سمية درويش من غزة : بدأ المراقبون الأوربيون بالانتشار في قطاع غزة والضفة الغربية ، وسط إجراءات كبيرة من الحيطة والحذر خشية من تعرضهم لعمليات خطف على أيدي الجماعات المسلحة . و يأتي هذا الانتشار الأوروبي للمراقبة على الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري ، في ظل موجة الفلتان الأمني الذي يضرب قطاع غزة ، ومتزامنا أيضا مع إغلاق لجنة الانتخابات المركزية باب الانسحاب أمام مرشحي الانتخابات .

وأوضحت فيرونيك دي كيسير رئيسة فريق المراقبين الأوروبيين في مؤتمر صحافي عقدته صباح اليوم ، إن اثنين وثلاثين مراقبا أوروبيا تلقوا تعليمات واضحة بتوخي الحيطة والحذر تحسبا لأي طارئ وانه يتم تقييم الموقف على مدار الساعة لتفادي تعرضهم لأي خطر. وكانت الأيام القليلة الماضية شهدت عدة عمليات خطف لرعايا أجانب في قطاع غزة ، إلى جانب تفجير نادي تابع للأمم المتحدة على شاطئ بحر غزة. ورغم الانتشار الذي شهدته المدن الفلسطينية للمراقبين الأوربيين ، إلا أن هناك أصوات لا تزال تدعو لتأجيل الانتخابات فيما رح البعض بالتهديد بتخريب الانتخابات في حال لم تجر الانتخابات في القدس .

وشدد محمد دحلان وزير الشؤون المدنية المستقيل ومرشح فتح في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة ، على أن الفلسطينيين يجب أن لا يسمحوا لأحد بتأجيل الانتخابات التشريعية مهما كانت نتائجها ، مؤكدا على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها حتى لو كانت النتيجة انتصار حركة حماس .
بدوره هدد الناطق الإعلامي باسم كتائب أبو الريش احد الأجنحة العسكرية التابعة لحركة فتح ، بعرقلة الانتخابات التشريعية إن لم تنظم في القدس الشرقية وفق المعايير الفلسطينية. كما اعتبرت اللجنة المركزية لحركة فتح في اجتماع طارئ عقدته الليلة الماضية أن مشاركة فلسطينيي القدس الشرقية في الانتخابات التشريعية شرط أساسي للمضي قدما في تلك الانتخابات.

ويعبر العديد من الفلسطينيين عن قلقهم من الحالة التي وصلت إليها الأمور بسبب الانتخابات التشريعية . وقالت المهندسة هدى محمود لـ(إيلاف) ، quot; بأننا أصبحنا في حيرة ، إن تم عقد الانتخابات فهناك من يهدد بتخريبها ، وفي حال أجلت أيضا هناك منظمات تهدد بتصعيد الأوضاعquot;. وتعبر تلك الكلمات عن الحيرة التي وصل إليها الشارع الفلسطيني ، وعدم قدرته على تحديد الاصوب له للوصول إلى وضع امن ومستقر.