سمية درويش من غزة: اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، الليلة اثنين من قادة المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة ، في قصف صاروخي استهدف سيارتهما خلال غارة جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي.

وذكرت مصادر فلسطينية ، أن الشهيدين هما سعيد أبو الجديان قائد سرايا القدس في منطقة شمال غزة ، ومرافقه أكرم قداس ، والد الشهيد إياد قداس أحد قادة شهداء الأقصى الذي استشهد في غارة مماثلة قبل عدة أسابيع .

بدوره توعد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، حكومة تل أبيب برد سريع ومزلزل في قلب المدن الإسرائيلية على عملية اغتيال نشطائه، مؤكدا في الوقت ذاته أن الجريمة لن تمر دون عقاب.

وقد جاء هذا الاغتيال الإسرائيلي بعد مرور 48 ساعة على انتهاء الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، حيث شهدت الأيام الأخيرة تصعيدا عسكريا خطرا ، خاصة في ظل استمرار القصف المدفعي الإسرائيلي تجاه شمال قطاع غزة ، بهدف ردع المقاومة من إطلاق صواريخها تجاه البلدات اليهودية.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد تمكنت العام الماضي من تنفيذ خمس عمليات تفجيرية في قلب إسرائيل ، كان آخرها العملية الفدائية التي هزت قلب مدينة نتانيا في الخامس من الشهر الماضي ، وأسفرت عن مقتل ستة إسرائيليين على الأقل.

كما يأتي هذا الاغتيال في ظل حالة الخوف التي تعيشها الدولة العبرية لتزايد الإنذارات الساخنة التي تنهال على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، وتشير إلى نية مجموعات فلسطينية تنفيذ عمليات تفجيرية ضخمة في قلب إسرائيل.

وكانت قد أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى في صفوف أجهزتها الأمنية والشرطية ، حيث نصبت العديد من الحواجز على مشارف المدن إلى جانب التواجد المكثف لرجال الشرطة بالقرب من محطات الحافلات والمطاعم والأسواق ، والتي غالبا ما تشكل هدفا للفدائيين.

وكانت المنظمات الفلسطينية المسلحة قد أعلنت ليلة وداع عام 2005 ، انتهاء الهدنة مع إسرائيل التي تم الاتفاق عليها في شباط (فبراير) الماضي ، متوعدة في الوقت ذاته بعمليات عسكرية ومواصلة قصف التجمعات اليهودية القريبة من قطاع غزة.

وكشفت الإذاعة الإسرائيلية عن تلقي الأجهزة الأمنية نحو خمسين إنذارا بهجمات يستعد فلسطينيون لشنها ، بينها عشرة إنذارات ساخنة.

ويتوقع مراقبون للأوضاع الميدانية بان الأيام القليلة المقبلة ستشهد تصعيدا عسكريا من نوع جديد بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي ، لإصرار إسرائيل على مواصلة مسلسل الاغتيالات بحق نشطاء الانتفاضة.