات إعلامية كبيرة وتقلدوا أيضا حقيبة وزارة الإعلام، وكان أول مدير لهده الوكالة الإخبارية الراحل سليم أبو الشعر ثم تولاها من بعده كل من: ملحم التل ومحمد الخطيب وموسى الكيلاني وبطرس صلاح ونصوح المجالي ويوسف أبو ليل ومحمد إبراهيم داوود وجواد مرقة وعبد الله العتوم ثم مديرها العام الحالي ورئيس التحرير، فيصل الشبول.

كما أن الوكالة عاصرت من مخضرمي وزراء الإعلام، قبل إلغاء وزارة الإعلام قبل عام من الزمن، وهم من الذين ساهموا في وضع لبناته الحديثة لعل منهم صلاح أبو زيد والراحل الشريف عبد الحميد شرف ومعن أبو نوار وعدنان ابو عودة ومروان دودين وجواد العناني ومروان المعشر وليلى شرف وإبراهيم عز الدين ومحمد الخطيب ونصوح المجالي وسعيد التل وسمير مطاوع وأيمن المجالي وصالح القلاب وآخرهم نبيل الشريف، سفير الأردن الحالي في المغرب، حيث تم إلغاء الوزارة لصالح المجلس الأعلى للإعلام بناء على رغبة ملكية ويرئسه حاليا الإعلامي والدبلوماسي المخضرم إبراهيم عز الدين.

وفي الأخير، فإن بترا، كانت ولا تزال مصنع تفريخ للصحافيين الأردنيين الذين استفادت من خبراتهم جميع الصحف الأردنية ووسائل الإعلام الداخلية والخارجية من دول الجوار سواء بسواء.