واشنطن لا ترى سببا لتأجيلها
إسرائيل تعرقل حملة الانتخابات الفلسطينية في القدس الشرقية
القدس، واشنطن: اعلنت واشنطن انها لا ترى سببا يدعو الى تأجيل الانتخابات الفلسطينية المقررة في 25 كانون الثاني (يناير) وان اثنين من المسؤولين الاميركيين سيتوجهان الى المنطقة في محاولة لحل مسألة مشاركة فلسطينيي القدس في التصويت، فيما سادت حالة من التوتر في عدة مناطق ولا سيمافي القدس الشرقية التي سعت فيها الشرطة الاسرائيلية لمنع المرشحين من بدء حملاتهم الانتخابية.
واشنطن تعارض التأجيل
وفي واشنطن دعا الرئيس الأميركي جورج بوش الى تمكين الناخبين الفلسطينيين من الوصول لصناديق الاقتراع ولاسيما في القدس الشرقية العربية. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك في تصريح صحافي quot;لا نرى سببا يحول دون تنظيم هذه الانتخابات في 25 كانون الثاني/ينايرquot;.واضاف quot;نعتقد ان السلطة الفلسطينية يجب ان تركز على التحضير لهذه الانتخاباتquot;.
وقد حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاثنين من انه سيقرر تعليق الانتخابات التشريعية المقررة في 25 كانون الثاني/يناير اذا لم تسمح اسرائيل لفلسطينيي القدس في المشاركة فيها.ويبقى تنظيم العملية الانتخابية في الجزء الشرقي من القدس الذي احتلته اسرائيل وضمته، معلقا بانتظار موافقة السلطات الاسرائيلية.
وقد منعت الشرطة الاسرائيلية الثلاثاء مرشحين الى الانتخابات التشريعية من تنظيم حملتهما الانتخابية في القدس الشرقية. وسيتوجه كل من ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط واليوت ابرامز مستشار الرئيس الاميركي جورج بوش للشرق الاوسط الاربعاء الى المنطقة لبحث المسالة مع الطرفين.وقال ماكورماك quot;سنعمل مع السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية وسنشجعهما على بحث هذا الموضوع (القدس الشرقية) بما يسمح للانتخابات ان تمضي قدماquot;.
عرقلة الحملات الانتخابية
ومنعت الشرطة الاسرائيلية التي تلقت تعليمات بمنع النشاط الانتخابي في القدس المرشحين من بدء حملاتهم الانتخابية في القدس الشرقية العربية. وضربت الشرطة بعض المرشحين بالهراوات واعتقلت سبعة منهم بينهم قيادي محلي في حركة فتح. واشتبكت الشرطة الاسرائيلية مع فلسطينيين يقومون بحملة انتخابية لشغل مقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة القدس الشرقية العربية.
وقال شموئيل بن روبي المتحدث باسم شرطة القدس ان المشتبه بهم جرى استجوابهم بسبب quot;النشاط غير القانوني للسلطة الفلسطينية في القدس.quot;
ويهدد العنف المتزايد في قطاع غزة ايضا بتاخير الانتخابات الفلسطينية. وتفجر اطلاق نيران بعد الغروب يوم الثلاثاء بعد ان اعتقلت الشرطة الفلسطينية مشتبها به في خطف ثلاثة مواطنين بريطانيين في غزة. وقال شهود عيان ان نحو 50 مسلحا من كتائب شهداء الاقصى وهي جناح مسلح لحركة فتح الحاكمة فتحوا النار في الهواء خارج مقر أمني في بلدة رفح وطلبوا الافراج عن المشتبه به.
وفي وقت لاحق اقتحم اكثر من 12 منهم ثلاث مبان حكومية ثم فجروا قنبلة اسفل سياج على حدود غزة مع مصر. ولم يتسبب الانفجار في وقوع اي اضرار. وأطلق سراح البريطانيين الثلاثة وهم كيت بيرتون الناشطة في مجال حقوق الانسان ووالداها يوم الجمعة بعد يومين من خطفهم. وكانت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم سرايا المجاهدين اعلنت مسؤوليتها عن الخطف.
وردا على هجمات صاروخية اطلقت اسرائيل قذائف مدفعية عبر حدودها مع غزة. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان القذائف سقطت قريبا من ضواحي مدينة غزة لكن لم تسبب اضرارا او تصب احدا بسوء.
وبدأت حركة فتح الحاكمة التي يتزعمها عباس حملتها الانتخابية عند قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات في حين تعهدت حماس بالقضاء على الفساد. وينظر للانتخابات المقررة يوم 25 من يناير كانون الثاني الجاري على نطاق واسع باعتبارها استفتاء على حكم عباس بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة العام الماضي الذي عزز الامال بشأن انهاء القتال واقامة دولة فلسطينية.
لكن تصاعد حالة الفوضى في غزة والمأزق الدبلوماسي المتعلق بالمخططات الاسرائيلية للضفة الغربية والقدس الشرقية العربية قلصا التأييد لحركة فتح الحاكمة التي تواجه كذلك اتهامات بالفساد وسوء الادارة. ومع انقسام فتح بين الحرس القديم وجيل من القادة الشبان ينافسونهم على السلطة وتنامي التأييد لحماس يتعرض عباس لضغوط من داخل الحركة الحاكمة لتأجيل الانتخابات.
وبرغم مشاكل فتح الا ان لعباس مصلحة شخصية في اجراء الانتخابات في موعدها المقرر كي يبين للوسطاء الغربيين انه ينفذ الاصلاحات الديمقراطية التي تعهد بها في اطار خطة خارطة الطريق. ومن شأن مشاركة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أن تساعد في ادماج الحركة في العملية السياسية. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس وهو يساعد في نشر ملصقات انتخابية ورايات الحركة الاسلامية الخضراء في أحد شوارع مدينة غزة quot;هناك أزمة فلسطينية وهذه الانتخابات هي المدخل لعلاج هذه الازمة.quot;
ويُنظر لحماس على نطاق واسع باعتبارها أقل فسادا من فتح ورحب العديد من الفلسطينيين بشبكة اعمالها الخيرية كما رحبوا بتفجيراتها الانتحارية ضد اسرائيل.
التعليقات