"إيلاف"من دمشق: كشف المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية انه تم استدعاء زوجة وابن اقدم معتقل سياسي في السجون السورية وفي العالم فرحان الزعبي الى السلطات الامنية في دمشق اول امس، لابلاغهما ان الضابط الزعبي استشهد في الاردن عام 1970 بعد تهديدهما بشكل مبطن عبر اساليب مختلفة ان لم يقرّا بذلك وليقولا لابنه غياث اخر المطاف " أبوك شهيد مدفون في الأردن ، وافعل ما شئت " مع ان السلطات الامنية في دمشق قالت لهم في استدعاء سابق تم مؤخرا انه سيتم دراسة ملف الزعبي باهتمام وهو مايعني ضمنا الاقرار بوجوده على قيد الحياة وهو الامر الذي اعتبرته عائلة الزعبي انفراجة كبيرة في قضيته.

وذكر بيان للمجلس وردت "ايلاف" نسخة عنه ان السيدة صباح دامر التركماني زوجة الزعبي وابنها غياث قد استدعيا لساعات الى فرع الامن وبعد التحقيق مع غياث حول هل استفاد من أي ميزة كون والده شهيدًا الامر الذي نفاه تماما لأنه حتى المرتّب الشهري تم سحبه من العائلة على اساس ان الزعبي حي يرزق وهو الامر الذي اكده لعائلته ايضا شهود عيان حضروا واقعة التسليم بين السلطات الامنية الاردنية والسلطات الامنية السورية على الحدود بين البلدين في ايلول عام 1974 .

وكشف المجلس انه في ذلك العام تم اعتقال عنصر المخابرات السابق في فرع الحلبوني ، سعيد الكردي ، لمجرد أنه أطاع رئيسه وذهب إلى منزل أسرة السجين الزعبي كي يحضر له بعض الملابس إثر تسلمه من السلطات الأردنية وقدم آنذاك الكثير من المعلومات التي لايعرفها الا الزعبي وزوجته حصرًا.

وقال لها إنه في طريقه الى منزله اذ يجري الافراج عنه لكنه يحتاج الى القليل من الملابس ،كما كان ضابط امني كبير قد سمح لعائلته بزيارته في سجن المزة الا انهم عندما وصلوا الى السجن تم الغاء الزيارة في اللحظات الاخيرة وعندما انهارت زوجة فرحان في ذلك الوقت اقترب منها احد عناصر الامن قائلا "اطمئني زوجك هنا وعلى قيد الحياة" كما ان العديد من ضباط الامن الكبار اكدوا لزوجة فرحان الزعبي انه على قيد الحياة وذلك خلال رحلتها عبر سنوات في البحث المضني عنه .

وناشد المجلس في بيانه الاخير جلالة الملك عبد الله وحكومته ، وبشكل خاص وزير داخليته ، الإسراع بتقديم الوثائق التي تثبت أن السيد فرحان الزعبي سلم إلى سورية في أيلول "سبتمبر" 1974 واكد المجلس أن عملية التسليم قد تمت أصولا على الحدود الأردنية ـ السورية في ذلك التاريخ ، مشيرا الى كل الاوراق الخاصة بقضية الزعبي اصبحت في يد المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة.

وكانت زوجة الزعبي في لقاء "ايلاف" معها في منزلها بدمشق قد ناشدت رئيس الجمهورية السوري بشار الاسد ليأمر بالافراج عن زوجها الضابط المعتقل منذ السبعينات دون تهمة او محاكمة والذي غادر الى الاراضي الاردنية في عام 1970 بناء على اوامر رؤسائه له. وقد اكدت عائلته في درعا انهم قابلوا جلالة الملك الحسين الراحل الذي امر باخلاء سبيله عام 1974 حيث وعدهم بان يقضي العيد معهم ذلك العام وهذا ماكان، وتم تسليمه فعلا الى السلطات السورية وقد اكد للسيدة صباح دامر التركماني كل من قابلتهم من المسؤولين والضباط في سورية ان الامر بيد الرئيس السوري ومازالت زوجة الزعبي ووالدته البالغة من العمر 104 عاما وعائلته كلها تنتظر الافراج عنه بفارغ الصبر.