لقاءاته تشمل غير رسميين وتركز على الأمن والمساعدات
سترو يزور لبنان اليوم ويقاطع لحود
إيلي الحاج من بيروت : يبدأ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو مساء اليوم زيارته الأولى إلى لبنان منذ توليه منصبه في حزيران / يونيو 2001 ، وأكثر ما يلفت في زيارته أنه لم يطلب الاجتماع برئيس الجمهورية إميل لحود الذي تقاطعه بريطانيا عملياً منذ تمديد ولايته أواخر عام 2004 .
وقد وصفت مصادر دبلوماسية في بيروت زيارة سترو التي ستستمر إلى الجمعة المقبل بأنها quot;شديدة الأهمية في توقيتها ورمزيتها ومدلولاتها، فهي الأولى لوزير خارجية بريطاني إلى بيروت منذ عام 1993 وكان آخر من زارها على هذا المستوى ذلك العام الوزير دوغلاس هيرد. وكان قد تم الاتفاق بشأنها خلال اجتماع العمل الذي عقده وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ مع الوزير سترو على هامش القمة الاوروبية المتوسطية في برشلونة.
ويستقبل سترو والوفد المرافق في مطار بيروت وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ ، رغم اعتكافه مع بقية وزراء quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot; ، ومن المطار يتوجه الوزير البريطاني الى السرايا الكبيرة للاجتماع بالسنيورة على حدة قبل أن يتوسع الاجتماع بمشاركةعدد من الوزراء ، وستتناول المحادثات العلاقات الثنائيّة وسبل تفعيلها في مختلف المجالات، خصوصاً بعد الاتفاق الامني القضائي الذي أبرم أخيراً في وزارة العدل حول التعاون في تبادل المطلوبين والفارين من وجه العدالة، بالاضافة الى تطورات الاوضاع في المنطقة. ويقيم السنيورة على الاثر مأدبة عشاء رسمية على شرف سترو يشارك فيها من الوزراء والنواب والشخصيات.
ويلتقي سترو نظيره صلوخ عند التاسعة من صباح غد الخميس في مقر الخارجية اللبنانية في قصر بسترس ويعقد معه جلسة محادثات رسمية تتناول الملفات المتصلة بالعلاقات الثنائية، وأيضا بالأوضاع الإقليمية والدولية.
وأكدت مصادر مطلعة أن الوزير البريطاني لن يزور قصر بعبدا، ولن يلتقي لحود، ولم يطلب أي موعد لمقابلته. ويأتي هذا الموقف منسجماً مع الموقف الذي اتخذته بريطانيا عندما كانت لأيام خلت الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي، إذ امتنعت عن توجيه الدعوة إلى رئيس الجمهورية ليرأس وفد لبنان الى القمة الأوروبية المتوسطية لمناسبة مرور عشر سنوات على إطلاق مسار برشلونة. علماً أن سفراء دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيتغيبون عن حفلة الاستقبال السنوية التي لا يزال لحود يصر على تنظيمها في مقره في قصر بعبدا. وسيكلفون ديبلوماسيين من مراتب دنيا تمثيلهم في هذا الحفل.
ويتضمن برنامج زيارة سترو الى لبنان لقاء مع البطريرك الماروني نصر الله صفير، وآخر مع المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، كما قد يلتقي رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، وربما قيادات وفعاليات أخرى.
ومن المتوقع أن يركز خلال محادثاته على محاور أربعة: العلاقات اللبنانية السورية في ضوء التداعيات الخطيرة التي بلغتها بعد مسلسل التفجيرات والاغتيالات، والوضع الامني وسبل تحصينه، والمساعدات التي يمكن تقديمها على هذا الصعيد، في ضوء معلومات تقلق بريطانيا عن تدفق العديد من الأصوليين الى الأراضي اللبنانية، ثم ملف التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بعد المواقف التي أعلنها نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، علماً أن اهتمام بريطانيا بهذا الملف قد تنامى وتضاعف بعد المواجهة التي جرت بين سترو ووزير خارجية سورية فاروق الشرع في مجلس الامن الدولي إثر صدور القرار 1636، استناداً الى تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس، والذي أشار بأصابع الاتهام الى مسؤولين أمنيين سوريين. وأخيراً القرار 1559، ومدى الترابط بين تنفيذه، وانعقاد المؤتمر الدولي المرتقب لدعم لبنان.
التعليقات