الحكومة العراقية ترفض الضغوط الكردية بشأن كركوك
بغداد: نشجع الاتصالات بين الاميركيين و المسلحين

أ

الأكراد يهددون بالانسحاب من الحكومة

خطف السفير المصري الجديد في بغداد

الأردن تفرج عن المرشد الروحي السابق للزرقاوي

طالباني والبرازاني: ضرورة تمكين أكراد كركوك من العودة

بوش يدعو الأميركيين إلى مساندة الحرب في العراق

الجعفري: العراقيون يحاربون الارهاب نيابة عن العالم

إستمرار عملية السيف ومقتل 8000 عراقي خلال 6 أشهر

جنرال أميركي ينفى حدوث تدريبات لمسلحين فى سورية

سامة مهدي من لندن: أكدت الحكومة العراقية تشجيعها للاتصالات الاميركية مع المسلحين و قالت انها ترفض جدولة زمنية لانسحاب القوات الاجنبية من البلاد رافضة ضغوط الاكراد حول كركوك ملمحة الى قرب الاعلان عن محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين معلنة عن زيارتين قريبتين لايران و سوريا سيقوم بهما رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري .

و قال الناطق باسم الحكومة العراقية ليث كبة في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان الحكومة تشجع الاتصالات الاميركية مع جماعات مسلحة لم ترتكب جرائم ضد العراقيين او ترفع السلاح بوجههم وانما كانت تشن عمليات مسلحة ضد القوات الاجنبية التي دخلت العراق و ترى انه بعد الانتخابات الاخيرة و اختيار حكومة و برلمان منتخبين فإن الطريق اصبح ممهدا امام الانخراط في العملية السياسية و العمل من داخلها على انهاء الاحتلال ، موضحا ان هناك فرق بين مناهضي الاحتلال و مرتكبي الجرائم و هؤلاء لا مباحثات و لا اتصالات معهم . و عما اذا كانت الحكومة العراقية ستنفذ اي اتفاق يعقد بين الاميركان و المسلحين اوضح ان التاييد غير مهم وانما المهم القاء هؤلاء المسلحين لاسلحتهم و منحهم حق ممارسة العمل السياسي .

و اضاف ان هناك سياسيين اصبحوا يتاجرون بقضية الاتصالات مع المسلحين مشيرا بهذا الصدد الى اعلان وزير الكهرباء السابق أيهم السامرائي عن وجود جماعات مسلحة تريد الدخول في العملية السياسية مقابل شروط في مقدمتها انسحاب القوات الاجنبية اشار الى ان السامرائي يحمل الجنسية الاميركية و قريب من الحزب الجمهوري و قال اذا كانت هذه العلاقات تؤهله للاتصال بالجماعات المسلحة فإن على الاعلام ان يبحث في ذلك . و اوضح ان الحكومة العراقية ترفض جدولة زمنية لانسحاب القوات الاجنبية وانما هي تدعو لجدولة ظرفية تتعلق بالاوضاع الامنية و مدى تحسنها بالتوازي مع التسريع في بناء القوات العراقية و تدريبها و تجهيزها و استكمال عديدها و قال ان انسحابا في غير وقته سيؤدي الى فراغ امني يشجع المسلحين على القيام بعمليات اجرامية شرسة .

و عن عمليات الاغتيال التي تنتشر في البلد اوضح كبة ان الهدف منها هو شلّ الدولة و زرع حالة من الرعب بين المواطنين لكنه اكد ان هذا لا يقلق الحكومة لانها تدرك انها في حالة حرب مع الارهابيين الذين تغلغلوا بين المواطنين و في بيوتهم مشيرا الى حصول 500 عملية انفجار العام الماضي .

و قال ان الوفد العراقي الى مؤتمر بروكسل الاخير اوصل رسالة الى وفود 80 دولة شاركت فيه مفادها ان العراق سيصبح اكبر ساحة لتفريخ الارهاب و الجريمة المنظمة و تصديرها الى العالم اذا تخلت هذه الدول عن التزاماتها بدعمه سياسيا و امنيا و اقتصاديا مشيرا الى ان الوفد اوضح كذلك ان 70 بالمائة من الاراضي العراقية آمنة حاليا و يمكن البدء بتنفيذ مشاريع انمائية فيها ، لان الحاجة ملحة حاليا لتنشيط الاقتصاد و تحسين الخدمات و القضاء على البطالة .

و قال انه تم في المؤتمر كذلك ازالة اوهام بأن رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري هو زعيم حزب اسلامي ( الدعوة الاسلامية ) و وجوده لن يكون عقبة امام بناء دولة حديثة من خلال التاكيد على ان العراق بلد متنوع الانتماءات و يسعى لبناء بلد عصري .

و اوضح كبة ان مباحثات الجعفري في الكويت الاسبوع الماضي لم تتناول قضية تعويضات الحرب و الاضرار البيئية لكنها فعلت منح الكويت العراق 60 مليون دولار سابقة و التوصل لاتفاق حول 60 مليون دولار جديدة ستنفق على بناء مدارس و مستشفيات .

و قال ان المباحثات في واشنطن اكدت عدم وجود رغبة اميركية او عراقية في بقاء جندي اميركي في العراق لكن الامر متعلق بالاوضاع الامنية و بناء القوات المسلحة موضحا ان الولايات المتحدة منحت العراق 18 مليار دولار انفق منها حوالي 8 مليارات دولار بشكل غير مدروس لم يستفد منها الشعب العراقي بشكل كبير، و قال ان اي منح اضافية سواء من الولايات المتحدة او الدول المانحة الاخرى لن تقدم الى العراق خلال عامين من الآن لأن هناك شعور بوجود هدر و فساد مالي ، اضافة الى النفقات الباهظة التي تنفق على شركات الامن التي تحمي المشاريع و المؤسسات الموجودة في البلاد .

وعن موقف الحكومة العراقية من قرار برلمان كردستان عقد اجتماع عاجل لمناقشة دعوة الجعفري بتأجيل تطبيع الاوضاع في كركوك رفض الناطق الرسمي الخضوع لما اسماها بالاهتمامات المحلية على حساب الاهتمامات الوطنية و قال " ان الحكومة الحالية هي ائتلافية و لكل قوة سياسية فيها اهتماماتها" .. و هناك قوى لها اهتمامات محلية (في اشارة الى الاكراد) مشددا على ان الحكومة لا تنظر الى الامور من خلال الاهتمامات المحلية و انما الى اهتمامات تشمل عموم العراق موضحا ان مشكلة كركوك شائكة و لها تعقيدات " اما الضغوط الساسية فأمرها متروك لرئيس الوزراء" مشيرا الى ان ما يحصل من ملابسات هو نتيجة لضعف اداء الدولة و قال " من الصعب فرض امر واقع او قوة من اي طرف .. لان الحكومة تسعى لتأسيس حالة سلم دائمة و ليست ظرفية " مؤكدا الالتزام بتنفيذ قانون ادارة الدولة فيما يخص تطبيع الاوضاع في كركوك .

و اضاف كبة ان الجعفري سيقوم قريبا بزيارتين الى ايران و سوريا مشيرا الى وجود ملفات عالقة مع ايران حول اتفاقيات عقدت مع النظم العراقي السابق و الغاها من طرف واحد مشيرا الى عدم وجود ازمات مع ايران و يمكن الاستفادة من تجربتها الانتخابية و تطوير العلاقات معها ، موضحا انه من الصعب دراسة جميع الملفات معها خلال هذه الزيارة من دون ان يوضح ماهية هذه الملفات و قال ان زيارة الوفد السوري للعراق الاسبوع الماضي لم تفشل و اضاف انها كانت بداية تعاون امني بين الحكومتين السورية و العراقية لطيّ الملف الأمني .

و عن تفعيل القضاء و محاكمة صدام حسين اشار الناطق الرسمي الى ان اجراءات تتخذ حاليا على اعلى مستوى لترتيب القضاء العراقي و تحسين ادائه و قال " قريبا ستسمعون اخبارا طيبة عن ملف محاكمة صدام و الذي بدأ يتحرك بشكل جدي" من دون اعطاء تفصيلات اخرى . و حول تقرير وزارة الدفاع البريطانية عن حصول تعذيب و انتهاكات لحقوق الانسان في مراكز الشرطة العراقية اعترف كبة بذلك لكنه اكد رفض الحكومة لهذه الممارسات مشيرا الى انها ترجع الى ثقافة العنف التي تسود المجتمع العراقي موضحا ان السلطات تدخل ضباط و افراد الشرطة في دورات للتدرب على احترام حقوق الانسان مشددا على ان الحكومة تراقب هذه الانتهاكات و تسعى لوقفها .