عصام المجالي من عمّان:طالب الدكتـور حمـد بن عبـدالعزيـز الكـواري وزيـر الإعـلام الأسبق في دولة قطر اليوم، بإجراء تقويم موضوعي لقناة "الجزيرة" بتسليط الأضواء على أدائها وأسلوبها ومنهجها.

وقال الكواري في محاضرة تحت عنوان"" تـأثيـر الفضـائيـات في الإعـلام العـربي" ألقاها في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي إن الإدارة السياسية الداعمة للقناة هي التي جعلتها تصمد أمام التحديات التي تواجهها، وما حققته من نجاح. وأضاف أن "الجزيرة" تواجه تحديا كبيرا حاليا لم تواجهه من قبل، فلم تعد الساحة حكرا عليها، خاصة وأن المنافسة من القنوات الأخرى أصبحت على مستوى رفيع.

وأكد أنه بصرف النظر عن المواقف سلبا أو إيجابا من "الجزيرة"، إلا انه ليس من العدل ألا ننظر إليها باعتبارها نقطة تحول في الإعلام العربي، واصفا القناة بأنها حجر أُلقي في مياه راكدة، فانتشر على كل أطراف البحيرة وأنتج ثمارا يانعة ونباتات طفيلية، على حد تعبيره. وأوضح أن إنشاء القناة دفع على أمرين أولهما إنشاء قنوات إخبارية ووثائقية ذات شكل ومضمون ممتاز، وثانيهما توسيع هامش الحرية لتحقيق المنافسة.

وأكد الكواري أن التوجيه المبرمج لضبط الرأي العام العربي قد فلت عقاله، إلا أن الدول العربية ليست مستوعبة تماما لمتطلبات تطور دور الإعلام في المجتمعات الديمقراطية وتحاول تطويقه والالتفاف عليه، وتتصرف بمعزل عن درجة الوعي والشفافية التي فرضتها أنماط الإعلام، مما خلق حالة من الإرباك وتوسيع الهوة بين الحكومات والشعوب وأفسح المجال للتطرف واليأس.
وطالب هذه الدول بإدراك هذه الحقيقة وأن تسير الإصلاحات في خطى متوازنة ومتواكبة مع التطور التقني والثقافي والاجتماعي ودرجة الوعي الذي قاد إلى هذا التطور.

وقال إن الإعلام العربي في حاجة إلى إصلاح يبدأ ولا ينتهي بتغيير قوانين النشر القديمة والبالية التي لا علاقة لها بالإعلام الراهن أنماطا ومضمونا، ومن ذلك قانون المطبوعات في قطر الذي يعود آخر تعديل فيه إلى عام 1976 رغم كل التطورات الهائلة التي شهدها ويشهدها الإعلام القطري.

ودعا إلى الاهتمام بالكوادر الإعلامية وتدريبها، موضحا أن كليات الإعلام في الدول العربية لا زالت في معظمها تدرس المناهج القديمة ذات الصلة المفقودة بالواقع، والتطورات الكبرى التي تشهدها المجتمعات العربية ويشهدها العالم في كل مجالات الحياة وبالذات في مجالات الإعلام والاتصال.