مراد عباس من الجزائر: دعت وزيرة الدفاع الفرنسية، آليو ماري ميشال، اليوم في الجزائر، خلال محاضرة القتها بالمعهد الدبلوماسي، التابع لوزارة الخارجية، الجزائر وفرنسا إلى طي صفحة الماضي، في إشارة إلى فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر التي امتدت إلى أكثر من قرن من الزمن (من العام 1830 إلى 1962) وخلفت مليون ونصف المليون من الشهداء.وذلك لما للتاريخ من ثقل في رسم علاقات البلدين.

ولمحت الوزيرة التي توصف زيارتها إلى الجزائر بالتاريخية، بحيث لم يقم أي وزير دفاع فرنسي بزيارة إليها منذ استقلالها في 5 يوليو-تموز 1962، إلى رفع الحظر عن بيع الجزائر معدات عسكرية يصر المسؤولون الجزائريون على ضرورة الحصول عليها في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب، الذي أصبحت فرنسا هي الأخرى تعاني منه، وقالت إننا عازمون على إقامة شراكة في مجال الدفاع"، وصرحت للصحافيين عقب استقبالها من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم، أنها تناولت "تطوير الشراكة و التعاون بين البلدين في الميدان العسكري سيما التكوين و التجهيز".

وقد سبقت هذه الخطوات الفرنسية المتريثة، خطوات جزائرية لفك هذا الحصار، كما يصفه المسؤولون الجزائريون، لجأت الجزائر إلى الصناعة السوفيتية، السوق التقليدية لها، بعد أن أبرمت صفقة تقدر بنحو ملياري دولار لشراء 25 طائرة حربية من نوع " ميج "من موسكو، وهي الصفقة التي أثارت لعاب مصانع فرنسية وأوربية وحتى أمريكية.

وقد سربت بعض الدوائر الإعلامية الأوروبية خبرا مفاده عن احتمال إجراء صفقة بيع أسلحة بين الجزائر واسبانيا، ونشر تزامنا مع زيارة رئيس الوزراء الأسباني إلى الجزائر، والتي سبقت زيارة آليو ماري بأيام قليلة جدا.
وهو ما يعكس في حقيقة الأمر سباق غير معلن بين هذه المصانع على سوق التسلح في الجزائر، التي تعاني تصدأ اغلب معداتها التي تعود إلى فترة السبعينات وحرب الاستنزاف العربية الإسرائيلية.