القدس: بثت الاذاعة الاسرائيلية العامة اليوم الاربعاء مقابلة استثنائية مع القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) محمود الزهار لم يستبعد فيها اجراء مفاوضات مع اسرائيل. وقال الزهار "المفاوضات ليست في نيتنا انما هي وسيلة. وان كانت هذه الوسيلة تسمح لنا بتحرير ارضنا وتحرير معتقلينا في اسرائيل واعادة بناء ما دمره الاحتلال الاسرائيلي فسيكون بامكاننا المناقشة فعلا".

ولم يستبعد مسبقا مثل هذه المفاوضات بعد الانتخابات الفلسطينية مؤكدا في معرض رده على سؤال "سيكون ذلك رهن بالفريق الاخر، والحال ان الاسرائيليين لا ينوون التفاوض بل الاستمرار كما في السابق". لكنه اضاف "فلننتظر الانتخابات لان الامور ستكون اوضح بعد ذلك".

وقللت اسرائيل من اهمية كلام الزهار معتبرة ان الهدف منه تخفيف ضغوط الدولة العبرية المعارضة لمشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية في كانون الثاني/يناير المقبل. ودعا الزهار اسرائيل الى الانسحاب من الضفة الغربية وخصوصا من القدس الشرقية لما في ذلك مصلحتها ومن "اجل كرامتها" و"لمنح الفلسطنيين فرصة".

من جهة اخرى استبعد الزهار نزع سلاح حماس واكد مجددا ان اسرائيل "جسم غريب" في الشرق الاوسط. لكنه ظل غامضا بشأن الاهداف النهائية لحماس التي يطالب ميثاقها بقيام دولة فلسطينية اسلامية على كامل التراب الفلسطيني. وفي مقابلة نشرتها صحيفة اسرائيلية نهاية تشرين الاول/اكتوبر كان الزهار جدد موقف حماس المبدئي الداعي الى اقامة دولة فلسطينية على كامل فلسطين بحدودها عندما كانت تحت الانتداب البريطاني التي تشمل اسرائيل والاراضي المحتلة عام 1967.

وشدد على ان حماس تعتبر ان الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي احتلتها في حزيران/يونيو 1967 "يشكل مرحلة في النضال" وان الهدف الاستراتيجي يبقى كامل فلسطين. واكد "يخطئ بعض الاسرائيليين ان ظنوا اننا تخلينا عن نضالنا التاريخي عبر الحديث فقط عن الضفة الغربية وقطاع غزة". لكنه لم يستبعد تعديلا في مثياق حماس العائد الى العام 1988 الذي يدعو الى القضاء على اسرائيل ويتضمن مقاطع مناهضة لليهود بقوة.

وقال عاموس جلعاد المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية في تصريح اذاعي "ما من شيء نتفاوض بشأنه طالما ان حماس متمسكة باهدافها وتواصل تنفيذ الاعتداءات واطلاق الصواريخ". واعتبر مستشار وزير الدفاع شاول موفاز ان "الهدف الوحيد من هذه التصريحات السماح لحماس بالمشاركة في الانتخابات ولا تعكس اي نية بحصول تنازلات". وتعارض الحكومة الاسرئيلية مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية مطالبة ان تنبذ هذه الحركة قبل ذلك "الارهاب" وتتخلى عن الدعوة الى القضاء على اسرائيل.