محمد الخامري من صنعاء : بعد كارثة انهيار جبل الظفير بمديرية بني مطر غرب صنعاء والتي لازالت عملية الإنقاذ جارية حتى اليوم بعد انتشال أكثر من 55 جثة من تحت الأنقاض وتأكيدات بوجود مالا يقل عن 100 شخص لا يزالون تحت الصخور ، علمت quot;إيلافquot; من مصادر محلية بمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز أن أهالي قرية عكاد ابلغوا السلطات المحلية بالمحافظة عن وجود انزلاق صخري في الجبل المطل على القرية.
وأضافت المصادر أن محافظ المحافظة وجه اليوم بزيارة الموقع المذكور برفقة فريق جيولوجي متخصص من جامعة تعز لدراسة الحالة وتحليل الظاهرة والرفع بها لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها قبل تكرار كارثة الظفير مرة أخرى.
من ناحيته قال الباحث الجيولوجي صالح أحمد مجوحان المتخصص في الانهيارات الأرضية والذي يعمل لدى هيئة المساحة الجيولوجية أن عدداً من المرتفعات الغربية في اليمن تتعرض إلى العديد من المخاطر الطبيعية ومنها الانهيارات الأرضية، مشيراً إلى انه حدد 40 موقعا خطرا في الانهيارات الأرضية بمحافظتي المحويت وعمران منها هذا قرية الظفير التي وقعت فيها الكارثة مؤخراً لدراسته بحكم خطورته وحجم الكوارث المتوقع حدوثها.
وأضاف مجوحان ان هيئة المساحة الجيولوجية لم تتجاوب معه بل اتهمته بالجنون ومنعته من التحدث عن هذه المواقع خوفا من إقلاق الأهالي وبث الرعب في نفوسهم.
وكانت هيئة المساحة الجيولوجية أوضحت بأن الانهيار الصخري في الجبل المطل على قرية الظفير نتج عن زيادة ثقل البروز الصخري في أعلى الجبل على صخوره السفلية المكونة من الحجر الرملي الرسوبي الشديد التأثر بعوامل التعرية ، إلى جانب وجود حركة لهذه الكتل ما أدى إلى هذه الانزلاقات.
ورأى التقرير الأولي لفريق النزول الميداني التابع للهيئة أن الطبيعة الجيولوجية في المنطقة جعلت من منطقة الظفير من أبرز المناطق تعرضاً لظاهرة حركة الكتل الصخرية المسببة للانهيارات الصخرية ، مشيراً إلى أن المنطقة كانت قد تعرضت في فترات زمنية سابقة لتساقط كتل صخرية مختلفة الأحجام، وجد الكثير منها أسفل الجبل المطل على القرية.
وارجع التقرير وقوع هذه الظاهرة لعدة أسباب أبرزها :
1- المكونات الأساسية لصخور الحجر الرملي الرسوبي المكونة للمنطقة ، كون صخور الحجر الرملي الرسوبي تعد من الصخور المتحركة وغير الثابتة على مدى فترات ليست بطويلة ، لما تمتاز به من خصائص تتمثل بعدم التجانس في محتواها المعدني ، واحتوائها على التراكيب المصاحبة مثل المسامات والتطابق المتقاطع ووجود المعادن الطينية التي تملئ الشقوق والتكسرات الموجودة في صخور الحجر الرملي .
2- وجود العديد من الممرات المياه في هذه المنطقة أسهم في تقسيم الطبقات الصخرية الرملية المترسبة والمتماسكة إلى كتل صخرية مفصولة تؤول الى السقوط كلما شكلت منحدراً مع مرور الزمن.
3- وقوع المنطقة بالقرب من فالق يفصل ما بين الصخور البركانية الثلاثية والصخور الرسوبية ادى الى وجود مجاميع صخرية ضعيفة تحتوي على العديد من الشقوق والتكسرات وقواطع الصخور البركانية.
4- تعتبر صخور الحجر الرملي سهلة التعرية وتأثير العوامل المختلفة مثل الرياح, والمياه, واختلاف درجة الحرارة, والعوامل الحياتية المختلفة(العوامل البشرية, النباتات), وقد ادت هذه العوامل الى نحت الجزء السفلي من الجبل وبقاء الجزء العلوي معلقا.
5- يحتمل أن عملية سحب المياه الجوفية بشكل كبير من المناطق المحيطة بالطبقات الصخرية المكونة لهذه الجبال ادت الى حدوث هبوط بسبب الفراغات الناتجة عن سحب هذه المياه.
وأكد التقرير بان تلك الطبيعة الجيولوجية تسببت في حدوث حراك مستمر للكتل الصخرية وانزلاقها ، وأدت الى سقوط كتل صخرية كبيرة من الجبل المطل على القرية ، تراوحت أبعادها ما بين (10 ، 20 ، 70) سم وبمساحة 14 ألف متر مكعب ، غطت مساحة ارضية تتراوح بين ( 75 - 120) متر مربع مما أدى إلى تدمير حوالي (15)منزلا تدميرا كاملا في الجزء الجنوبي من القرية.
كما أوصى تقرير فريق الخبراء الجيولوجيين , بضرورة تنفيذ دراسات تغطي مناطق أخرى مماثلة وخاصة المناطق التي يتواجد فيها تجمعات سكانية ، والاهتمام بالعمل الجيولوجي البيني الذي يهتم بمثل هذه الدراسات ووضع الحلول الملائمة قبل حدوث مثل هذه الظواهر من خلال عملية التخريط الهندسي لهذه المواقع , وإجراء الدراسات الجيوبيئية اللازمة قبل البدء بإنشاء المرافق الحيوية مثل الطرقات والجسور والسدود والخزانات الأرضية في مناطق المنحدرات ، بالإضافة إلى إجراء متابعة دورية ومستمرة لمعرفة مدى استقرارية تربة المناطق المعرضة للانهيارات.
من جانب آخر وفي سياق متصل عبر أهالي منطقة عسن وجرب الماء بمديرية مغرب عنس (50 كم) غرب مدينة ذمار عن تخوفهم من إمكانية حدوث انزلاقات أو انهيارات صخرية قد تتعرض لها منازلهم من مرتفعات حصن عسن المطل على هذه المناطق، والتي تقدر أعداد المنازل المهددة بأكثر من (90) منزلاً يقطنها حوالي (1000) نسمة ، حيث عقد المجلس المحلي بمحافظة ذمار اليوم اجتماعاً طارئاً لمناقشة الوضع في هذه المناطق برئاسة محافظ ذمار الذي وجه بتشكيل فرق النزول الميداني إلى المنطقة لمعرفة إمكانية التدخل واتخاذ الحلول المناسبة لتلافي مثل هذه الكوارث بداية بعمل الجدران الساندة والقيام بتفتيت الكتل الصخرية بطريقة التفتيت الكيميائي.
موجهاً أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة إلى الرفع بتقارير عن المناطق التي تعاني من نفس المشكلة في مختلف مديريات المحافظة.
وكانت قرية الظفير بمديرية بني مطر الواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب مدينة صنعاء تعرضت مساء الأربعاء الماضي لكارثة إنسانية فادحة بانهيار الجبل المطل على القرية الذي انشق نصفين، نصفه بات نائما على سكان القرية بعد أن تفكك إلى عشرات الصخور الكبيرة، فيما لا يزال نصفه الآخر يشكل خطرا قائما يهدد سكان المنطقة الذين غادروا مساكنهم خوفا من تكرار الكارثة مرة أخرى.
التعليقات