مراد عباس من الجزائر: قال الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي إنه قرر الركون إلى الراحة بعد أزيد من ستين سنة قضاها في العمل الدبلوماسي، وقال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في أفغانستان ومن بعدها العراق اليوم في حصة quot;سؤال الساعةquot; التي تبثها القناة الإذاعية الجزائرية الثالثة الناطقة بالفرنسية، quot;أعتقد أن الوقت قد حان للركون إلى الراحة بعد 62 سنة من العملquot;، وأضاف أنه غير متأسف على مغادرة مكتبه الكائن بالطابق الـ 38 من مبنى الأمم المتحدة في مدينة نيو يورك الأميركية.

ويتضح من هذا التصريح أن الدبلوماسي الجزائري المخضرم والمعروف بأنه رجل المهمات الصعبة، قد وضع حدا لكل التأويلات التي أوردتها بعض الأوساط السياسية والإعلامية وقضى على المضاربات التي صورته على أنه الخليفة المرتقب لرئيس الجمهورية في حالة عدم إكماله لعهدته الثانية جراء المرض الذي ألم به، خاصة وأن تاريخ استقالة الإبراهيمي من وظيفته بالأمم المتحدة تزامن مع مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ومعروف عن الإبراهيمي أنه قريب من صناع القرار في الجزائر، وتشير بعض المصادر المطلعة إلى أنه حضر اللقاء السري الذي جمع رجالات السلطة والجيش في سنة 1992 وأفضى إلى توقيف المسار الانتخابي لتشريعيات نفس السنة التي كان فيه فوزا ساحقا للجبهة الإسلامية للإنقاذ شبه مؤكد.

ويبلغ الإبراهيمي من العمر 72 سنة وهو من مواليد محافظة المدية التي تقع حوالي 100 كلم جنوب العاصمة الجزائر، وقد باشر مهامه الدبلوماسية بداية من الثورة التحريرية عندما فوضته جبهة التحرير الوطني لتمثيلها في اندونيسيا ثم مصر قبل أن يعين مرة أخرى في بريطانيا، التي لم يلبث أن عاد إليها في سنة 1971 كسفير لبلاده إلى غاية 1979، وبعد وصول الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد إلى السلطة في نهاية السبعينيات عينه مستشارا دبلوماسيا له من سنة 1982 إلى 1984، ثم وزيرا للخارجية في سنة 1989.