"إيلاف" من لندن: تفاعلت حكاية شراء الحاكم الليبي العقيد معمر القذافي لنادي "كريستال بالاس" لكرة القدم وهو من الأندية الممتازة على أكثر من صعيد شعبي وإعلامي وسياسي، وقال الجمهور البريطاني حسب ما نقلت الصحف البريطانية اليوم في تقارير مطولة "أنه لا يمكن السماح لأموال مضرجة بالدماء أن تخترق الساحة البريطانية من ساحات كرة القدم".

وفي استطلاعات ولقاءات نشرتها الصحف البريطانية اليوم على صدر صفحاتها الأولى وكذلك عبر تقارير مطولة في الصفحات الداخلية، فإن جمهور كرة القدم البريطاني أعرب عن رفضه التام لامتلاك العقيد القذافي لواحد من المعالم التاريخية وليس الرياضية فحسب في بريطانيا.

وكانت المعلومات التي نشرت أمس، أشارت إلى أن الرئيس الليبي من خلال شركة الإستثمارت العربية الليبية التي يملكها هو وأولاده، قدم عرضا لشراء نادي كريستال بالاس لكرة القدم، منضما بذلك إلى مليارديرات مثل المصري محمد الفايد مالك محال هارودز الشهيرة الذي يمتلك راهنا نادي فولهام والملياردير الروسي الهارب من وجه العدالة رومان إبراهيموفيتش الذي يمتلك نادي تشيلسي وهو النادي المفضل للنخبة الأرستقراطية في إنجلترا.

وقالت مصادر بريطانية اليوم في تحليل لها أن العقيد القذافي وأسرته في محاولتهم اقتحام عالم كرة القدم الإنجليزية "فإن أهدافهم ليست رياضية بقدر ما هي سياسية بالدرجة الأولى".

وأضافت المعلومات أن العقيد القذافي عازم على شراء نادي كريستال بالاس لكرة القدم من خلال نجله الساعدي، وهو ليس غريبا عن عالم الرياضة وكرة القدم، حيث سبق له أن حقق صفقة لشراء 7 بالمائة من اسهم نادي يوفينتوس الإيطالي الشهير لكرة القدم، حيث استثمرت الشركة الليبية العربية مبلغ 14 مليون جنيه إسترليني في تلك المساهمة.

يذكر أنه من قبل الساعدي، فإن الشقيق سيف الإسلام النجل الأكبر للعقيد القذافي حاز على ترحيب من المجتمع السياسي والإعلامي والأكاديمي البريطاني ، حيث في حين تسجيله لدراسة الماجستير حول الدولة العالمية في كلية لندن للدراسات الشرقية والإفريقية، قاد مسيرة للحوار بين جهازي الاستخبارات الليبية والبريطانية، وهي قادت في نهاية المطاف إلى إعلان طرابلس عن التخلي عن برنامج أسلحة الدمار الشامل.

وحازت الخطوة الليبية بتقدير من جانب القيادة البريطانية، حيث أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير غامر بزيارة العقيد القذافي في منتجعه بخيمته الصحراوية رغم رفض كثيرين للزيارة، إلا بعد أن يتم "تنظيف ملف العقيد الدموي والإرهابي".

وفي عرف مصادر بريطانية، فإن ملف العقيد معمر القذافي الذي تدرب في الستينيات في معهد بريطاني عسكري بريطاني حين كان ملازما صغيرا في الجيش الليبي في العهد الملكي، ينقصه الكثير من التحقيق لمنحه البراءة التامة"، إذ لا تزال بعض القضايا عالقة بين لندن وطرابلس في شأن "مسؤولية مقتل الشرطة إيفون فلايتشر في العام 1984 خلال تظاهرة لمعارضين ليبيين أمام السفارة الليبية وأطلق الرصاص من داخل السفارة ضد الشرطية القتيلة والمتظاهرين سواء بسواء".

وقالت مصادر بريطانية اليوم، أن العقيد القذافي كان قدم عرضا لشراء نادي ليفربول لكرة القدم الذي يعاني من مصاعب مالية جمة، كما أنه عرض أيضا إقامة إستاد جديد للنادي الشهير، ولكن يبدو أن العرض رفض في حينه، حيث كان من الممكن للرئيس الليبي أن يحدث انقلابا تاريخيا على الساحة البريطانية ليس كرويا وحسب بل سياسيا أيضا نظرا لعراقة نادي ليفربول.

يذكر أن الساعدي (30 عاما) نجل العقيد القذافي كان تقدم باسم حكومة بلاده لاستضافة مباريات كاس العالم في العام 2010 ن وصرفت مبالغ تقدر بالمليارات من الدولارات حول العرض لا يعرف مصيرها إلى الآن، حيث فشل العرض الليبي، كما يشار على هذا الصعيد أن الساعدي استطاع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من تحقيق مشاركته في مباراة كلاعب في منتخب نادي بيروغا الإيطالي لخمس وعشرة دقائق، ولكنه منع من الاستمرار في اللعب بسبب تعاطيه للمنشطات المحظورة.

وفي تقارير صحافية نشرت اليوم في بعض صحف الأحد البريطانية، فإن المتكلمين رفضوا أن "يحتل العقيد القذافي نادي كريستال بالاس لكرة القدم الذي يعتبر قلعة رياضية وتاريخية بريطانية"، والجميع ممن تكلموا ردا على معلومات شراء العقيد للنادي الشهير قالوا "لا يمكن أن نسمح لأيد ملوثة بالدم أن تغتال إستاد نادي كريستال بالاس".

وفي الأخير، قالت موظفة في متجر تابع للنادي الآتي "إن جاء العقيد القذافي ليمتلك نادي كريستال بالاس، فسأترك العمل على الفور احتجاجا، فنحن لا نريد أن نرى أياد ملطخة بالدم تحتل ملاعبنا".