خلف خلف من رام الله: من الصور المتناقضة التي تبرز في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اختلاف الاهتمامات حول القضايا والمسائل لكلا الجانبين، ففي الوقت الذي ينشغل فيه الفلسطينيون في هذه الأيام حول مصير انتخاباتهم التشريعية المقررة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري والتي تزداد غموضا مع تضارب التصريحات من المسؤولين، ينشغل الإسرائيليون في هذا الوقت بالذات في قضية تنويم شارون أثناء إجراء عملية القسطرة يوم الخميس المقبل. وانقسمت الاراء حول الموضوع، فيطالب بعض المسؤولين الإسرائيليين بضرورة نقل الصلاحيات من شارون لنائبه ايهود أولمرت، وعلى النقيض من ذلك، قال الأطباء المشرفون على شارون أنهم ما زالوا يدرسون كيفية أجراء العملية أما عن طريق التنويم التام أو بتغييب الوعي الجزئي، وفي المقابل من ذلك قالت مصادر في ديوان شارون أن وزير الدفاع هو الذي سيتخذ قرارات حاسمة في موضوعات أمنية مستعجلة، إذا ما نجمت حينما لا يكون شارون أهلا لاتخاذ قرارات.
وقالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية أن بعض المسؤولين في ديوان شارون يزعمون أنه في حالة أن شارون سيُغيب عن الوعي قليلا لن تكون هناك حاجة إلى نقل صلاحياته، ومع ذلك، فان المستشار القضائي يميل إلى أن يقرر أنه إذا لم ينُوّم شارون أيضا، فستكون هناك حاجة إلى نقل صلاحياته، لأنه لن يكون أهلا للوفاء بوظيفته في الزمن الذي ستُجرى فيه عليه القسطرة تحت تغييب الوعي الجزئي.
ومن ناحيته، قال اولمرت إن عملية القسطرة التي ستجري على شارون quot;بسيطة جدا وسريعةquot;، وأنه لا شك لديه أنه لن تكون هناك حاجة إلى نقل الصلاحيات، لكن ليئور حوريف، مستشار شارون قال quot;إذا كانت هناك حاجة إلى أن يأتي قائم بأعمال فان الأمر سيتم قبل العملية الجراحية، وعلى أية حال سيصدر بذلك إعلان مرتب للجمهور، رؤساء الحكومة يذهبون أيضا للنوم في الليل ويكون لهم أحيانا نوم عميق، وكذلك تجرى على رؤساء حكومة أيضا علاجات أسنان تنوم فيها أفواههquot;، قال حوريف.
وقالت يديعوت أن أطباء شارون سيجرون في الأيام القريبة مشاورات ويقررون هل يُنوم أو يُكتفى بتغييب الوعي الجزئي، مضيفة أن التقديرات في ديوان شارون أن القرار لن يُتخذ قبل يوم الأربعاء، الى ذلك الحين سيتحدث الأطباء إلى شارون ليعرضوا الامكانات عليه.
وفي السياق ذاته، قدرت جهات مقربة شارون أمس أنه سيُنوّم في نهاية الأمر، ولكن جهات في الديوان بيّنت أن الحديث عن مدة زمنية مقدارها 40 دقيقة من التنويم وساعتان أخريان من التنبه، وهكذا اذا نُقلت صلاحيات رئيس الوزراء، فان الحديث عن ساعات معدودة، في المُحصل سيمكث شارون في المستشفى 24 ساعة.
هذا ومن المقرر أن بخرج شارون صباح الجمعة المقبلة من المستشفى إلى بيته الخاص في مزرعة شكاميم، وهناك سيستريح في أثناء نهاية الأسبوع، وما زال موضوع مشاركة شارون في جلسة الحكومة الإسرائيلية التي تعقد كل يوم الأحد غامضة.