*محرر وفا السياسي (الإشاعة صناعة إسرائيلية)
*وفا: نعيش في أمن واستقرار ولا يوجد فلتان أمني
أسامة العيسة من القدس: في الوقت الذي كانت فيه أخبار الانهيار الأمني في قطاع غزة تتصدر نشرات أخبار محطات التلفزة العالمية، كان الإعلام الرسمي الفلسطيني وكأنه لا علاقة له بما يجري.
وإذا كان التلفزيون الفلسطيني تدارك نفسه متأخرا، وأجرى لقاءات تناولت الحدث من خلال استوديوهاته في رام الله التي تتمتع باستقلالية نسبية عن غزة، فإن وكالة وفا الرسمية تجاهلت ما يجري في قطاع غزة بشكل ملحوظ، وحاولت أن تنهج أسلوبا قريبا من وسائل الإعلام الرسمية العربية في تعاملها مع أحداث تجري في منطقتها.
كان ذلك من خلال التحليل السياسي الذي كتبه المحرر السياسي للوكالة تحت عنوان (صناعة الإشاعة مهنة إسرائيلية) الذي اعترف به بوقوع "أحداث مؤسفة في قطاع غزة" وخلال هذا (التحليل) صب المحرر السياسي للوكالة الرسمية غضبه على المبعوث الاممي تيري لارسون متهمًا إياه بأنه، من خلال تقريره الأخير " فتح الباب على اتساعه للإسرائيليين كي يشبعونا شائعات وأخبارًا وقصصًا ملفقةً يضطرب لها الشارع الفلسطيني، المضطرب أساسًا بسبب الاجتياحات الإسرائيلية اليومية".
واضاف المحلل السياسي "...وإنما ما التقطته الأجهزة الإسرائيلية التي تابعت عبر إعلامها حملة نشطة ضد السلطة الوطنية واستقرارها وقدرتها على ضبط الأمور، مصورة الأوضاع في قطاع غزة بشكل خاص على أنها منفلتة وأننا على أبواب حرب أهلية. حسنًا ليس هذا فقط وإنما استمعنا بفيض من الدهشة إلى الإذاعة الإسرائيلية صباح هذا اليوم تعلن عن إعلان حالة الطوارئ وتشديد الحراسة وتكثيفها على هيئة الإذاعة والتلفزيون وعلى وكالة الأنباء الفلسطينية "وفــا"، الأمر الذي اقتضى التنويه والتكذيب لأمرين معاً: الأول لأننا نعيش في أمان واستقرار لا يعكره أحد، والثاني لأننا لا نأكل بعضنا وإذا كان هناك من أحداث جرت خلال اليومين الماضيين فتلك ربما يكون لها تداعياتها التي لا ننصح بتعميمها لأنها تكون بمثابة البلاغ الكاذب وفي أحسن الأحوال بمثابة الوهم الذي على الإسرائيليين أن يقلعوا عنه".
وخاطب المحرر السياسي المواطنين الفلسطينيين ناصحا ومحذرا وموجها، وكتب:
في الوقت نفسه علينا الحذر من الشائعات والأقاويل والأخبار المدسوسة والمسمومة، مثلما أن علينا منح الفرصة لاستتباب الأمن ولحماية المجتمع المدني الفلسطيني الذي يصلب عوده يوماً بعد يوم.
ولن يغادرنا ونحن نفعل ذلك هذا النشاط الدعائي الإسرائيلي المحموم الذي يصورنا في حالة فلتان وانعدام أمن، والذي يروج الأكاذيب التي لا يحتاج تفنيدُها سوى إلى كاميرا ومراسل صحافي يُجري تحقيقاً للفلتان الذي يتحدث عنه الإسرائيليون كما يتحدث عن الانهيار الذي يزعمه لارسن في تصريحاته المثيرة للشبهة من حيث المضمون والتوقيت.
ولا يعرف كم عدد الذين قرأوا التحليل السياسي لوفا من الفلسطينين ومن غيرهم، ولكن ملايين المشاهدين كانوا يتابعون الكاميرات التي تحدث عنها المحرر السياسي والتي كانت فعلا في مواقع الحدث تطارد حالات الغضب "والفلتان الأمني" الذي وصفه الصحافيون بالانهيار الامني.
التعليقات