أسامة العيسة من القدس: يواجه اللواء غازي الجبالي قائد الشرطة الفلسطينية الذي أطلق سراحه بعد ساعات من اختطافه اليوم في مخيم البريج بمدينة غزة، اتهامات من أوساط فلسطينية مختلفة وأيضا من السلطات الإسرائيلية.
ويعتبر الجبالي أحد اكثر الشخصيات الأمنية المثيرة للجدل، وأدت أساليب عمل وصفت بالصادمة اتخذها لدى توليه قيادة الشرطة بعد إنشاء السلطة الفلسطينية، إلى إثارة انتقادات عدة تجاهه.
واصطدم الجبالي الذي نشا في مخيم الوحدات قرب العاصمة الأردنية عمان، في بداية عمله مع الوسط الصحافي الفلسطيني، عندما منع الصحف الفلسطينية الصادرة في القدس من دخول قطاع غزة، واتخذ إجراءات اعتبرها الصحفيون (اعتباطية) ونشرت صحيفة القدس أوسع الصحف الفلسطينية رسما كاريكاتير شبهت فيه الجبالي بشخصية (أبو كلبشة) رجل الشرطة في مسلسلات الفنان السوري دريد لحام.
وتعرضت شعبية الجبالي إلى هزة عنيفة في الشارع الفلسطيني عندما وضع جهازه في واجهة الصدام بين السلطة الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، واتهمت قواته بأنها نفذت اقتحامات للمساجد وانتهاك لحرمتها، وفي حين انه اقر باقتحام المساجد إلا انه قال بان ذلك للحفاظ على الأمن وبعد أداء صلاة تحية للمساجد.
وتواصلت الانتقادات عندما أوكل لجهاز الشرطة خصوصا في قطاع غزة مهام قمع تظاهرات وتنفيذ حملات اعتقالات، وأدت تصريحات أدلى بها الجبالي للتلفزيون الإسرائيلي في بداية انتفاضة الأقصى حول المقاومة إلى خروج مظاهرات منددة به في مدينة رام الله ومدن فلسطينية أخرى.
وبالتوازي مع هذه الانتقادات اتخذت سلطات الاحتلال إجراءات بتقييد حركته وعدم السماح له بمغادرة قطاع غزة بدعوى صلته بأعمال مقاومة نفذها أفراد من الشرطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية.
ولم تسمح له سلطات الاحتلال بمغادرة قطاع غزة إلا لمرة واحدة ولعدة أيام إلى رام الله لتقبل العزاء في وفاة والده في منزله الذي بناه في رام الله بعد قيام السلطة الفلسطينية.
وعندما نفذت سلطات الاحتلال لعملية السور الواقي في نيسان (أبريل) 2002 في مدن الضفة الغربية، تحدثت الصحف الإسرائيلية عن اقتحام فيلا الجبالي في رام الله ومصادرة مبالغ كبيرة من المال والمجوهرات، دون أن يسال عنها أو يطالب بها الجبالي، الذي أقصي عن منصبه بقرار من عرفات الذي وفر الدعم له خلال السنوات الماضية، وقال الجبالي بعد إقالته من منصبه بأنه يستعد لترشيح نفسه لمنصب رئيس السلطة.
وبعد اشهر أعيد الجبالي إلى منصبه مثيرا جدلا حول أسباب إقصائه وإعادته إلى منصبه، وتعرض في بداية العام الجاري إلى محاولة اغتيال نفذها مسلحون محسوبون على جهاز الأمن الوقائي.
ونظر للأمر على انه نتيجة الصراع الخفي بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية حول الصلاحيات والنفوذ، حتى اختطافه اليوم من قبل مجموعة مسلحة، وأفلحت جهود بذلها مسؤولون محليون في إطلاق سراحه ليعود إلى عمله مع استمرار الاتهامات الفلسطينية الصاخبة والإسرائيلية الخافتة ضده.