آخر تقرير لمراسلها المختطف أمس عن صدام
الغارديان البريطانية بتتكلم عربي

نصر المجالي من لندن: دعت صحيفة (الغارديان) البريطانية اليوم إلى تزويدها بأية معلومات تفيد بمكان وجود مراسلها الذي قالت أنه اختطف أمي على يد جماعة مسلحة في العاصمة العراقية بغداد، ولأول مرة في الصحاف البريطانية تصدر صحيفة تحمل بيانا باللغة العربية إلى جانب آخر باللغة الإنكليزية وهو يتعلق بالصحافي المخطوف، ولم تعلن اية جهة إلى الآن مسؤوليتها عن الحادث، وأرفقت الصحيفة البريطانية شريطا صوتيا مسجلا بصيغة البيان باللغة العربية على موقعها الإلكتروني على شبكة إنترنيت يعطي بيانات عنه ويدعو إلى إطلاق سراحه.

وقالت الصحيفة في بيانها أن مراسلها الإيرلندي الأصل روري كارول (33 عاما) صحافي محترف ومهتم بشؤون الشرق الأوسط، وزار المنطقة وخاصة العراق عدة مرات حيث كتب العديد من التقارير الصحافية عن تطورات الوضع هناك. نص بيان الغارديان باللغة العربية على هذا الرابط : ttp://image.guardian.co.uk/sys-files/Guardian/documents/2005/10/19/RoryCarroll.pdf

وأضافت الغارديان أنه اختطف البارحة من جانب رجال مسلحين، وطالبت الصحيفة البريطانية من قرائها بسرعة تزويدها بأية معلومات عن مصيره، كما نشرت آخر تقرير كتبه من بغداد أمس الأربعاء الموافق 19 / 10 /2005 ، وهو كان يتحدث عن محاكمة الرئيس العراق السابق صدام حسين.

وأشارت الصحيفة في روايتها اليوم للحادث أن مراسلها روري كارول حوصر من مسلحين حيث كان يرافقه سائقان ومترجم حيث تم خطفه مع أحد السائقين حيث أطلق سراح السائق بعد 20 دقيقة، بينما ظل المراسل مختطفا وهو كان في تلك اللحظة يجري مقابلات مع عدد من ضحايا نظام حكم صدام حسين لنشره في عدد اليوم الخميس غداة محاكمة الديكتاتور السابق.

يذكر أن مراسل الغارديان كان موجودا في العراق منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وتقول الصحيفة أن تقاريره كانت في غالبيتها تحمل انتقادات لقوات التحالف في العراق، وقالت أنه قبل مهمته الصحافية هناك عمل كمراسل في القارة الإفريقية من جوهانسبيرغ منذ العام 2002 ، ومن قبلها كان مراسلا في العاصمة الإيطالية روما، حيث من هناك غطى الحرب في كوسوفو.

وامتدحت صحيفة (الغارديان) مراسلها روري كارول الإيرلندي الأصل، كصحافي محترف وقالت إنه صار صاحب خبرة إعلامية في الشأن العراقي، وقالت أنه كان يكتب الحقائق لا غيرها في كل تقاريره، وفي الأخير قال رئيس تحرير الصحيفة ألان روزبيرغر "وإذ نخشى على مصير زميلنا، فإننا نتمنى على خاطفيه أن لا يصيبوه بأي أذى تقديرا لمشاعر عائلته واحتراما لكل شخص في العالم يرغب بالحصول على معلومات كاملة وصادقة عن ما يجري في العراق في الوقت الراهن".

يشار في الختام، إلى أن آخر تقرير كتبه المراسل كارول كان عن محاكمة صدام أمس، وفيه تحدث عن إجراءات المحكمة، وقال "رغم أن كل شيء يبدو عاديا، إلا أن المنطقة الخضراء حيث تجري المحاكمة صارت قلعة أمنية حصينة، كما أن صدام واركانه من المتهمين الآخرين سيخضعون لتفتيش دقيق قبل مثولهم أمام المحكمة عبر أجهزة الليزر"، وهو قال أيضا "إن محاكمة متلفزة ستقسم العراق علنا بين الشيعة والأكراد المبتهجين لمحاكمة الديكتاتور وبين السنة العرب الغاضبين".