سمية درويش من غزة : أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، رفضها القاطع لربط ما يجري من أحداث بسلاح المقاومة ، داعية كل شرفاء الوطن الوقوف صفا واحدا لعزل ما وصفتهم بـ الشراذم الضالة التي تسيء إلى الشعب وتاريخه ونضاله . واعتبرت حماس مظاهر الفلتان الأمني والأخلاقي لا تعبر عن الشعب الفلسطيني ، مؤكدة رفضها التام لأي اعتداء على الأجانب ، طالما كانوا ضيوفا على الشعب الفلسطيني ، ولم يتدخلوا في الشؤون الداخلية ولم يخدموا مصالح العدو الإسرائيلي.

هذا وقد أصبح قطاع غزة مسرحا لعمليات خطف الرعايا الأجانب ، مع تزايد عمليات الخطف التي تقف ورائها مجموعات مسلحة ، تبرأت منها مختلف المنظمات الفلسطينية المقاومة ، على اعتبار إنها أعمال خارجة عن القانون وتتنافي مع العمل الوطني وتضر بمصالح الشعب والقضية الفلسطينية. وكان مسلحون فلسطينيون اختطفوا صباح اليوم (الساندور بيرو) ، مواطنا ايطاليا في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ، خلال زيارته للمدينة ضمن وفد أوربي ، حيث اعترض المواطن الإيطالي مسلحين ملثمين وقاموا باختطافه والتوجه به إلى منطقة مجهولة . ويأتي خطف المواطن الإيطالي ، بعد يوم واحد من الانتهاء من أزمة الرهائن البريطانيين الثلاثة الذين اختطفوا في رفح يوم الأربعاء الماضي ، حيث أصبحت عمليات الخطف هذه تشكل هاجسا يوميا للفلسطينيين ، وقلقا للأجانب العاملين في قطاع غزة.

من جهتها فقد نفت وزارة الداخلية والأمن الوطني ، الشائعات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام بأن السلطة الوطنية قدمت فدية لخاطفي الرعايا البريطانيين الثلاثة الذين أفرج عنهم ليلة الجمعة/ السبت. وأكدت الوزارة في بيان لها ، أن عملية الإفراج تمت بعد أن تمكنت قوات الأمن والشرطة من تضييق الخناق على الخاطفين وكذلك نتيجة للضغط الشعبي وإدانة واستنكار عملية الخطف ، ورفض كل الجهات تبني هذه العملية أو توفير الحماية لمرتكبيها، ما اضطرهم لتصوير الرعايا المختطفين في شريط تليفزيوني تم توزيعه بعد الإفراج عنهم تحت اسم وهمي لا وجود له. وشددت الوزارة في بيانها أمس على خطورة ظاهرة الاختطاف وكل أعمال الفوضى وتجاوز سيادة القانون التي أصبحت تمثل خدمة مجانية لأعداء شعبنا وفي مقدمتهم الاحتلال الإسرائيلي كون هذه الأعمال تصب مباشرة في خدمة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى إشعال الفتنة ودفع المجتمع الفلسطيني للاحتراب الداخلي.

ويشار هنا بان العام المنصرم شهد عشر عمليات خطف لأجانب في مناطق متفرقة بقطاع غزة ، كان من بينهم بريطانيين وفرنسيين وهولنديين ، كما أكد برنامج غزة للصحة النفسية في بيان أرسله لـ(إيلاف) ، بان عمليات الخطف هذه تهدف إلى تفريغ قطاع غزة من الأجانب .