خلف خلف من رام الله: فيما وصف بالقنبلة السياسية التي ستبعثر الأوراق في منطقة الشرق الأوسط من جديد، كشف اليوم عن بلورة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون خطة بديلة لخريطة الطريق يدعمها وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، وتعتمد الخطة الجديدة حسب ما كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية على انسحاب كبير من معظم أراضي الضفة الغربية من جانب واحد، وترسيم الحدود الشرقية لدولة إسرائيل بالاتفاق مع الولايات المتحدة، وكشف الصحفيان الإسرائيليان أمنون دنكنر وبن كسبيت أن المحيطين بشارون بلوروا الخطة الجديدة، وذلك بعد أن تبين أنه لا أمل في تنفيذ خريطة الطريق، هذا وستعقد الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل مباحثات سرية مكثفة يتم فيها تحديد الحدود الشرقية لإسرائيل.

وبينت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان هذه الخطة تعتمد على افتراضين أساسيين، الافتراض الأول هو أنه من المتوقع حدوث موجة إرهاب كبيرة بعد إجراء الانتخابات الفلسطينية، فحسب تقديرات أجهزة الاستخبارات تستعد حركة حماس للقيام باعتداءات وأنشطة تخريبية على نطاق لم يسبق له مثيل خلال شهر شباط (فبراير) أو آذار (مارس)، وأما الافتراض الثاني فهو أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن لن يتمكن من احتواء حماس وتهدئة الوضع في كل الأحوال. وهو ما يعني أن أبا مازن لن يستطيع الوفاء بالحد الأدنى من اشتراطات خريطة الطريق والذي يتمثل في القضاء على البنية التحتية للإرهاب. وفي ظل مثل هذا الوضع ستكون كل الظروف مهيأة للإعلان بشكل نهائي عن وفاة خريطة الطريق، على حد تعبير صحيفة معاريف التي نشرت مقتطفات من الخطة.

وأضافت: بعد تأكيد هذا الطرح وحشد إجماع عام حوله ينوي شارون استغلال الفرصة في العامين القادمين من حكم إدارة بوش. حيث يبدي بوش كما هو معروف تعاطفاً مع شارون ومع سياسة حكومته. وبعد الإعلان عن يأس تام من كون الفلسطينيين شريكًا منتظراً لإسرائيل، فإنه على حد قول دنكنر وكسبيت، من المنتظر حدوث الانفجار الحقيقي على مستوى السياسة الداخلية والخارجية والذي يتمثل في: اتفاق تاريخي مع الولايات المتحدة الأميركية يحدد الحدود الشرقية لدولة إسرائيل.

وتابعت: وفي إطار الجهود التي تجري لإقناع الأميركيين يجري طرح الصفقة التالية: سيكون في استطاعة إدارة بوش أن تتباهى بأنها الوحيدة من بين الإدارات الأميركية التي أقنعت إسرائيل بالانسحاب من معظم أراضي الضفة، وإخلاء مستعمرات كثيرة والسماح بوجود دولة فلسطينية تتمتع بامتداد جغرافي. وستحصل إسرائيل من جانبها على موافقة أميركية على الرفض التام لحق العودة والسيادة على البلدة القديمة بالقدس بالكامل، وسيتم نقل الأحياء العربية حسب الخطة إلى السيادة الفلسطينية.

ولكن المصادر الإسرائيلية أوضحت أن هذه الخطة لم تلق بعد موافقة أميركية، ولكن تم الإعلان عن أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق الدكتور هنري كيسينجر هو أحد مؤيديها، ويتمتع كيسينجر بتأثير بالغ على دوائر السياسية الخارجية الأميركية.