أسامة العيسة من القدس : اتهم زياد البندك، وزير السياحة والآثار الفلسطيني، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ ما أسماها جريمة بشعة أخرى بحق الآثار الفلسطينية.

وقال البندك بأن قوات الاحتلال أقدمت يوم أمس الثلاثاء على تجريف موقع أثري هام يحتوي على بقايا كنيسة بيزنطية على شاطيء مدينة دير البلح.

و كانت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية كشفت عن معالم هذا الموقع الأثري قبل سنوات ويحوي أرضية من الفسيفساء الملونة تعود استنادا إلى النقش الكتابي فيها إلى عام 586 ميلادية.

و أرسلت الوزارة عام 2000 الجزء الخاص بالرواق الأوسط من الموقع إلى مدينة ارلي الفرنسية، حيث جرى هناك ترميمه ومن ثم عرض في المعرض الذي نظمته الوزارة بالتعاون مع مدرسة الآثار الفرنسية في معهد العالم العربي بباريس.

وقال البندك "ان هذا الاعتداء الإسرائيلي على تراثنا وأثارنا التي نعتز ونفخر بها يشكل انتهاكا واضحا وصريحا للمواثيق والمعاهدات الدولية ومنها معاهدة لاهاي للعام 1954 والتي تمنع التنقيب أو التعرض للمواقع الأثرية في المناطق المحتلة وفي مناطق النزاع المسلح وأيضا تتعارض مع اتفاقية نقل الصلاحيات لعام 1994 والتي تلزم الجانب الإسرائيلي بحماية المواقع الأثرية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها".

واعتبر البندك تدمير المواقع محاولة واضحة " لإزالة الشواهد الهامة على تاريخ وماضي شعبنا واصالة وعراقة هذا البلد مهد الديانات والحضارات، ويتسبب في ضرب السياحة الفلسطينية وتدمير مقوماتها الأساسية والتي تعتمد بشكل أساسي على هذه المواقع الأثرية".

وأشار البندك بأن وزارته ستتواصل مع المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية الدولية بالحفاظ على الآثار والتراث للتحرك العاجل والسريع من اجل الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف مثل هذه التعديات على الآثار والتراث الفلسطيني، ومن اجل حمايتها والحفاظ عليها.

وأضاف إلى أن وزارته ستعمل أيضا "على فضح هذه الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية على كافة الأصعدة والمحافل الدولية".