البارزاني والطالباني يثيران المشكلة لكنهما يوجهان رسالة سلام :
كركوك كردستانية ونرفض تغيير تركيبتها السكانية

اسامة مهدي من لندن: أكد الزعيمان الكرديان مسعود البارزاني وجلال الطالباني في وقت واحد انهما لن يتنازلا عن كردستانية مدينة كركوك الشمالية ورفضا تغيير تركيبتها السكانية معترفين بحساسية قضيتها في وقت اتهم التركمان العراقيون الاميركان بدعم عمليات تكريدها وعبرت الحكومة التركية عن استيائها لما وصفتها بالاجراءات التي يقوم بها الحزبان الكرديان بهدف تغيير التركيبة السكانية للمدينة الغنية بالنفط التي تعرضت لعمليات تعريب قسرية هجرت الالاف من سكانها التركمان والاكراد في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين .

واعترف البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في اجتماع لقياديين في حزبه في مدينة صلاح الدين الشمالية ان كركوك (255 كيلومترا شمال بغداد) كانت دائماً نقطة خلاف بين القيادة الكردية والحكومات العراقية المتعاقبة " لأن أعداء الكورد كانوا دائماً في سعي متواصل لتغيير واقع كركوك وجرح مشاعر الكرد".

وحول الوضع الحالي لكركوك قال البارزاني " نحن نفضل أن تكون كركوك مدينة نموضجية للعرب والكورد والتركمان والكلدوآشوريين ولكن يجب أن لا يفكر أي شخص في المساومة على كردستانية كركوك كركوك مدينة كردستانية وقلب كردستان " وأضاف انه من غير الممكن القبول بواقع التغيير السكاني في كردستان " ولسنا مستعدين للمناقشة حوله نحن نفضل عقد علاقات جيدة مع القوميات الأخرى في مركز محافظة كركوك وخاصة مع الذين يعترفون بحقيقة كركوك".

وعن موقف الأطراف السياسية الكردية من محافظة كركوك اشار الى ان حماية وحدة صفوف الأطراف السياسية الكردستانية هدف يجب أن تسعى اليه جميع الأطراف وخاصة في توحيد المواقف ووحدة صفوف الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وليس المهم ما يحصل علية أي الحزبين في كركوك بل الأهمية تكمن في ما يحصل عليه الاكراد " لذا أؤكد بأن الكرد في كركوك يجب أن يعملوا من أجل ترسيخ الفكر القومي الكردي وليس للتحزب وقال " أن أي طرف يعمل خلافاً لهذه الحقيقة يرتكب خطأً كبيراً ليس بحق ذاته بل بحق شعبه أيضاً ".

ومن جهته قال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني في اجتماع لقيادة حزبه في مصيف قلاجولان ان على المواطنين الاكراد ان يتفهموا العقبات التي تعترض توحيد إدارتي حكومتي كردستان في اربيل والسليمانية ودعاهم الى التحلي بالهدوء والوعي وقال " ينبغي معالجة الأختلافات بروح من التآخي والتآلف ويجب ترك سياسة الطيش جانبا، ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق التصرف بنفس طويل وأن نضع نصب أعيننا دائما المصالح العليا لشعبنا ".
واضاف " ان شعبنا اليوم يمر بمرحلة انعطافية ودقيقة وحساسة ونحن نحتاج الى مزيد من الوعي الكردي لأجل تثبيت مكاسبنا غير المثبتة وان نجد لها مواضع في دستور العراق القادم.

وحول مسألة كركوك شدد الطالباني على ان جميع الوثائق والمستندات والدلائل التاريخية تثبت بشكل قاطع كردستانية مدينة كركوك وقال " مع كل هذه الدلائل التي تثبت كردستانية مدينة كركوك دون لبس وغموض نحن نعتقد ان اوضاع كركوك تتسم بالحساسية ويجب علينا العمل بشكل سلمي وقانوني وبتأن من اجل تطبيع هذه الاوضاع واعادة كركوك الى سابق عهدها وعندئذ تحكم القوميات المتواجدة من الكرد والعرب والتركمان والكلدو آشوريين في تحديد المصير الذي يرونه مناسبا لمدينة كركوك.

ومعروف ان الاحصاء الرسمي لمدينة كركوك التي يقطنها الان حوالي 800 الف نسمة قد اظهر عام 1957 ان التركمان يشكلون 85 في المائة من السكان والعرب 10 في المائة والاكراد والكلدواشوريين 5 في المائة لكن الاكراد لايعترفون بهذا الاحصاء ويقولون ان عمليات تزوير قد جرت عليه وان النسبة هي 45 في المائة تركمان و40 في المائة اكراد و 27 في المائة عربا والبقية كلدو اشوريين الى ان جاء صدام حسين ورحل الالاف من العوائل التركمانية والكردية واحل محلها عوائل عربية استقدمها من مناطق العراق الوسطى والجنوبية . وقد نص قانون ادارة الدولة العراقية على ترك مشكلة كركوك حتى نهاية عام 2005 لاجراء احصاء للسكان فيها لكن حتى هذا الاحصاء يلقى تحفظات من الاكراد الذين يدعون الى عدم اجرائه الا بعد اخراج العوائل العربية واعادة الاكراد المرحلين منها .. ومن التركمان كذلك الذين يطالبون باجراء الحصاء بعد اخراج الاكراد الذين استقدمتهم الاحزاب الكردية الى المدينة بعد سقوط نظام صدام حسين .

وياتي موقف الزعيمين الكرديين في وقت اتهمت "الجبهة التركمانية العراقية" القوات الاميركية بدعم "حملة التكريد" التي تقوم بها الأحزاب الكردية وحكومتا اقليم كردستان في مدينة كركوك.

وأكد صبحي عبدالقادر المستشار السياسي لرئيس الجبهة التركمانية العراقية في تصريحات صحافية أن "القوات الاميركية وحلفاءها ساندت الاكراد القادمين من كردستان بالاستيلاء على الدوائر الحكومية والامنية في كركوك" وحذر من ان "الترسانة العسكرية التي خلفها الجيش العراقي السابق في شمال العراق واستولى عليها الأكراد تمثل تهديداً حقيقياً لكل القوميات في المنطقة" ولفت الى "نشاطات واسعة" لأكراد من ايران وتركيا وسورية مدعومة "بالمال والسلاح" في كركوك.


وانتقد عبدالقادر القوات الاميركية لتغاضيها عن السيطرة على المسلحين الأكراد الذين يحملون "وثائق شرطة مزورة" خصوصاً نشرهم تحت عنوان حماية الدوائر الحكومية وذكر ان "الاحزاب الكردية سعت إلى تهجير عدد كبير من العائلات الكردية من مناطق كردستان إلى كركوك في محاولة لتغيير ديموغرافية المدينة".

وعبر عبدالقادر عن استعداد الأحزاب التركمانية الاربعة المنضوية تحت لواء الجبهة التركمانية لاستقبال كل المرحّلين والمهجّرين بقرارات من الانظمة السياسية السابقة وفق آلية تدقيق صحيحة وانتقد ما اسماه "فرض سياسة الامر الواقع التي تنتهجها الاحزاب الكردية وتلويحها باستخدام القوة في توطين هذه الاعداد الهائلة" ودعا إلى "الاحتكام إلى تعداد عام 1957 باعتباره الاحصاء الذي يحظى بثقة غالبية العراقيين".

وكشف رئيس مكتب "الجبهة" في كركوك العميد ياوز عمر عادل "تعيين حكومة كردستان 1760 موظفاً استقدمتهم من مناطق كردستان إلى كركوك مع عائلاتهم بعد سقوط النظام مباشرة" و أكد أن "آلاف العائلات الكردية تم توطينها في معسكرات الجيش العراقي السابق ودوائر الدولة ومقرات حزب البعث المنحل واستولت على بيوت العائلات العربية التي أجبرتهم البيشمركة على الرحيل منها بالقوة". وأشار إلى ان "مؤسسات الشرطة في كركوك تضم 25 في المئة من التركمان و40 في المئة من الاكراد و27 في المئة من العرب, فيما يشكل الكلدواشوريون 8 في المئة الأمر الذي يمثل اجحافاً كبيراً بحق التركمان.

وأبدى مخاوفه من "سيطرة الاكراد على الدوائر والمؤسسات الحكومية وخصوصاً القضاء" الذي حمله "مسؤولية تأخير البت في قضايا قتل ارتكبها اكراد ضد التركمان" مشيراً إلى خضوع القضاء في المدينة "لضغوط الميليشيات الكردية". واشار إلى خطة بعيدة المدى ينتهجها الاكراد تهدف إلى السيطرة على المدينة بارسال النساء الكرديات الحوامل في مناطق كردستان إلى مستشفيات كركوك للولادة من اجل تسجيل كركوك محلاً للولادة في شهادات الميلاد, الأمر الذي يشكل عاملاً يرجح كفة الأكراد في المدينة مستقبلاً في حال تم اجراء احصاء سكاني فيها.
وهذه المخاوف التركمانية تدعمها تحذيرات تركية رسمية حيث عبرت وزارة الخارجية التركية أول أمس عن استيائها لما وصفتها بالجهود التي يبذلها اكراد العراق بهدف تغيير التركيبة السكانية لمدينة كركوك النفطية في شمال العراق التي شهدت عملية تعريب قسرية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.

وقالت الوزارة في بيان لها ان وفدا من الدبلوماسيين الاتراك زار المدينة بين السادس والحادي عشر من الشهر الحالي و"لاحظ جهودا جدية مدعومة بأعمال بناء على طريق تعديل التوزيع السكاني لكركوك" وأضاف ان "هذا الوضع يشكل مصدر قلق لمختلف مكونات الشعب العراقي" مؤكدة ضرورة "تجنب خلق اي أمر واقع في هذه المنطق ".

اغتيال المدير العام لوزارة الدفاع في بغداد
من ناحية أخرى قتل المدير العام لوزارة الدفاع العراقية عصام جاسم كاظم مساء امس الاحد في بغداد برصاص مجهولين، وفق ما اعلن متحدث باسم الوزارة اليوم.


وقال المتحدث راضي بدر "ان احد المديرين العامين لوزارة الدفاع عصام جاسم كاظم قتل الاحد برصاص مجهولين فتحوا النار عليه في حي السيدية حيث يقيم".واوضح ان المهاجمين الذين كانوا في سيارة من طراز اوبل "فكترا" بيضاء لا تحمل لوحة تسجيل، تمكنوا من الفرار.

وعلم ان جهازي الشرطة والحرس الوطني فرضا اجراءات امنية كبيرة حول منزل الضحية في جنوب بغداد، حيث وقع قبل الظهر هجوم بشاحنة مفخخة.
وقال الجيران ان جثة كاظم نقلت الى مدينة النجف الشيعية المقدسة على مسافة 160 كلم جنوب بغداد، حيث سيتم دفنها.

مقتل جندي في تحطم مروحية عسكرية بريطانية في العراق

كما اعلن متحدث عسكري ان مروحية عسكرية بريطانية تحطمت في البصرة جنوب العراق اليوم ما ادى الى مقتل جندي بريطاني واصابة اثنين مضيفا ان اسباب الحادث لم تعرف بعد. وقال الميجور ديفيد ستيل ان "المروحية تحطمت داخل مهبط الطائرات في البصرة ما ادى الى مقتل شخص واصابة اثنين بجروح".