مصر تنفي أنباء عن منع الفضائيات من متابعة الانتخابات
لجنة المراقبة ترصد انتهاكات وعنف أدى لمصرع شخص


نبيل شرف الدين من القاهرة : بينما أعلنت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن مصرع مؤيد لمرشح معارض اليوم الخميس بالرصاص في اشتباكات بين ناخبين وقوات الشرطة في مدينة بلطيم شمال مصر، نفى اللواء إبراهيم حماد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية المصرية أنباء عن منع مراسلي فضائيتي "الجزيرة" القطرية، و"العربية" السعودية التي تبث من دبي، من متابعة سير المرحلة الثالثة من الانتخابات التشريعية، فيما أعربت اللجنة المصرية المستقلة لمراقبة الانتخابات في بيان لها ـ تلقت (إيلاف) نسخة منه ـ عن قلقها حيال احتجاز طاقم تصوير قناة الجزيرة، والاستيلاء على معداتها، ومنع فريقها وفريق فضائية "العربية" من متابعة سير العملية الانتخابية الجارية .

كما نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية أيضاً وجود خلاف بين القضاة وأجهزة الأمن، وقال إن إدارة سير عملية الانتخابات تتم بتنسيق كامل بين وزيري العدل والداخلية، موضحاً أنه لا يوجد أي شائبة تشوب هذا المناخ، وداعيا إلى عدم الإنصات إلى ما وصفه بـ "الادعاءات أو التصريحات التي قد تخرج عن بعض الجهات التي لا تقدر المسؤولية بشكل كامل" على حد تعبير الناطق باسم وزارة الداخلية المصرية .

وقالت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن المواطن جمعة سعد الزفتاوي، وهو أحد مؤيدي المرشح الناصري في دائرة البرلس في محافظة كفر الشيخ حمدين صباحي توفى متأثرا باصابته بالرصاص الذي أطلقته قوات الأمن في اشتباكات جرت مع أنصار صباحي بسبب منع ناخبين من التصويت بإحدى اللجان .

وانطلقت صباح اليوم الخميس المرحلة الثالثة من الانتخابات التشريعية في تسع محافظات مصرية، يجري التنافس فيها على 136 مقعداً، بين 1774 مرشحاً، ويراقبها نحو 1300 مراقب من أعضاء اللجنة المصرية المستقلة لمراقبة الانتخابات، التي تعد مظلة تنضوي تحتها 16 منظمة أهلية مصرية، يقودها مركز "ابن خلدون" الذي يرأسه الناشط المصري الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع السياسي في الجامعة الأميركية في القاهرة .

إعلاميون ومعتقلون
ووصف اللواء إبراهيم حماد، المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية أنباء منع مراسلي الفضائيات من متابعة الانتخابات بأنها "غير دقيقة بالمرة، قائلاً إن أجهزة الأمن طلبت من طاقم قناة "الجزيرة" الفضائية الذي يغطي سير العملية الانتخابية في كفر الشيخ ـ شمال مصر ـ بعض الوقت بغرض اتمام عملية التنظيم في بداية التصويت وأن هذا الأمر لم يستغرق أكثر من 10 دقائق ثم بدأوا التصوير بعد ذلك" .

كما نفى المتحدث باسم الداخلية المصرية، ما أسماه "الادعاءات التي قيلت بأن هناك كاميرات أخذت منهم أو أنهم منعوا من التصوير"، مشيرا إلى أنهم يصورون بالفعل حالياً وقال إنه "بالنسبة الى قناة العربية حدث الشيء نفسه وكان لمجرد عملية التنظيم ثم استأنفوا عملية التصوير ولايوجد أي قيد على الصحافيين أو الإعلاميين" .

وشدد اللواء إبراهيم حماد على أن عملية تأمين سير العملية الانتخابية على مستوى المحافظات التسع متكاملة وجيدة وتجري وفق خطة وضعها وزير الداخلية وتشرف عليها قيادات أجهزة الأمن لتفادي أي حالات شغب أو إخلال بالأمن، مشيرا إلى أن الوزارة حذرت من أن أجهزة الأمن ستتخذ إجراءات حاسمة للغاية إذا حدث أي إخلال بالأمن في أي موقع انتخابي، مؤكداً أن وزارة الداخلية ستتصدى بكل حزم لأي خلل في المقار الانتخابية"، على حد تعبيره .

من جانبها أعلنت اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات التشريعية عن قلقها من استمرار وتصاعد تقارير الاعتقال لنحو 600 من أنصار "الإخوان المسلمين"، و100 من الناصريين قبيل بدء الانتخابات، ورأت اللجنة في تقرير مبدئي لها أن "مثل هذه التصرفات تحد من قدرة المرشحين والتنظيمات السياسية على التنظيم والحركة وتشيع جوا من عدم الثقة والخوف من جانب المواطنين للتعبير عن آرائهم"، كما ورد في تقرير اللجنة المستقلة .

وبالإضافة إلى التقارير التي تواترت عن عمليات الاعتقال التي طالت بعض أنصار المعارضة من الإخوان المسلمين والناصريين قبل بدء الانتخابات، فإن تقارير المراقبين تؤكد انتشار عمليات اعتقال لمندوبي مرشحي الإخوان المسلمين وبعض مندوبي الناصريين من أمام اللجان، ففي مجمع مدارس "العزبة الجديدة" في الدائرة الأولى في كفر الشيخ تم القبض على 4 من مندوبي مرشحين الإخوان المسلمين. وتم تقطيع توكيلات البعض الآخر من لجان السيدات. وفي بندر سوهاج تم اعتقال 12 من مندوبي مرشح الإخوان عن الدائرة من أمام مدرسة أسماء بنت أبي بكر تم نقلهم في سيارة ميكروباس خاصة الى جهة غير معلومة، وفي الشرقية وفي دائرة "كفر صقر" في لجنة المدرسة الزراعية اعتقلت سلطات الأمن ابن شقيق المرشح الأخواني ماهر عقل .

مراقبون تحت الحصار
كما عبرت اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات عن قلقها مما وصفته بتزايد عمليات الترهيب والتهديد المنظم، الذي طال مراقبيها قبيل بدء الانتخابات لإثنائهم عن القيام بمهامهم، قائلة في بيانها إن هذا تكرر في محافظات كفر الشيخ وسوهاج وشمال سيناء، حيث اعتقل المراقب صلاح محرم ليلة الانتخابات اثر توجهه إلى محافظة كفر الشيخ لتنفيذ أعمال المراقبة ثم أطلق سراحه بعد منتصف الليل .
وحسب تقرير اللجنة ذاتها فقد تعرض يوسف عبد اللطيف، منسق محافظة سوهاج لاعتداء عنيف من قبل قوات الأمن، أسفر عن دخوله المستشفى للعلاج، كما تعرض مراقب اللجنة سامي دياب للضرب من جنود قالت اللجنة إنهم تابعون لجهاز مباحث أمن الدولة في الدائرة الأولى في كفر الشيخ أمام مجمع مدارس العزبة الجديدة، وفي قرية أريمون في دائرة الرياض في كفر الشيخ تم تهديد المراقبين والاعتداء عليهم من قبل السلطات التنفيذية هناك، كما تعرض مراقب اللجنة محمود عبد القادر في سوهاج للضرب أمام المدرسة الثانوية الصناعية، وفي الشرقية في دائرة كفر صقر في لجنة السادات قام انصار الحزب الوطني بضرب مراقبي اللجنة كريم متولي - محمد صلاح وقامت سلطات الأمن بمصادرة بطاقات العضوية الخاصة بهما، كما اعتقلت مراقب اللجنة أسامة عبد العظيم في الدائرة الأولى في سوهاج دون إبداء أسباب .

ومضت اللجنة قائلة في بيانها "إن السلطات المصرية أبدت تعنتاً واضحاً مع مراقبيها لاعاقة عملهم، فبالإضافة إلى استهداف مراقبي اللجنة بعنف منظم نتيجة تجاهلهم للتهديدات التي تلقوها قبل بدء الانتخابات بعدم العودة للمراقبة في انتخابات الاعادة من قبل بعض البلطجية وأنصار مرشحي الحزب الوطني. فإن المراقبين لم يسمح لهم بالمراقبة من داخل اللجان خلال فترة فتح اللجان والفترة الأولى من عملية التصويت خلافا للقانون. واللجنة تعيد تأكيدها على ان أي تصرفات تحد من قدرة المنظمات الأهلية على المراقبة الكاملة والمستقلة والفاعلة لجميع أعمال العملية الانتخابية ستضر بصورة كبيرة بنزاهة وشفافية العملية الانتخابية.

وأدانت اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات جميع هذه الانتهاكات لحقوق مراقبيها الانسانية غير أنها أكدت استمرار عمل مراقبيها في تأدية واجبهم، وناشدت كل الجهات المختصة سرعة التدخل لحماية المراقبين وتسهيل أعمالهم التي تهدف إلى ضمان سلامة ونزاهة وحرية الانتخابات التشريعية، فضلا عن تطبيق الحكم القضائي للقضاء الإداري بتسهيل أعمال المراقبين وحمايتهم .

عنف ولجان
وحسب تقرير اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات فقد تأخر فتح ما يقرب من ثلثي اللجان التي راقبتها اللجنة المستقلة عن الموعد الذي حدده القانون وهو الثامنة صباحاً، موضحة أن تأخر فتح اللجان لازال يشكل عامل إثارة لأحداث العنف نتيجة تكدس المصوتين أمام اللجان وتذمرهم من عدم استطاعتهم للتصويت .

وأفاد مراقبو اللجنة باستمرار حالات منع المصوتين من أنصار المعارضة من التصويت بوساطة قوات الأمن، وفي بعض الحالات يتم عمل سياج أمني مشدد يمنع الحركة في الشارع والناخبين من الوصول الى مركز الاقتراع أحيانا على مسافة 300 متر من لجان التصويت، وقد تكرر ذلك في العديد من الأماكن مثل دائرة بلطيم والزرقا بدمياط والزقازيق والحسينية بالزقازيق، وفي أحيان أخرى يتم حصار قرى بأكملها مثلما حدث في قرية سنفة بدائرة أتميدة في الدقهلية .

ورصد تقرير اللجنة في مجمع المدارس الصناعية في الدائرة الأولى في محافظة كفر الشيخ ـ شمال مصر ـ تعرض مرشح الإخوان حسن أبوشعيشع ومجموعة كبيرة من مؤيديه للضرب، وقامت الشرطة باستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتشدين، وفي دائرة بلطيم رصدت اللجنة اشتباكات وأحداث عنف بين أنصار مرشح الحزب الوطني الحاكم، وأنصار المرشح حمدين الصباحي، قامت خلالها قوات الشرطة باستخدام الذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع لتفريق الاشتباكات .

وجدد تقرير اللجنة الإشارة إلى شكاوى المواطنين بشأن أخطاء في قوائم الناخبين في جميع الدوائر، قائلة إن هذه الظاهرة لم تزل مستمرة في الجولة الثالثة للانتخابات، كما تصاعدت في هذه المرحلة الشكوى من عدم اكتمال الأسماء ووجود أسماء وهمية، وهي الشكاوى التي تواترت على نحو واسع في الجولتين السابقتين للانتخابات التشريعية .

واختتمت اللجنة المستقلة قائلة إن مراقبيها رصدوا وجود لافتات دعائية لجميع المرشحين في معظم اللجان الانتخابية فيما سجلت نسب بسيطة من المراقبين وجود دعاية داخل اللجان، كما سجل المراقبون أيضاً قيام أنصار مرشحي الحزب الوطني الحاكم وبقية المرشحين من أحزاب المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين بممار