"إيلاف"من طهران: أعلنت إيران اليوم أن القاهرة دعت كمال خرازي وزير الخارجية الايراني لزيارة مصر، وقال حميد رضا آصفي المتحدث الرسمي باسم الخارجية الايرانية في مؤتمره الصحافي الاسبوعي إن هذه الدعوة تطور نوعي ربما يمهد الى استئناف العلاقات بشكل كامل.

كما رفضت ايران بشكل رسمي أن تكون متورطة في ارسال المخربين والمخدرات الى العراق، وقالت إنها غير ضالعة أبدا في كل هذه الاتهامات. وقال المتحدث باسم الخارجية إن الارهاب والمخدرات وجهان لعملة واحدة موضحا أن تمويل الارهاب يجري في العادة عن طريق المخدرات ، محملا الولايات المتحدة المسؤولية وأوضح أن أميركا ترفض التعاون مع ايران للقضاء على شبكات المخدرات القادمة من أفغانستان.

وقال آصفي " العراق يواجه اليوم حالة خطيرة من الارهاب والتطرف وأمريكا لاتقوم بالتعاون المثمر في هذا المجال معنا وهذا يعني أن الارهاب سيبقى في العراق". وأكد أن ايران غير مسؤولة عن الترويج للمخدرات في العراق الذي قال إنه ازداد " ونحن نلقي اللوم على أمريكا فهي التي عرضت المنطقة لمخاطر كثيرة".

واعلن المسؤول الايراني أن وزارة الخارجية الايرانية ستنظم قريبا ندوة حول العراق وأنها دعت مسؤولين عراقيين لحضورها واصفا العلاقات الاقتصاديةمع العراق بالجيدة مشيرا الى امكانية تطوير التعاون في مجالات الطرق و النفط والاسواق التجارية الحدودية " لكن كل ذلك رهن بالحاجة الى استقرار الوضع الأمني في العراق" وقال " سيكون لدينا دور في اعمار العراق والخارجية ستقيم ندوة لاعمار العراق وجهنا الدعوة للعر اقيين".

وقال آصفي إن بلاده لن تغض الطرف عن مسألة التعويضات من الجانب العراقي بموجب القرار598 الصادر عن مجلس الأمن الدولي واصفا مجرد صدور القرار بانتصار للدبلوماسية الايرانية ولكنه ذكر أن طرح مسألة التعويضات ستكون بعد ايجاد حكومة منتخبة في العراق.

وقال " سنبحث الموضوع ولم ننساه ،ونفكر بمتابعته بعد استقرار الحكومة العراقية المنتحبة".

وحول الملف النووي الايراني ذكر ان المحادثات مع الدول الأوروبية التي جرت مؤخرا على مستوى مدراء عامين في وزارة الخارجية لكل من ايران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ستسأنف قريبا مشددا على سلمية النشاطات النووية الايرانية واستمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمايضمن المصالح الوطنية للجمهورية الاسلامية على حد تعبيره.

كما نفى آصفي شراء ايران قطع غيار تستخدم في أنشطة نووية غير سلمية ووصف التقرير الذي نشر عنه بالمختلق وقال " اعلنا دائما شفافية تعاوننا مع الوكالةالدولية ولانخشى الحظر الاقتصادي الذي تلوح به أميركا" وأضاف " الحظر الاقتصادي على ايران غير مجد وقد مورس سابقا، وان ايران برهنت ان لديها مصادرها ولاتخشى الحظر بسبب الملف النووي" .وأكد آصفي أن المجتمع الدولي لايفضل هذه الطريقة غير السليمة في التعامل مع الدول.وأكد " لسنا قلقين لاننا لانقوم بعمل يتعارض مع التزامنا الدولية مع الوكالة لكننا نؤكد على حقوقنا الشرعية في الحصول على التقنية النووية السلمية ولن نتراجع عنها".

وحول امكانية ايجاد حوار ايراني-أميركي وفقا لما تنشره بعض المراكز الاميركية قال " التقارير الأميركية حول الحوار تثبت ان ايران دولة مهمة لايمكن تجاهلها، و اي دولة تريد الحفاظ على مصالحها في المنطقة عليها التعاون واقامة علاقات مع ايران.. ننتظر خطوات عملية من أمريكا التي تنظر للقضايا بشكل سطحي و يجب ان تتريث لكي نرى موقفا عمليا رسميا،لأن على أمريكا أن تغيير رؤيتها تجاه ايران قبل كل شيء".

وحول تقرير اللجنة الأميركية المكلفة بالتحقيق في أحداث سبتمبر في نيويورك وواشنطن واتهام ايران بالتورط عبر مرور العناصر التي نفذت الهجمات من خلال الأراضي الايرانية قال آصفي " كلما اقتربنا من الحملة الانتخابية الاميركية تزداد هذه الاشاعات" وأضاف "من الطبيعي أن الاميركيين مرتبكون وهم يعانون من ضغوط و لهذه الاسباب يبحثون عن سبل واشاعات لتغطية هزائمهم خصوصا في العراق".

وأوضح " التقرير مملوء بالتناقضات ولايوجد سند يؤيده، وقد دخل مؤخرا مواطن سعودي ايران بشكل غير قانوني وهذا يثبت أن لدينا حدودا واسعة، والامر ايضا مشابه لمايحصل مع الحدود الاميركية المكسيكية" وأكد أن " التقرير معد بتوصيات خاصة للتخطيط لأمر ما".

واتهم آصفي أميركا بأنها لاتستطيع ان تغض النظر ان القاعدة وطالبان هما من صنعها لكنه شدد على أن ايران جادة في مواجهة الارهاب.

وذكر أن السلطات الايرانية فككت تماما عناصر تنظيم القاعدة من الايرانيين قائلا " نعم نحن نحقق مع الايرانيين و مع عناصر القاعدة ،والامر يحتاج الى وقت طويل لبت فيه".

وأما موضوع عناصر من الايرانيين مع القاعدة فقد وصفه بأنه أمني" و يوجد اشخاص متطرفون وهذا امر اعتيادي، وأعلنا سابقا ان هؤلاء بذلوا الجهود لاثارة المشاكل لكن الاستخبارات أحبطت نشاطاتهم".

وبشأن محاكمة المتهم بقتل المصور الصحافية الكندية الايرانية الأصل زهرة كاظمي وقد عقدت جلستها الثانية اليوم الأحد رفض آصفي تدخلا اجنبيا وقال " لانقبل بمايقوله الكنديون وهم استعجلوا واصدروا احكاما مستعجلة حين هددوا باستدعء سفيرهم من طهران، لأن ايران تضمن محاكمة عادلة ونصر على ان تكون المحكمة شفافة وعلنية".

واشار الى تصريح الناطق الرسمي الحكومي الكندي حول تعليق استدعاء السفير الكندي وقال " رأوا ان المحكمة علنية ولذلك علقوا القرار، وهذه الامور لاتؤثر على ايران التي تتخذ قراراتها باستقلالية".
وأضاف "لم نسمح بحضور المراقبين وعارضنا ونعارض ذلك والمهم ان المحكمة تخص ايرانيين متهم وضحية، وهي قبل ان تكون مسؤولة تجاه دولة اجنبية فهي مسؤولةامام مواطنيها".