الياس توما من براغ : أكدت وزارة الخارجية البولندية أن العديد من سفراء بولندا في الخارج لا يحظون بثقة الحكومة البولندية اليمينية الجديدة ولاسيما منهم الذي كانت له علاقات بجهاز المخابرات الشيوعي السابق أو بالجهاز السياسي للحزب الشيوعي البولندي السابق .
وورد في بيان صدر عن الخارجية البولندية بأن من الظلم العميق استمرار هؤلاء الناس بشغل هذه المناصب المرموقة .
وعلى الرغم من عدم الإعلان رسميا عن أسماء السفراء الذين سيجري سحبهم إلا أن صحيفة غازيتا فيبورتشا البولندية الواسعة الإطلاع تؤكد بان الأمر يتعلق بسفراء بولندا في اليونان وبريطانيا وتشيكيا والدانمارك وكوريا الجنوبية والأرجنتين والصين وليتوانيا وألمانيا والسفير الحالي لبولندا في الأمم المتحدة اندرجيه تووبيك
ويؤكد الناطق باسم وزارة الخارجية البولندية بافيل دوبرولسكي أن عملية سحب السفراء ستنتهي في الربيع القادم غير انه سيتم سحب السفراء حسب قوله بشكل إفرادي وسيتم الأخذ بالاعتبار العديد من العوامل أثناء عملية سحبهم .
وقد لقي هذا التوجه للحكومة اليمينية البولندية المحافظة انتقاد الأوساط اليسارية المعارضة التي رأت فيه انتقاما سياسيا وقال نائب رئيس حزب اتحاد اليسار الديموقراطي المعارض ييرزي سزمايدزينسكي ان هذه الخطوة هي عملية تطهير فيما رأى حزب المنتدى المدني المعارض بان من المهم في هذه المسألة مراعاة المقدرات الشخصية للسفير وليس العوامل السياسية .
وتقول أوساط دبلوماسية بولندية بان هذا الأمر لا يعد مفاجأة لان وزير الخارجية البولندي ستيفان ميللر كان قد شكل فور استلامه منصبة لجنة مهمتها التدقيق في الأشخاص الذين يعملون في السلك الدبلوماسي البولندي كما سمع رئيس الحكومة كازيمير مارشينكوفوفيتش يتحدث أكثر من مرة بضرورة عدم السماح لخريجي معهد العلاقات الدولية الموسكوفي بالعمل في الدبلوماسية البولندية
وكان حزب القانون والعدالة الذي فاز بالانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في أيلول سبتمبر الماضي وشكل حكومة الأقلية الحالية قد تحدث عن مثل هذه الخطوة أيضا في برنامجه الانتخابي تحت عنوان إبعاد الكوادر الشيوعية السابقة التي لا تزال في السلطة كما تلقى هذه الخطوة دعم الرئيس البولندي الجديد ليخ كاتشينسكي كونه ينتمي إلى حزب القانون والعدالة وتحدث في برنامجه الانتخابي عن quot; تطهير quot; مؤسسات الدولة من نفوذ الشيوعيين السابقين
وكانت العادة في بولندا قد جرت بأن يقبل وزراء الخارجية بالتعيينات الدبلوماسية التي قام بها الوزراء الذين سبقوهم ولذلك يبدو أن الحكومة الحالية تتخلى عن هذا التقليد .