الاستخبارات الأميركية اختلست مليار دولار من العراق
صدام استخدم شبكة سرية للمراسلات لقيادة حركة التمرد

إقرأ أيضا

مقتل صحافي عراقي يعمل لوسائل اعلام غربية

المفكرالسياسي الاسلاميإياد جمال الدين لـ"ايلاف":
الدستور العراقي كتب على الطريقة الايرانية

لندن، واشنطن : ذكرت صحيفة "الانديبندنت" البريطانية اليوم نقلا عن وزارة المالية العراقية ان وزارة الدفاع تعرضت لعملية نصب بقيمة مليار دولار الامر الذي اعاق بشكل خطير قدرات الحكومة على دحر التمرد. ونشرت الصحيفة تقريرا خاصا حول مليار دولار من ميزانية وزارة الدفاع العراقية مفقودة. وحملت الصفحة الرئيسية للجريدة عنوان "كيف سلبت اموال وزارة الدفاع؟." وقالت ان تلك الاموال كانت مخصصة لتدريب وتسليح الجيش العراقي لمواجهة هجمات المسلحين. ووصف علي علاوي وزير المالية العراقي في مقابلة مع الاندبندنت عملية اختفاء الاموال بانها ربما تكون اكبر عملية سرقة في التاريخ. واوضح ان كميات ضخمة من الاموال قد اختفت، وفي المقابل حصلنا على معادن "خردة".

وقال مسؤولون عراقيون للصحيفة ان الخطة المحكمة للاستيلاء على الاموال جعلت الجيش ضعيفا في مواجهة المسلحين والسيطرة على العاصمة بغداد دون مساعدة القوات الاميركية. واضافوا ان هذه السرقة ايضا سوف تؤخر خروج القوات الامريكية من العراق والبالغ قوامها 135 الف جندي وهو الامر الذي تريده واشنطن. واوضحت الاندبندنت ان معظم الاموال الضائعة قد انفقت لشراء اسلحة من بولندا وباكستان.

وطبقا لعلاوي فإن الاتفاق لشراء تلك الاسلحة تم دون طرح مناقصة لتحديد افضل العروض. وقال ان توقيع العقود تم مع شركة في بغداد وليس مع شركات السلاح الاجنبية بشكل مباشر. واضاف ان الاموال تم دفعها في تلك الصفقات بشكل سريع عن طريق اموال وزارة الدفاع في البنك المركزي العراقي. واوضحت الصحيفة ان الاسلحة التي تم شرائها من بولندا تضمنت مروحيات سوفيتية الصنع عمرها 28 عاما. وقالت ان العمر الافتراضي لتلك المروحيات انتهى منذ ثلاث سنوات حيث يجب ألا تبقى صالحة للطيران لمدة تفوق 25 عاما.

ونشرت الاندبندنت ايضا ان العربات المصفحة التي اشتراها العراق ضعيفة جدا لدرجة ان رصاصة من بندقية خفيفة من الممكن ان تخترق جسم تلك العربات. واضافت ان البنادق الاميركية الصنع سريعة الطلقات التي تم شراؤها بتكلفة بلغت 3500 دولار للبندقية الواحدة تعادل في كفاءتها بندقية مصرية الصنع يبلغ سعرها 200 دولار فقط. وقالت الاندبندنت ان مسؤولين في الحكومة العراقية قالوا ان الكفاءة البالغة التي تمت بها عملية السرقة تدل على ان مسؤولين كبار في العراق متورطون في تلك السرقة. واضافت ان رجالا في المخابرات الاميركية ربما يكونوا ايضا قد لعبوا دورا رئيسيا في تبديد اموال وزارة الدفاع.


صدام قائد التمرد
من جانبها، ذكرت مجلة "التايم" الاميركية اليوم ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قاد عبر شبكة سرية للمراسلات، تمردا على القوات الاميركية في فترة تمتد من سقوط نظامه في نيسان/ابريل 2003 واعتقاله في كانون الاول/ديسمبر من السنة نفسها .وقال المجلة نقلا مسؤولين "حاليين وسابقين" في الاستخبارات ان صدام حسين الذي غير باستمرار مكان وجوده خلال هذه الفترة لتضليل اعدائه "كان يرسل باستمرار رسائل تضم تعليمات لاتباعه". واضافت انه "اوضح في واحدة من هذه الرسائل لدائرة من اقرب المحيطين به وسائل القتال وكيفية الابقاء على الاتصالات بين بعضهم البعض وطريقة اقامة اتصالات جديدة ووسائل مواصلة العمل سرا".
وتابعت الصحيفة ان "القرارات المتعلقة بهدف هجوم ومكانه وزمانه كانت تتخذ من قبل خلايا المتمردين" الذين كانوا يتلقون الاموال والاسلحة ودعما لوجستيا من اتباع صدام حسين.
وقد اتخذ الرئيس المخلوع قرارا استراتيجيا ادى الى توسيع نطاق حركة تمرد قاعدته البعثية لتشمل متطرفين دينيين او قوميين وغيرهم من المواطنين الذين يرفضون الاحتلال الاميركي.
وقالت الصحيفة انه "ارسل في بداية الخريف (2003) رسالة الى شركائه وامرهم بتغيير هدف العمليات من التحالف الى العراقيين المعاونين معه، اي مهاجمة مراكز الشرطة العراقية".
وانتقدت المصادر التي تحدثت اليها المجلة، استعدادات ادارة الرئيس جورج بوش لمرحلة ما بعد نظام صدام حسين. وقالت ان "الضباط يعتقدون انها حرب بدون موارد كافية وجميعهم تقريبا يرون انه لا يمكن كسبها عسكريا".