البريطانية كيت بيرتون عازمة البقاء في غزة
لندن: الخطف كان إهانة للسلطة وقوة للفوضى

كيت بيرتون الصبية التي اختطفها
مسلحون فلسطينيون مع والديها في غزة
نصر المجالي من لندن: قالت الفتاة البريطانية التي خطفت قبل ثلاثة أيام في قطاع غزة المحتل مع والديها الكهلين على أيدي مسلحين أنها عازمة على البقاء في قطاع غزة للمساهمة في مهمات إنسانية، ولكنها أعربت عن أسفها في أنها عرّضت والديها لهذه الحال المأساوي المحزن quot;كرهائن كان محتمل أن يتعرضوا للقتل في أية لحظةquot;، ورأى مراقبون بريطانيون أن الشرق الأوسط quot;يشهد لحظات خطيرة على تداعيات عمليات الخطف التي طالت غربيين في قطاع غزةquot;، وقال هؤلاء quot;مثل هذه العمليات تشكل إهانة للسلطة الفلسطينية، وهي أيضا دعم للقوى الفوضوية في المناطق المحتلةquot;.

وأبلغت الفتاة البريطانية هيئة الإذاعة البريطانية أنها كانت تهدف من مرافقة والديها هيو بيرتون (73 عاما) ووالدتها هيلين (55 عاما) وهم جميعا من مدينة نوربوري في مقاطعة بيركشير لزيارة قطاع غزة هو إطلاعهم على الظروف التي تعيشها في ممارستها الإنسانية مع سكان قطاع غزة.

وقالت صحيفة (إندبندنت) البريطانية في مقال عن الوضع في الاراضي الفلسطينية تحت عنوان quot;لحظة أخرى خطيرة في الشرق الاوسطquot; إن سلسلة عمليات الاختطاف الاخيرة في الاراضي الفلسطينية ركزت الأضواء مجددا على ما سمته القوى الفوضوية التي تهدد الاستقرار هناك. ورأت أن تلك العمليات تؤثر سلبا على صورة القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وأنه في حال استمرار هذه الاوضاع فمن المرجح أن quot;تجفquot; الاستثمارات الاجنبية في الأراضي الفلسطينية.

وأضافت الصحيفة quot;أن الخاطفين يقوضون بقوة سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يبدو ضعيفا حتى في مواجهة الجماعات المسلحة الصغيرةquot;، وقالت quot;أن فقدان السيطرة يبرز بقوة في قطاع غزة الذي تسبب فيه quot;فساد نظام الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفاتquot; في قطع الروابط بين القيادة والشعب.

وتعتقد إنديبندانت أن أحد أسباب زيادة عمليات الاختطاف الانسحاب الاسرائيلي من غزة والذي خلف فراغا في السلطة سعت الجماعات المسلحة إلى ملئه. وأضافت quot;وبالتالي وجد عباس نفسه أمام مهمة مستحيلة فهو إن حاول ترسيخ سلطته بمواجهة المنظمات المسلحة فمن المرجح أن يتصاعد التوتر وتتزايد حالة عدم الاستقرار، وإن هو فشل في اتخاذ إجراءات سريعة للحيلولة دون وقوع مزيد من عمليات الاختطاف فإنه بذلك يجازف بتقويض حق حكومته بأن تكون الممثل الوحيد والمتحدث باسم الشعب الفلسطينيquot;.

ودعت صحف بريطانية أخرى إلى أن أفضل ما يمكن أن يتطلع إليه الفلسطينيون في الوقت الحالي هو أن تتمخض الانتخابات التشريعية عن تشكيل حكومة ائتلافية تضم حركتي فتح وحماس وربما بعض الشخصيات المستقلة المحترمة.

وتناولت صحيفة (ديلي تلغراف) من جانبها موضوع إعادة إضفاء الشرعية على قيادة عباس، وتناولت quot;إهانةquot;
تناولت الصحيفة مسألة قرار الفصائل الفلسطينية المسلحة بإنهاء الهدنة مع إسرائيل والتي دامت 12 شهرا، ورأت في ذلك quot;إهانةquot; لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الوقت الذي يتوقع أن يخيم فيه العنف على الانتخابات المقبلة.

وقالت ديلي تلغراف إنه رغم قرار حماس إنهاء التهدئة رسميا quot;فإن محللين يرون إنه من غير المتوقع أن تلجأ الحركة إلى أعمال العنف لأنها تأمل في تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات نهاية الشهر حيث أن أي عملية كبيرة ستوفر ذريعة لإلغاء الاقتراعquot;.

ورأت الصحيفة البريطانية اليمينية أن عباس غير قادر على وقف مسلسل اختطاف الأجانب في غزة، بما في ذلك اختطاف أسرة بيرتون البريطانية الذي يعتقد على نطاق واسع أن فصائل مسلحة منشقة عن حركة فتح مسؤولة عنه، في الوقت الذي هو عاجز فيه أيضا عن توحيد فتح.

يذكر أن الفتاة البريطانية كيت بيرتون كانت تعمل مع منظمة quot;الميزان لحقوق الانسانquot;، وكانت تساعد في جمع التبرعات وتنظيم عبور سكان غزة الى اسرائيل لتلقي العلاج، كما كانت تدرّس اللغة الانجليزية في المساء.

وقالت درين ابو جهال، احدى معارف الشابة المختطفة، للجارديان انها كانت متحمسة للعمل في غزة وانها كانت تفضلها على الضفة الغربي. quot;لم نكن نرها كثيرا لأنها كانت تعمل كثيرا وكانت دائما متعبةquot;، واضافت ابو جهال ان كيت quot;لها شخصية تمكنها من التغلب على موقف كهذا، وان لها طريقة في تكلم العربية quot;تسر السامعين.quot;

وأخيرا، كانت صحيفة الغارديان قالت في تحليل لها بعد يوم من خطف الشابة البريطانية كيت بيرتورن التي في قطاع غزة quot;انه على خلاف عمليات الاختطاف الاخرى التي استهدفت اجانب في المنطقة، والتي عادة ما تحل خلال ساعات معدودة، لم يقم المختطفون هذه المرة باي اتصال لمدة 24 ساعةquot;. ويعتقد أن بورتن كانت تصحب والديها في جولة تفقدية في رفح على الحدود مع مصر، عندما اختطفوا. وعادة ما تختطف جماعات مسلحة أجانب وتحتفظ بهم كرهائن للضغط على السلطة الفلسطينية من أجل الحصول على مال أو وظائف أو من أجل إطلاق سراح معتقلين.